أكاديمي بجامعة عدن يُجيب لـ "الفجر".. كيف حاصر جحيم حرب الحوثي الاقتصادية اليمنيين؟
قال الدكتور محمد جمال الشعيبي استاذ الاقتصاد السياسي والمالية العامة جامعة عدن، إن الاقتصاد اليمني يعاني من اختلالات مزمنة، انعكست في انخفاض قيمة العملة الوطنية، سواء من حيث تراجع حجم الإيرادات العامة وانخفاض حجم الصادرات في مقابل ارتفاع حجم الواردات. كل ذلك تسبب بعجز في الميزان التجاري.
وأضاف الشعيبي في تصريحات خاصة لـ "الفجر" بأنه تزايد عجز الموازنة العامة خلال السنوات السابقة، مما كان يستدعي إلى تمويل العجز من خلال الإصدار النقدي (تمويل تضخمي)، الذي كان يتسبب في تأكل قيمة العملة الوطنية، وأن كان الأمر يحدث ببطئ، إلا أن حدة هذا الانهيار تضاعفت بشكل أكبر مع اندلاع الحرب في العام ٢٠١٥م، حيث سيطرت مليشيات الحوثي على الاحتياطيات النقدية من العملات الأجنبية وتسخيرها في تمويل مجهودها الحربي، إضافة إلى السيطرة على ودائع البنوك التجارية من الاحتياطيات القانونية لدى البنك المركزي، إلى جانب تسببها في هروب رؤوس الأموال الوطنية إلى الخارج وعزوف الاستثمارات الأجنبية عن القدوم إلى اليمن.
وتابع: تفاقمت هذه التداعيات في انهيار أسعار الصرف بعد اقدامهم على خطوات أكثر عدائية وتدميرًا للاقتصاد اليمني من خلال استهداف حقول انتاج النفط في حضرموت وشبوة تهديد الشركات المنتجة والسفن الداخله إلى الموانئ اليمنية التي يتم تصدير النفط الخام عبرها، الأمر الذي تسبب في تراجع كبير في حجم الإيرادات العامة التي كانت تشكل أكثر من ٦٠% من مصادر تمويل الموازنة العامة.
واختتم حديثه لـ "الفجر" بأن أقدام هذه الجماعات باستهداف حركة الملاحة الدولية في خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر تسبب في خلق تداعيات أكثر خطورة واضرارا في الاقتصاد المحلي الذي يشهد أسوأ مراحل التدهور والانهيار، فقد زاد هذا التصعيد في استهداف خطوط الملاحة الدولية من إنهيار قيمة العملة المحلية بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والنقل وتكاليف التأمين البحري للسفن الداخلة إلى الموانئ اليمنية، كما تسبب في ارتفاع أسعار السلع والخدمات إلى جانب استمرار تدهور القوة الشرائية للريال اليمني، وكل ذلك ينذر بكارثة انسانية واقتصادية أكثر ضراوة وخطورة في حال استمرار هذه المليشيات.