التفوق يصنعه الدعم: حوار للفجر مع عميد المعهد الفني التجاري بأسيوط"
يُعد التعليم الفني أحد الركائز الأساسية في تطوير القوى العاملة وتأهيل الشباب لسوق العمل، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه المجتمعات النامية. ومن بين المؤسسات التعليمية التي تلعب دورًا محوريًا في هذا السياق، يبرز المعهد الفني التجاري بأسيوط كواحد من أقدم المعاهد الحكومية في مصر، حيث تأسس في عام 1962 بهدف تلبية احتياجات محافظات الصعيد مثل أسيوط، سوهاج، المنيا، والوادي الجديد.
المعهد، الذي يتبع الكلية التكنولوجية بوسط الوادي تحت إشراف وزارة التعليم العالي، يُعنى بتقديم برامج تعليمية متخصصة تسهم في تخريج كوادر فنية مؤهلة قادرة على مواكبة تطورات سوق العمل ومتطلباته المتغيرة.
وفي هذا الحوار الخاص لموقع الفجر مع الدكتور محمد أحمد عبد الوكيل، عميد المعهد الفني التجاري بأسيوط، نتناول دور وزارة التعليم العالي في دعم المعهد وطلابه، وأهمية تكريم الطلاب المتفوقين كحافز لتعزيز التفوق الأكاديمي.
كما نلقي الضوء على البرامج والمبادرات التعليمية التي يتم تنفيذها بالتعاون مع الوزارة، بما في ذلك البرامج التي تتماشى مع احتياجات سوق العمل، والمبادرات الرئاسية مثل "مودة" التي تهدف إلى توعية الشباب المقبلين على الزواج.
في بداية الحوار، نود أن نتحدث عن دور وزارة التعليم العالي في دعم المعهد الفني التجاري بأسيوط. كيف تساهم الوزارة في تقديم الدعم للمعهد وطلابه؟
المعهد الفني التجاري بأسيوط هو مؤسسة تعليمية حكومية تتبع الكلية التكنولوجية بوسط الوادي، والتي تخضع لإشراف وزارة التعليم العالي. تقوم الوزارة بدور محوري في دعم المعهد من خلال تلبية احتياجاته البشرية والمادية، إلى جانب الإشراف على الكليات التكنولوجية ومعاهدها بشكل عام. منذ تأسيس المعهد في عام 1962، وهو يقدم خدمات تعليمية تلبي احتياجات محافظات أسيوط، سوهاج، المنيا، والوادي الجديد،هذا الدعم المستمر من الوزارة يعزز من قدرة المعهد على تقديم تعليم فني متميز يلبي تطلعات الطلاب وسوق العمل.
ما هي أهمية تكريم الطلاب الأوائل بالنسبة لكم كإدارة المعهد؟ وكيف يؤثر ذلك على مسيرتهم الأكاديمية؟
تكريم الطلاب الأوائل هو جزء أساسي من فلسفة المعهد في تشجيع التفوق الأكاديمي. عندما نحتفي بالطلاب المتفوقين، نحن لا نعزز فقط روح التفوق لديهم، بل نوفر أيضًا حافزًا لبقية الطلاب للسعي نحو تحقيق نفس المستوى من التميز.
هذا التكريم يشجع على التنافس الإيجابي بين الطلاب ويعزز من انخراطهم في العملية التعليمية. كما أن الوزارة تساهم بشكل مباشر في هذا الجانب من خلال تنظيم رحلات مدعمة للأوائل، وهي فرصة فريدة للطلاب للتعرف على تجارب جديدة خارج إطار الدراسة الأكاديمية.
هل يمكن أن تخبرنا عن البرامج التعليمية التي يعمل المعهد عليها بالتعاون مع وزارة التعليم العالي؟ وما هي المبادرات الرئاسية التي يشارك فيها الطلاب؟
لدينا في المعهد حاليًا برنامجين رئيسيين: برنامج المؤسسات المالية وبرنامج الضرائب والتأمينات. هذان البرنامجان يتماشيان مع متطلبات سوق العمل الحالي، ونحن نعمل باستمرار بالتعاون مع الوزارة لفتح برامج جديدة تتناسب مع التطورات الاقتصادية ومتطلبات السوق.
بالإضافة إلى ذلك، يشارك طلابنا في العديد من المبادرات الرئاسية، من بينها مبادرة "مودة"، التي تُعد إحدى المبادرات الهامة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
تهدف هذه المبادرة إلى توعية الشباب المقبلين على الزواج بالجوانب المختلفة للحياة الزوجية، بهدف الحد من معدلات الطلاق وتعزيز الاستقرار الأسري.
كيف يتم اختيار الطلاب الأوائل؟ وما هي المعايير التي تعتمدون عليها لتكريمهم؟
يتم اختيار الأوائل بناءً على ترتيبهم في المجموع النهائي بعد إعلان النتائج. نحن نحرص على أن يكون التكريم شفافًا ويعتمد على معايير أكاديمية بحتة. بعد اختيار الأوائل، يتم تنظيم رحلات مجانية لهم بالتعاون مع الإدارة العامة لرعاية الطلاب بوزارة التعليم العالي، هذه الرحلات ليست مجرد مكافأة، بل هي جزء من عملية تشجيع الطلاب على الاستمرار في مسيرة التفوق.
هل هناك خطط لتوسيع نطاق التكريم ليشمل الطلاب المتميزين في مجالات أخرى غير الأكاديميات، مثل الأنشطة الطلابية أو الابتكار؟
بالتأكيد، نحن نحرص على تشجيع الطلاب المتميزين في كافة المجالات، لا يقتصر التكريم على التفوق الأكاديمي فقط، بل نولي اهتمامًا كبيرًا للطلاب الذين يظهرون تميزًا في الأنشطة الطلابية المختلفة. سواء كانت رياضية، فنية، أو اجتماعية، فإننا نسعى لتكريمهم وتحفيزهم على المشاركة الفعالة. الوزارة تضع خطة سنوية للنشاط الطلابي، ومن أفضل الأنشطة التي يشارك فيها الطلاب هي معسكرات مثل معسكر بلطيم، حيث تتحمل الوزارة جميع التكاليف.
كيف يتم استقبال الطلاب الجدد في المعهد؟ وما هي أهم البرامج التي تقدم لهم؟
استقبال الطلاب الجدد هو حدث مهم للغاية بالنسبة لنا، نقوم بتنظيم لقاء تعريفي مع بداية كل عام دراسي، حيث نقدم لهم معلومات شاملة عن تاريخ المعهد، رؤيته، رسالته، وأهدافه. يتم تعريفهم بالبرامج المتاحة حاليًا في المعهد، مثل برنامج المؤسسات المالية وبرنامج الضرائب والتأمينات.
هذا اللقاء هو فرصة لتعريف الطلاب الجدد بالبيئة التعليمية ودورهم المتوقع في المشاركة الفعالة داخل المعهد.
في ختام الحوار الصحفي الميزه مع حضرتك د. محمد، ما هي طموحاتكم المستقبلية للمعهد؟ وكيف ترون دور التعليم الفني في مصر؟
نحن نطمح دائمًا لتوسيع نطاق البرامج التعليمية في المعهد وتقديم المزيد من الفرص للطلاب لتأهيلهم لسوق العمل. التعليم الفني في مصر يلعب دورًا حيويًا في تطوير الاقتصاد الوطني، ونسعى دائمًا للارتقاء بجودة التعليم الفني من خلال التعاون المستمر مع الوزارة وتقديم البرامج التي تتماشى مع احتياجات السوق المتغيرة.