للحب وجوه أخرى.. لم يرحم أميرًا ولا كَسيرًا
عيد الحب.. ذكريات العشق بين التنازل عن الحكم والموت والدم
لا زال العالم ينتظر ويقيم الاستعدادات تمهيدًا لاستقبال احتفالات عيد الحب 2023 أو الفلانتين، الذي تموج فيه المشاعر بأجمل الحروب على وجه الأرض، فما أجمل أن تصارع القلوب لتصل إلى بعضها.
يحيا المحبون أجمل حالاتهم يوم الفلانتين، ففيه تعود أجمل الذكريات، ويستعيد كل محب أجمل ما عاشه مع محبوبه؛ لتبقى حالة الحبّ الرائعة دائمة، إلا أنَّ قصص الحب لها أحيانًا وجه آخر فبعض حالاته لم تكمل سعادتها، فإما هزمت الملوك، أو زادت حسرة البسطاء.
وتستعرض بوابة الفجر الإلكترونية في يوم عيد الحب 2023 أشهر قصص الحب التي آلت إلى
تنازلوا عن عروشهم
تنازل الكثيرون من أبناء الأسر الحاكمة حول العالم سواءًا عن ألقابهم أو عن مناصبهم الرسمية كحكام لدول لها سيادتها؛ خضوعًا لأمر الحب.
وتعددت أسباب التنازل عن هذه المكانات، ربما لأنهم كانوا يهوون فروسية العشق أكثر من فروسية الحروب والصراعات، فتشبثوا بصوت قلوبهم، الذي دقَّ نواقيس الغرام، وأذَّن بنداء الوله وال
العشق داخل قصر باكنغهام
تنازل أحد أفراد الأسرة المالكة وهو الملك إدوارد الثامن عن دوره الملكى، وهو عم الملكة إليزابيث الثانية، في خطوة لترك العرش عرش بريطانيا عام 1936، بعد زواجه من سيدة أميركية تٌدعى "واليس سيبمسون"، وهو الامر الذي أثار أزمة خصوصًا بعد تنصيبه بشكل رسمي ملكًا للبلاد ورئيسا أعلى للكنيسة.
عارض رئيس الوزراء هذا الزواج، واتهم "إدوارد" بانتهاك بروتوكولا ملكيًا، وبخاصة بعدما تبيَّن أن الزوجة " واليس" لم تكن قد انفصلت رسميا عن زوجها الآخر، وهو ما يعني علاقة غير شرعية تربط الملك بامرأة متزوجة.
وفي نهاية الأمر تنازل الأمير العاشق كماأسمته الصحافة العالمية – حينئذ- عن دوره الملكي؛ ليكمل حياته منفيًا مع محبوبته التي عشقها.
خطوة الأمير هاري
فى قرار مفاجئ عام 2020 لأفراد القصر الملكى البريطانى، أعلن الأمير هارى وزوجته ميجان تنازلهما عن ألقابهما الملكية، ومن ثم دورهما الملكى، واستقلالهما المادى، عن أفراد العائلة المالكة، ما اعتبرته الأوساط السياسية والمطَّلعة، في ذلك الوقت، خطوة جريئة.
وقد صار الدوق والدوقة، وهي ألقابهما الملكية داخل القصر، بهذه الخطوة خارج، قائمة الادواؤ الملكية التي تتيح لهما ان يكونا ملكين مُنتظرين، وعبرا عن ذلك أنَّ نمطا مختلفً للحياة داخل هذا المجتمع محورا لأحاديث الصحافة، حسب تصريحات لهاري.
في مصر أيضًا يتنازلون عن العروش
خصع الأمير كمال الدين حسين، نجل السلطان حسين كمال، وحفيد الخديوي إسماعيل، لأمر فاق الأمر الملكي، حسب رأيه، فتنازل عن العرش من أجل الحُب الذي ربطه بسيدة فرنسية تدعي "فيال ديمنييه"، وهذا ماكان من الممنوعات؛ لأن المملكة المصرية لا تعترف إلا بالزواج الذى يتم بأمر البلاط.
ولقد ظلَّ الأمر مجهولًا، إلى أن ظهرت "فيال" بعد وفاته مدعية أنها زوجة الأمير الراحل، ولديها منه طفل أنجباه فى السر؛ إلا أن الأمر توارى فى دهاليز المحاكم.
قيس ولُبنى.. الحب في البادية حتى الموت
وفي يوم عيد الحب 2023، لا ننسى أقوى قصة عشق جمعت بين اثنين في تراثنا العربي، والتي لم يزل التندر بها، حتى بلغت خشبة المسرح، ومسامع جمهور الراديو، والإذاعة، والتليفزيون.. قيس ولُبنى".
كان قيس بن ذريح من سكان بادية المدينة، ذهب يوما لبعض حاجاته، فمر بحي وكانت الأجواء حارَّة فاستسقى أهل خيمة - أي طلب منهم الماء - فخرجت فتاة نحمل الماء، وكانت بهية الطلعة عذبة الكلام، حسِنة الوصف، فناولته الماء ليشرب، وعرضت عليه ليجلس يرتاح من تعب الطريق أجابها بالقبول.
جاء أبوها، فلما وجده رحَّب به ونحر الذبائح وأكرمه، فأقام عندهم نهار هذا اليوم، ثم همَّ بالانصراف وقد شغفه حبها، ثم عاد إلى زيارتها، وعرض الأمر عليها فوجدها تبادله الشعور. فعاد إلى أبيه، فأجابه بالرفض وعرض عليه تزويجه إحدى بنات عمه، فرفض ولجأ إلى كل الحيل ليتزوجها، وتمَّ الزواج، ولكنه تبيَّن أنها عاقر، فأُجبره أهله على تطليقها، فطلقها، وتزوجت من غيره، وتزوج بغيرها، ولكنه ظل على حبه وعهده، ولما عاد إلى قومه أخبروه بزواجها، وظلَّ ينشد الشعر، حتى أخبروه بموتها، فانشد:
ماتت لبنى فموتها موتي.. هل تنفعن حسرتي على الفوت
وسوف أبكي بكاء مكتئب.. قضى حياةً وجدًا على موت
وقيل بعدها أنه ثم أكب على القبر يبكي حتى أُغمي عليه، فرفعه أهله إلى منزله، وظلَّ حزينًا ثلاثة أيام حتى مات ودفنوه إلى جانبها.
الأرشيدوق وصوفيا.. ليالي الدم في فيينا
في ليلة من ليالي فيينا سرقت الكونتيسة "صوفي تشوتيك" قلب الأرشيدوق "فرانز فرديناند" ولي عهد النمسا والمجر؛ فخضع ابن الحاكم لأمر سيادي بنكهة العاطفة، متحديًا كل التقاليد والعادات الملكية، لينسلخ من دنيا الحرب والسياسة خلود الحب الذي لا يعرف الفرق بين الامير والغفير، والذي كاد بسببه أن يفقد منصبه لزواجه من خارج العائلة، الأمر الذي كان من شأنه أن يمنع وصول أولادهما في المستقبل إلى عرش النمسا.
أكمل الأرشيدوق مع حبيبته حتى قبيل العام 1918، خلال حادث "سراييفو" الذي انتصرتا فيها رصاصتان أطلقهما شابًا صربيا يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا، فداء حب بلاده، ليقتل حب الوطن حبًّا آخر داخل دهاليز القصور؛ وليموتا العاشقان على إثرهما، وتبقى هذه الرواية أحدوثة حبِّ عن ليالي الدماء في فيينا.