تهديدات وردود.. ماذا يحدث بين كوريا الشمالية والجنوبية؟
في تصعيد جديد على الحدود بين الكوريتين، أعلن الجيش الكوري الجنوبي، اليوم الاثنين، أنه “مستعد بالكامل” للرد على أي هجوم محتمل بعد أن أمرت كوريا الشمالية قواتها بالاستعداد لإطلاق النار. هذا التوتر يأتي على خلفية نزاع متفاقم حول استخدام الطائرات المسيّرة في أجواء العاصمة بيونغ يانغ.
اتهامات وتحذيرات متبادلة
وجهت كوريا الشمالية اتهامات إلى جارتها الجنوبية بإرسال طائرات مسيّرة محمّلة بمنشورات دعائية تحتوي على ما وصفته بـ”الشائعات التحريضية”. وحذرت بيونغ يانغ، يوم الأحد، من أنها ستعتبر أي دخول آخر للطائرات المسيّرة في أجوائها بمثابة “إعلان حرب”، مما دفع المنطقة إلى حالة من الاستنفار العسكري.
تحريك المدفعية الكورية الشمالية
ردًا على هذه التطورات، قامت كوريا الشمالية بتحريك وحدات مدفعية ثقيلة إلى مواقع قريبة من الحدود، وأصدرت أوامر لثمانية ألوية مدفعية، التي كانت بالفعل في حالة استعداد، بالتحرك والتمركز استعدادًا لأي مواجهة عسكرية. هذه التحركات العسكرية تهدف إلى الرد الفوري على أي استفزاز جنوبي قد يحدث، في إشارة إلى أن كوريا الشمالية تأخذ التهديدات على محمل الجد.
خلفية تاريخية للخلاف
تعود جذور الخلاف بين الكوريتين إلى تقسيم شبه الجزيرة الكورية بعد الحرب العالمية الثانية. في عام 1950، اندلعت الحرب الكورية بعد غزو كوريا الشمالية المدعومة من الاتحاد السوفيتي والصين، لجارتها الجنوبية التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها. انتهت الحرب بهدنة في عام 1953 دون توقيع اتفاقية سلام رسمية، مما جعل الكوريتين في حالة حرب من الناحية النظرية حتى يومنا هذا.
منذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بين البلدين توترات مستمرة تتخللها فترات قصيرة من الهدوء، إلا أن البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية وتصاعد الأنشطة العسكرية من كلا الجانبين جعلت شبه الجزيرة واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية للأزمات الدولية.
الاستعداد لمواجهة عسكرية
ردًا على التوتر المتزايد، أمرت كوريا الشمالية ثمانية ألوية مدفعية كانت في حالة تأهب دائمًا، بالاستعداد لإطلاق النار في أي لحظة، كما عززت مواقع المراقبة الجوية في بيونغ يانغ. في مؤتمر صحفي، أكد لي سيونغ-جون، المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية، أن جيش بلاده “يراقب الوضع عن كثب” وهو جاهز للرد على أي “استفزاز” من الشمال.
تهديدات كورية شمالية وتصعيد خطير
أشارت كوريا الشمالية إلى أن الطائرات المسيّرة تسللت إلى أجواء العاصمة بيونغ يانغ ثلاث مرات في الأيام الأخيرة. وحذرت كيم يو جونغ، الشقيقة النافذة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، من “كارثة فظيعة” ما لم تتوقف تلك الانتهاكات. وصفت هذه العمليات بأنها “غير قابلة للتسامح” و”تشكل تحديات خبيثة لدولتنا”.
ردود الأفعال الدولية
قيادة الأمم المتحدة، المشرفة على الهدنة التي وضعت حدًا للقتال في الحرب الكورية (1950-1953)، أفادت بأنها تتابع هذا النزاع عن كثب، مؤكدة أنها تحقق في الاتهامات الصادرة عن كوريا الشمالية وفقًا لاتفاق الهدنة.
موقف سول
رغم اتهامات بيونغ يانغ، لم تؤكد هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية أو تنفي تورط جيشها في إرسال المسيّرات عبر الحدود، مكتفية بوصف الاتهامات بأنها “وقحة” ولا أساس لها. أكد الناطق لي أن “الشمال لا يستطيع حتى تأكيد مصدر هذه المسيّرات”، مذكّرًا بأن كوريا الشمالية نفسها أرسلت مسيّرات نحو الجنوب في عشر مناسبات سابقة.
تحركات عسكرية جديدة
في تطور آخر، رصدت كوريا الجنوبية تحضيرات من قبل الشمال لتنفيذ تفجيرات على الطرق الرابطة بين الشطرين، وذلك بعد إعلان بيونغ يانغ عن نيتها إغلاق الحدود. يأتي هذا الإعلان في إطار تصعيد إضافي، حيث أكدت كوريا الشمالية أن هذا الإجراء سيعزلها تمامًا عن جارتها الجنوبية.