"الوباء" يدق الأبواب.. و"الصحة" تلقى بالمسئولية على المواطنين.. و"الطب الوقائى" غائب


الصحة: إهمال المواطنون هو السبب وراء إنتشار أنفلونزا الطيور

منظمة الصحة العالمية: القضاء على المرض يستلزم تعاون وزارة الصحة والطب الوقائي مع وزارتي البيئة والزراعة

نقيب البيطرين: أنفلونزا الطيور دخلت مصر وإستوطنت وتم التعامل معها بشكل مريب

منذ عام 2006 وحتى الآن تمثل تربية الطيور بالمنازل خطرًا شديدًا وعنصرًا رئيسيًّا في انتشار إنفلونزا الطيور الذي أصبح مرضًا مستوطنًا في مصر، هذا بجانب تقاعس الدولة عن توفير العدد الكافي من البيطريين بكافة المديريات البيطرية على مستوى محافظات الجمهورية، ومع وصول حالات الوفيات إلى 11 من 23 وهى عدد الأصابات بدأ البعض يحذر من وباء قادم.


إهمال المواطنيين

من جانبه قال حسام عبد الغفور المتحدث الإعلامي لوزارة الصحة، أن إرتفاع نسبة الوفيات بمرض أنفلونزا الطيور يرجع إلى تأخر المواطنون في تلقي العلاج، وعدم إلتزامهم بالخطوات التي تقيهم من الإصابة، حيث أن تعاملاتهم الخاطئة السبب الوحيد في إنتشار المرض.

وسخر عبد الغفور , في تصريحه لـ الفجر ، من أن البعض يتهمون وزارة الصحة بأنها السبب في إنتشار المرض قائلا هو إحنا اللي بنموتهم ، مؤكدا أن دور وزارة الصحة هو تقديم العلاج للمرضى فقط، موضحا أن التأخر في تلقي العلاج والإبلاغ عن الأعراض هو السبب الحقيقي وراء إنتشار المرض.


وأكد عبد الغفور، أن عدد حالات الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور خلال عام 2014 وصل إلى 22 حالة 10 حالات وفاة و12 حالة إصابة.

وطالب المتحدث الإعلامي للصحة، المواطنين الذين يتعاملون مع الدواجن بضرورة الإبلاغ عن حالات النفوق فى إدارات الطب البيطرى والتوجه الفوري لأقرب مستشفى لتلقي الخدمة الصحية في حالة ظهور أعراض أنفلونزا عليهم، حيث إن تلقي المصابين بمرض انفلونزا الطيور لعقار التاميفلو خلال أول 24 ساعة من بدء ظهور الأعراض يزيد من معدلات الشفاء من المرض ويقلل من معدلات الوفاة.

ونصح المتحدث الرسمى بأسم الصحة، المواطنين الذين يتعاملون مع الدواجن بتوخى الحذر والحيطة عند التعامل مع الطيور خصوصاً التى يظهر عليها أعراض مرضية وضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع حدوث العدوى مثل ضرورة تغطية الفم والأنف عند التعامل مع الدواجن وغسل الأيدي بالماء والصابون بعد التعامل مع الطيور وعدم اصطحاب الأطفال لأماكن تربية الطيور أو الذبح وكذلك ضرورة فصل الطيور عن أماكن المعيشة.

الإنتشار مسئولية الصحة والزراعة

من جانبه قال الدكتور سامى طه نقيب البيطريين، أن أنفلونزا الطيور خاصة H2N1 الذي ينتقل من الطيور للإنسان تم دخوله إلى مصر بشكل غامض وأستشرى في الجمهورية جميعها بشكل غامض، وتم التعامل معه بشكل مريب، والدليل على هذا أنه ينتقل ميكانيكيا إلا إنه إنتقل خلال الأسابيع الأولى من دخوله مصر في 7 فبراير 2006 إلى 300 بؤرة معظمها في شرق مصر.

وأكد إنه كان من الممكن السيطرة عليها بإعدام تلك البؤر ولكن تم إستيراد لقاحات دون معايرة، وبدأت بعد ذلك سلسلة التراخي في التعامل مع الوباء، الذي غطى الجمهورية ودمر الثروة الحيوانية، وتمكن من الإنسان .

وطالب نقيب البيطرين في تصريحه لـ الفجر رئيس مجلس الوزراء بكشف التقارير التى أصدرتها منظمات الصحة العالمية عن مصر حتى تنكشف الحقيقة وتقع المسئولية على مرتكبي إنتشار الوباء، موضحا أن المسئولية تقع بين وزير الصحة والزراعة، مطالبا بتحديد الجاني الحقيقي، مشيرا إلى أن الفيروس كان موجود بإسرائيل ونيجيريا والعراق ومصر، وقد نجت منه تلك الشعوب واستوطن في مصر فمن المسئول.

وتساءل طه هل الأطباء مدربين التدريب الكافي لتعامل مع هذا الفيروس، وهل أساتذه علم الفيروسات يتم إشراكهم في فحص الفيروس حتى يتم تحليله، مطالباً بالكشف عن المعمل المرجعى الذى يتم فيه تحديد الجينوم الخاص بالمرض فى مصر، وهل هو معمل اجنبى خارج مصر ام معمل مصرى ام معمل اجنبى داخل مصر لأنه هو الذى يحدد طبيعة الجينوم الشريط الوراثى الذى يتحدد بناء علية الطريقة المثلى للتعامل مع الوباء, وطالبه أيضا بالكشف عن نسبة خسائر الثروة الحيوانية حتى الآن.

وتابع نقيب البيطريين، أن قيمة الاستثمارات فى الثروة الحيوانية فى مصر تقدر بحوالى 140 مليار جنية، فى حين تصل الاستثمارات فى صناعة الدواجن فقط 22 مليار جنيه ويعمل فيها 2 مليون عامل، موضحاً ان هيئة الخدمات البيطرية قد طالبت فى موازنة العام الجارى بتحصينات بقيمة 130 مليون جنيه فى حين لم يخصص لها سوى 30 مليون فقط بينما المفروض ان تصل التحصينات إلى 300 مليون جنية وفقاً للمعدلات العالمية، واصفاً ما يحدث بالمهزلة.


طرق القضاء على الفيروس

وقال دكتور محمد علي عز العرب، المستشار الطبي لمركز مصر للحق في الدواء وأحد ممثلي منظمة الصحة العالمية في مصر، أن إزدياد عدد الوفيات بأنفلونزا الطيور يرجع إلى التحرك المتأخر للطب الوقائي في مصر، مشيرا إلى وجود بعض المراكز التي ترصد الفيروس وإنتشاره.

وأكد عز العرب, في تصريحه لـ الفجر أن القضاء على الفيروس يستلزم ثلاثة أمور الأول، هو تعاون وزارة الصحة والطب الوقائي مع وزارتي البيئة والزراعة للقضاء على الفيروسن مطالبا بالموافقة على طلب أن يستقل الإنتاج الحيواني عن الزراعة، وإنشاء إدارة للأزمات تتبع خطوات الأزمة حتى تنتهي.

والثاني، هو تعويض أصحاب المزارع التي يرصد عندهم الوباء، حتى يبلغوا عن وجود الفيروس في مزارعهم حتى يتم عمل بؤر عازلة للسيطرة على الفيروس ومنع انتشاره.

والثالث، هو التوعية من خلال كافة وسائل الإعلام حتى يتمكن المواطنون من معرفة المرض والوقاية منه قبل فوات الأوان, مؤكدا أنه بتلك الأمور الثلاثة سنتمكن من القضاء على الفيروس نهائيا.