أمريكا.. إعادة تفكير بجدوى التعتيم على خطف الصحفيين

عربي ودولي


العربية.نت- حان الوقت لإعادة التفكير في سياسة التعتيم الإعلامي حول الصحافيين المخطوفين ، يقول مدير لجنة حماية الصحافيين بأميركا جول سايمون.

اللجنة طالما انخرطت في قضايا الصحافيين المخطوفين وشاركت في حملات إعلامية وسرية لإطلاق سراحهم.

لكن ذبح الصحافيين المخطوفين الأميركيين، جيمز فولي وستيف ساتلوف، من قبل تنظيم داعش مؤخرا، بالإضافة الى العدد الكبير من الصحافيين المخطوفين في سوريا جعل اللجنة تشك في فعالية التعتيم الإعلامي.

هذا ما أكده سايمون في مقال نشر في المجلة التي يصدرها البرنامج الصحافي في جامعة كولومبيا.

التعتيم الاعلامي يأتي في العادة بطلب من عائلة المخطوفين أو الصحيفة أو المحطة التي يعمل بها المخطوف التي عادةً ما تطالب وسائل الإعلام الأخرى التي تعرف بالأمر بعدم الكشف عن الخطف.

أحيانا يتم ذلك بسبب مطلب الخاطفين، كما تم في قضية ديف رودز، صحافي جريدة نيويورك تايمز الذي اختطف في افغانستان. واتبعت وسائل الإعلام هذه السياسة في قضيته لمدة سبعة أشهر.

أما فيما يتعلق بالصحافي ستيف ساتلوف، والذي لم يعلن عن خطفه حتى نشر داعش فيديو ذبح الصحافي الآخر جميز فولي، فلم تكشف وسائل الإعلام عن دين سوتلوف اليهودي أو عن جنسيته الإسرائيلية لغاية ذبحه، خوفا من أن تشجع تلك المعلومات على قتله. وفي نهاية الأمر، لم يفد ذلك بشيء.

طالما آمنت الصحافة بهذه السياسية أيضا لخشيتها من أن الكشف عن الأمر سيصعب عملية التفاوض على إطلاق سراح المخطوفين وسيعطي دعاية مجانية للجماعة الخاطفة.

وتقول لجنة حماية الصحافيين إنه تم اختطاف أكثر من 80 صحافيا في سوريا منذ بداية الصراع هناك عام 2011، واختُطف حوالي 60 صحافيا في العراق أثناء الحرب التي بدأت عام 2003.

ورغم أن التعتيم الإعلامي كان منطقيا في بعض هذه الحالات، كما كتب مدير اللجنة، إلا أن التعتيم الاعلامي عن غالبية الـ30 صحفي الذي تم اختطافهم في سوريا نهاية العام الماضي حجب نطاق المشكلة وأهمل القاء الضوء على التدهور في البيئة الأمنية وعن لهفة داعش لاختطاف الصحافيين .

هذا التحليل يتفق معه مارك سايبل، مدير المراسلين في وكالة مكلاتشي الإعلامية التي ما زال أحد مراسليها، أوستين تايس، مخطوفا في سوريا.

وفي هذا السياق، قال سايبل: إنها سياسة سيئة ونحن كصحافيين اتبعناها في سوريا منذ عامين عندما بدأت عملية خطف الصحافيين هناك. تعتيمنا الإعلامي كتم القصة عن الصحافيين، وخاصة الصحافيين المستقلين الذين يفتقدون للدعم المؤسساتي والذين لم يعلموا أن التواجد في شمال سوريا يعرضهم للخطف .

وشرح سايبل أن الصحافيين كانوا يعتقدون أن التهديد الأكبر هو من القوات الحكومية السورية، موضحاً أن التعتيم الإعلامي منعهم من معرفة ـن هناك عددا متزايدا من الصحافيين الذين كانوا يخطفون من قبل أطراف أخرى، مثل داعش و جبهة النصرة .

وأضاف: من تم اطلاق سراحه من الصحافيين كان بسبب تدخل دولة ما لصالحه، أو بسبب دفع حكومته لمبلغ مالي، وليس بفضل التعتيم الإعلامي .

كما أن تسليط الضوء على الخطف قد يدفع الحكومات الى فعل المزيد من أجل تحرير المخطوفين. إلا أن آخرون يقولون إن الحملات الإعلامية قد ترفع من سعر المخطوفين.

وفي هذا السياق، قال جوش ماير، وهو مدرب في مركز صحافة الأمن الوطني في جامعة ميديل: عندما اختطفت الصحافية جيل كارول في العراق عام 2006، طلبت صحيفتها تعتيما إعلاميا في البداية لأنها اعتقدت أن كارول روت لخاطفيها قصة وهمية عن هويتها. الكشف عن أنها صحافية كان سيكشف كذبها للخاطفين .

واقترحت لجنة حماية الصحافيين حلا وسطا، تتفق فيه وسائل الإعلام على تغطية تفاصيل الخطف من دون ذكر مطالب الجهات الخاطفة.