في ظل الحرب الاقتصادية الشرسة.. كيف ضاعف الحوثي من معاناة الشعب اليمني وأدى إلى توسّع رقعة الفقر؟

تقارير وحوارات

فئات نقدية من الريال
فئات نقدية من الريال اليمني - أرشيفية

في ظل الحرب الاقتصادية الشرسة التي تشنها مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران منذ عدة سنوات ضد الاقتصاد اليمني، فقد الريال اليمني قميته وهو ما ضاعف من معاناة الشعب اليمني وأدى إلى توسّع رقعة الفقر.

 

◄ كيف تراجعت قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية بشكل غير مسبوق؟


ومؤخرًا تراجعت قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية بشكل غير مسبوق، في ظل الانهيار الاقتصادي المستمر الذي تشهده البلاد بسبب حرب مليشيات الحوثي الإرهابية، واستمرارها في خلق حرب اقتصادية جديدة ضد اليمنيين والقطاع المصرفي.

 

◄انهيار سعر الريال اليمني

 

الانهيار الذي وصل إليه سعر الريال اليمني، لم يشهده من قبل، وسط تحذيرات خبراء الاقتصاد من تفاقم الوضع المعيشي في البلاد، التي تعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة.

 

◄ كيف لعب الانقسام النقدي الذي فرضته مليشيات الحوثي دورًا خطيرًا في تهاوي قيمة الريال اليمني؟



حيث أن أن الانقسام النقدي الذي فرضته مليشيات الحوثي الإرهابية، لعب دورًا خطيرًا في تهاوي قيمة الريال اليمني وضرب استقرار سعر الصرف في مناطق الحكومة الشرعية المعترف بيها دوليًا، كما فتح ذلك الانقسام، بؤر استنزاف كثيرة للنقد الأجنبي وتهريبه إلى مليشيات الحوثي بطرق ووسائل مختلفة، حيث بات النقد الأجنبي هو الأداء الوحيدة لعملية البيع والشراء والتبادل التجاري بين المحافظات المحررة، والمناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات.

 

هذا وقد أطلق نشطاء باليمن في مواقع التواصل لاجتماعي دعوات لترك المناكفات السياسية الداخلية، والاهتمام بكارثة تهاوي سعر صرف الريال اليمني وحذر النشطاء من تفاقم الوضع المعيشي في أوساط المواطنين الذين يعانون من أوضاع مادية واقتصادية قاسية، وصعوبات في القدرة الشرائية للاحتياجات اليومية من السلعة الاستهلاكية.

 


وخلال السنوات الماضية، قامت ميليشيات الحوثي الإرهابية باتخاذ قرارات وقوانين اقتصادية من أجل تعزيز نفوذهم المالي، وأسقطوا عليها الطابع الديني كما حدث مع ما أسموه "قانون منع التعاملات الربوية"، أو الطابع المناطقي كما حصل من انقسام نقدي وجمركي في اليمن.

 

◄ تأثير العقوبات الأمريكية على ميليشيات الحوثي

 

ضربة جديدة تلقتها مليشيات الحوثي الإرهابية تمثلت بالعقوبات الأمريكية الأخيرة، التي تستهدف تجفيف منابع تمويلها، وتعطيل خطوط تهريب الأسلحة إليها ومؤخرًا فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات ضد أفراد وشركات وكيانات وسفن مكّنت الحوثيين من الحصول على تمويل مالي وعسكري لدعمهم في استهداف السفن التجارية والنفطية في البحر الأحمر وخليج عدن، بالصواريخ المطورة والطيران المسيّر.



وفي وقت سابق أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، استعداد بلاده لأي محاولة محتملة لتوجه مليشيات الحوثي نحو التصعيد.

 

وأشار إلى أن التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها الدولة اليمنية لن تزول مطلقًا بوجود هذه الجماعات الخارجة عن القانون، بل قد تتخذ أشكالًا أكثر تعقيدًا وخطورة، مما يؤدي إلى توسع دائرة الصراع وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.


وأعرب العليمي عن أمله في أن تجد المليشيات الحوثية في هذه المتغيرات فرصة لمراجعة النفس وإدراك أن مصادرة قراري الحرب والسلم والارتهان للخارج لا يجلب سوى الخراب والدمار.

 

وأضاف العليمي أن الاستحقاقات الوطنية الراهنة تحتم على الجميع العمل بصورة تكاملية لتحقيق أهدافنا الأساسية، وعبور اليمن من هذا المنعطف الذي يزداد تعقيدًا مع ما تشهده المنطقة من تطورات متلاحقة.