تصادم قطارين بالمنيا: تحرك عاجل واستنفار طبي لإنقاذ المصابين
شهدت محافظة المنيا، صباح اليوم الأحد 13 أكتوبر 2024، تصادم بين قطار النوم رقم 1087 المتجه من أسوان إلى القاهرة وجرار، في منطقة ما بين أبو قرقاص والمنيا، مما أسفر عن سقوط عربتين من القطار في ترعة الإبراهيمية، وإصابة 20 شخصًا، وفقًا للتصريحات الأولية من الجهات المعنية.
الحادث دفع الحكومة المصرية لتحرك عاجل وسريع على عدة مستويات للتعامل مع الموقف والتأكد من تقديم الدعم الكامل للمتضررين والمصابين.
ملابسات الحادث
أصدرت هيئة السكك الحديد بيانًا صحفيًا أوضحت فيه تفاصيل الحادث، حيث وقع التصادم نتيجة اصطدام جرار بمؤخرة قطار النوم، تحديدًا بعربة القوى، الأمر الذي أدى إلى سقوطها وسقوط عربة أخرى من القطار. وعلى الفور تم الدفع بمعدات وأوناش الطوارئ إلى موقع الحادث لفصل القطار المتضرر عن العربتين المتأثرتين واستكمال رحلة القطار إلى القاهرة دون تأخير طويل.
جهود الإنقاذ والإسعاف
استجابة سريعة ومهنية من فرق الإنقاذ والإسعاف كانت في صدارة المشهد. فقد أوضحت وزارة الصحة والسكان، برئاسة الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أنه تم الدفع بـ 23 سيارة إسعاف مجهزة إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ. وتم نقل 19 من المصابين إلى مستشفى المنيا العام، بينما تم نقل حالة واحدة إلى مستشفى جامعة المنيا. وتفاوتت الإصابات بين كدمات وسحجات وجروح سطحية، مع تأكيدات بأن الحصر المبدئي يشير إلى عدم وجود حالات وفاة حتى الآن.
وأصدر الدكتور خالد عبدالغفار تعليمات فورية برفع درجة التأهب في المستشفيات الواقعة في النطاق الجغرافي للحادث، للتعامل مع أي تطورات، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين.
كما تم تكليف نائبه الدكتور محمد الطيب بالتوجه إلى موقع الحادث لمتابعة الأوضاع ميدانيًا، والتنسيق مع الأطقم الطبية في المستشفيات لضمان تقديم أعلى مستوى من الرعاية.
تحرك حكومي واسع
على صعيد التحرك الحكومي، كانت وزارة النقل من أوائل الجهات التي استجابت للحادث. فقد كلف الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، كل من نائب وزير النقل للسكك الحديدية والجر الكهربائي ورئيس هيئة السكك الحديدية بالتوجه إلى موقع الحادث.
وتم تشكيل لجنة فنية عاجلة من المختصين في هيئة السكك الحديدية لدراسة الأسباب الفنية التي أدت إلى وقوع الحادث وتقديم تقرير سريع حول ملابسات الحادث، بما يضمن عدم تكراره مستقبلًا.
كما شارك الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في المتابعة الحثيثة للأحداث، حيث أصدر تعليماته برفع حالة الاستعداد القصوى في مستشفيات جامعة المنيا لاستقبال المصابين. وقد أكد الدكتور عصام فرحات، رئيس جامعة المنيا، أن الدكتور أيمن حسانين، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة المنيا، يقود فريقًا من الأطباء وفرق التمريض للتعامل مع الإصابات بالتنسيق مع وزارة الصحة لضمان تقديم رعاية شاملة لكل المصابين.
الدور الاجتماعي والتضامني
بدورها، كانت وزارة التضامن الاجتماعي حاضرة في موقع الحادث. فقد تابعت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، تداعيات الحادث، ووجهت مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة المنيا بالتوجه فورًا إلى الموقع وتقديم الدعم اللازم للمتضررين. كما تم التنسيق مع الهلال الأحمر المصري، الذي دفع بفريق إغاثة إلى موقع الحادث لتقديم المساعدات الطارئة.
وفي إطار المسؤولية الاجتماعية، تفاعل أهالي قرية ماقوسة والقرى المجاورة بشكل إيجابي مع الحادث، حيث وزعوا المياه على فرق الإنقاذ والعمال الذين تواجدوا في الموقع للمساعدة في رفع العربات المتضررة من ترعة الإبراهيمية.
تحقيقات النيابة
من جهة أخرى، انتقل فريق من النيابة العامة إلى موقع الحادث، برئاسة المستشار محمد أبو كريشة، المحامي العام لنيابة جنوب المنيا، والمستشار سعيد عبد الجواد، رئيس النيابة الكلية، للتحقيق في أسباب الحادث. وتتابع النيابة العامة كافة التفاصيل المتعلقة بالتصادم للتأكد من عدم وجود أي إهمال أو تقصير من الجهات المعنية.
عودة حركة القطارات
بعد ساعات من الحادث، أعلنت هيئة السكك الحديدية عن نجاح فرق الطوارئ في فصل القطار المتضرر عن العربتين اللتين سقطتا في الترعة، وتم استئناف حركة القطارات بعد إزالة آثار التصادم.
وأكدت الهيئة أن فرق العمل تواصل جهودها لرفع العربات المتضررة من ترعة الإبراهيمية، مع التأكيد على اتخاذ كافة التدابير الاحترازية لضمان سلامة حركة القطارات.
في ظل هذا التحرك السريع من الجهات الحكومية والمجتمعية، تسعى مصر إلى التخفيف من آثار هذا الحادث الأليم، والعمل على ضمان عدم تكراره من خلال تعزيز إجراءات السلامة والوقاية على السكك الحديدية.
وبرغم الخسائر المادية والإصابات، يُظهر هذا الحدث قدرة مصر على التعامل السريع والفاعل مع الأزمات، والتكاتف بين مختلف الوزارات والمجتمع المدني لتقديم الدعم والرعاية في الأوقات الصعبة.