فريق الطوارئ بمستشفى قصر العيني ينجح في استخراج مقص نافذ من جمجمة طفل
في إنجاز طبي جديد يُضاف إلى سجل مستشفى قصر العيني العريق، تمكن فريق طبي متخصص في قسم الطوارئ من إجراء عملية جراحية بالغة الخطورة لإنقاذ حياة طفل يبلغ من العمر 4 سنوات.
الطفل كان قد وصل إلى المستشفى في حالة حرجة بعد تعرضه لحادث أليم؛ حيث سقط على مقص نافذ استقر في جبهته اليمنى، مخترقًا العظمة الأمامية للجمجمة ووصولًا إلى الفص الأمامي للمخ عبر الجيب الهوائي الأمامي.
الوضع كان في غاية الدقة والتعقيد، مما تطلب تحركًا سريعًا من الفريق الطبي الذي باشر الفحوصات العاجلة للتأكد من خطورة الإصابة.
أظهرت الفحوصات والأشعة المقطعية على المخ أن المقص قد اخترق مناطق حساسة في الجمجمة والمخ، مما جعل التدخل الجراحي الفوري أمرًا لا مفر منه لإنقاذ حياة الطفل.
ورغم التحديات الكبيرة التي واجهها الفريق الطبي، الذي ضم نخبة من أطباء جراحة المخ والأعصاب والتخدير، نجحوا في إزالة المقص بحرفية عالية دون إحداث أي أضرار إضافية للمخ أو الجمجمة.
في هذا الحوار الصحفي الخاص لموقع الفجر مع الدكتور أحمد ماهر، مدير قسم الطوارئ،بمستشفى قصر العيني، نتعرف على تفاصيل هذه العملية المعقدة، وكيف تعامل الفريق الطبي مع هذه الحالة الحرجة.
كما يسرد لنا التحديات التي واجهتهم خلال التدخل الجراحي الدقيق، والجهود المستمرة لضمان سلامة المرضى في مثل هذه الحالات الطارئة.
دكتور أحمد ماهر، نود أن تحدثنا عن إحدى العمليات الخطيرة التي شهدها قسم الطوارئ مؤخرًا في مستشفى قصر العيني؟
بالطبع، واحدة من أخطر العمليات التي أجريناها في قسم الطوارئ كانت يوم 17 سبتمبر 2024 في ذلك اليوم، وصل طفل يبلغ من العمر 4 سنوات إلى استقبال الطوارئ نحو الساعة السادسة والنصف مساءً، بعد سقوطه على جسم صلب. وعندما قمنا بفحصه، اكتشفنا وجود مقص نافذ في الجبهة اليمنى.
كانت الإصابة خطيرة جدًا، حيث أن المقص اخترق العظمة الأمامية للجمجمة ووصل إلى الفص الأمامي للمخ عبر الجيب الهوائي الأمامي.
هذه حالة تبدو خطيرة جدًا! كيف كانت ردة فعلكم الأولية؟
بالفعل، الوضع كان في غاية الخطورة. على الفور بتوجيها من الدكتور حسام صلاح عميد كلية الطب ومدير مستشفي القصر العيني.
بدأنا بإجراء الفحوصات اللازمة بشكل سريع، وكانت أولى تلك الفحوصات أشعة مقطعية على المخ، والتي أكدت أن المقص قد اخترق الجمجمة ووصل إلى الفص الأمامي للمخ، مما زاد من تعقيد الموقف وخطورته.
ما هي الخطوات التي اتخذتموها لعلاج الحالة؟
تم إدخال الطفل إلى غرفة العمليات فورًا. كان الفريق الطبي على أهبة الاستعداد للتدخل الجراحي السريع.
أجرينا عملية معقدة جدًا، حيث تم استخراج المقص بأمان، ثم قمنا بإصلاح الجيب الهوائي الأمامي لضمان استقرار الحالة. الحمد لله، الطفل خرج من العملية في كامل وعيه وحركته، وكانت حالته الصحية مستقرة بعد العملية.
من كان ضمن الفريق الطبي الذي شارك في هذه العملية الصعبة؟
هذا النوع من العمليات يتطلب تعاونًا دقيقًا بين عدة تخصصات. فريق جراحة المخ والأعصاب كان بقيادة الدكتور أحمد حمدي، والدكتور محمد أشرف، والدكتور يوسف أيمن، وهم جميعًا متخصصون في جراحة المخ والأعصاب.
أما فريق التخدير، فكان بقيادة الدكتور بيشوي عاطف، والدكتور أحمد حمزة، والدكتور كيرلس غالي، وكان دورهم بالغ الأهمية في الحفاظ على استقرار حالة الطفل أثناء الجراحة.
ما هي التحديات التي واجهتكم أثناء العملية؟
التحدي الأكبر كان ضمان عدم حدوث أي ضرر إضافي للمخ أثناء استخراج المقص، أي خطأ بسيط كان يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
ولكن بفضل الله وبالتعاون الممتاز بين أعضاء الفريق الطبي، تمكنا من إتمام العملية بنجاح كبير.
هذا إنجاز طبي رائع. كيف كانت حالة الطفل بعد العملية؟
الطفل خرج من العملية في حالة وعي كاملة، وبفضل الله لم تظهر عليه أي مضاعفات خطيرة. هو الآن في حالة مستقرة جدًا، ويتلقى الرعاية اللازمة حتى يتم التأكد من استعادته لكامل صحته.
شكرًا لك دكتور أحمد على مشاركتك معنا هذه التجربة، ونتمنى لكم المزيد من النجاح والتوفيق في إنقاذ الأرواح؟
شكرًا لكم، ونتمنى أن نكون دائمًا على قدر المسؤولية لخدمة المرضى والمجتمع.و لا بد ان اقدم جزيل الشكر علي الدعم المتواصل من ا.د. حسام صلاح عميد الكليه وتوفيره لكل المستلزمات في قسم الطوارئ ومتابعته المستمره لسير العمل