لبنان تحول "جبل النفايات" في صيدا لحديقة بـ10 آلاف شجرة

عربي ودولي


قال رئيس بلدية مدينة صيدا جنوبي لبنان محمد السعودي إن جبل النفايات الذي شوه سمعة المدينة وهواءها طوال اكثر من 30 عاما، سيتحول الى مفخرة لصيدا والشاطئ اللبناني بعد 10 اشهر.

وأوضح السعودي أن ذلك سيكون بعد الانتهاء من مشروع تحويله الى حديقة عامة بمساحة 100 الف متر مربع تضم مدرجا رومانيا لاستضافة المهرجانات، واكثر من 10 آلاف شجرة، وذلك من اصل 550 الف متر مربع تشكل مجمل مساحة الاراضي الناتحة عن طمر اجزاء من البحر بالتراب.

ولفت الى ان كلفة المشروع لا تتجاوز 50 مليون دولار تمول نصفها الحكومة اللبنانية من خلال وزارة البيئة، ويتم تنفيذه على ثلاث مراحل بإشراف الامم المتحدة عبر برنامج الامم المتحدة للتنمية (UNDP).

وأضاف السعودي، أنه منذ 30 عاما ولم تنجح اي محاولات لإزالة مكب النفايات في صيدا الذي تحول الى جبل ملاصق للبحر وبارتفاع 58 مترا، مشيرا الى ان جبل النفايات هذا كان يستقبل نفايات 16 بلدية بالاضافة الى (مخيم) عين الحلوة (للاجئين الفلسطينيين في صيدا)، اي من 17 مصدرا.

وتابع المحاولات كانت لإزالته، لكن إذا اردنا ازالته فأولا يجب وقف الكب فيه، وهذا يعني ايجاد مكان بديل، ولم يكن البديل موجودا في الماضي. نحن أوجدنا المكان البديل وهون معمل معالجدة النفايات في مدينة صيدا وقد افتتح وبدأ العمل به منذ اكثر من سنتين .

ولفت الى ان نفايات الجبل كانت تصل (عبر البحر) الى جنوب فرنسا حتى أنشأنا حاجزا للامواج حول الجبل بطول 2200 متر، وهو حجز مساحة 550 ألف متر مربع، كلها ستردم ،مشيرا إلى انه تم تحويل الجبل الذي كان علوه يبلغ 58 مترا، الى مطمر صحي على تلة يبلغ ارتفاعها 8 أمتار وفق احدث المواصفات واقصاها وبإشراف الامم المتحدة ، مشيرا الى ان مساحة المطمر الصحي الذي تحول الجبل اليه تبلغ 65 الف متر مربع.

وأضاف ان UNDP هم المشرفون على ازالة الجبل واختاروا المقاولين من بين 7 مقاولين عالميين تقدموا لازالة الجبل ، مشيرا الى ان شركة هولندية وأخرى لبنانية تقومان بتنفيذ المشروع.

وشدد السعودي على ان المشروع قطع مراحل كبيرة وما تراه اليوم هناك هو عبارة عن تلة نظيفة ومغلفة كلها بثلاث طبقات من الغلاف المطاطي، وطبقة من الرمل النظيف فوقها، هذا العمل الذي شرحت عنه انتهى العمل به .

وأوضح انه انجزنا الحاجز (البحري) وعملية ازالة الجبل انتهت، وما بقي هو طبقة من العشب، وتسوير المطمر الصحي اي مساحة ال 65 الف متر مربع، وداخل السور منطقة خضراء لكن غير مسموح الدخول اليها، لأن في المطمر الصحي ما زال هناك نفايات تخرج غازات، ولهذه الغاية هناك شبكة وثلاث غرف لتنقية الغاز وتبخيره، وهذه عملية تحتاج الى 7-8 سنوات .

وتحدث عن الحديقة التي ستبلغ مساحتها في المرحلة الاولى 35 الف متر مربع، قبل ان تصبح 100 الف بعد تبخير كل الغازات من المطمر الصحي المغطى بالعشب وعندها سيتم ضمه ليصبح جزءا من الحديقة.

وقال ان هناك حديقة مساحتها 35 الف متر مربع، نقوم حاليا بردمها لتكون اعلى من الجبل (مطمر النفايات)، بشكل ان المتنزه فيها يستطيع النظر الى البحر والمنطقة الخضراء (المطمر) وستكون مؤلفة من اكثر من منسوب معين (مدرجات) ، مضيفا أنه سنقيم فيها مدرجا رومانيا سيستضيف الامسيات او اي فعاليات اجتماعية في هذه المنطقة. سيكون في الحديقة 10 آلاف و452 شجرة، وهذا العدد صادف انه يعادل مساحة لبنان بالكيلومترات المربعة .

ولفت السعودي الى انه بالاضافة لذلك، هناك 280 شجرة بينها ثلاث شجرات زيتون عمر الواحدة منها اكثر من 200 عام، سيتم نقلها وزرعها في الحديقة التي ستكون شيئا تفتخر به صيدا والشاطئ اللبناني وربما شاطئ البحر المتوسط .

وأوضح ان العمل يجري الآن على انجاز الحديقة وطمر المساحات البحرية، متوقعا الانتهاء من ذلك خلال 10 أشهر، حيث سنتسلم قبل نهاية العام المقبل (2015) التلة مسورة ومزروعة بالعشب، بالاضافة الى الحديقة، اما اعمال الصيانة الخاصة بسحب الغاز (من المطمر) فلا تحتاج الى اي مجهود، فالمحطات موجودة وتعمل على سحب الغاز ولا تحتاج الى متابعة كبيرة .

وتطرق رئيس البلدية الى تمويل المشروع، فشرح ان المشروع ثلاث مراحل، المرحلة الاولى هي اقامة المعمل الذي لم يكلفنا لا كبلدية او كحكومة لأنه معمل تابع للقطاع الخاص ونحن ندفع تكاليف المعالجة وهذا امر ليس بحاجة الى تمويل .

وأضاف ان المرحلتين التاليتين هما حاجز الامواج وطوله 2200 متر وممول عبر هبة من المملكة العربية السعودية قيمتها 20 مليون دولار حصلنا عليها منذ نحو 5 سنوات وتم شراء اسهم وسندات خزينة بقيمتها، فصارت الهبة مع الارباح 22 مليون دولار وهذا المبلغ انفق لانشاء الحاجز. الجبل نفسه تكلفته بلغت نحو 25 مليون دولار بتمويل من الحكومة اللبنانية اي من وزارة البيئة .

وتحدث السعودي عن فرص العمل التي وفرها المشروع لأبناء صيدا والجوار من عمال وشركات مقاولات، قائلا إنه لا شك أنه بالنسبة لي فإن ازالة الجبل هو اهم عمل قامت به بلدية صيدا، وبالنسبة لفرص العمل فطبعا خلال الانشاءات كانت الناس تعمل، وتلك كانت فرص عمل للناس والمقاولين في صيدا وغيرها، اليوم اكبر مقاولي لبنان يعملون في صيدا منذ نحو 3-4 سنوات .

ووعد بالمزيد من المشاريع التي يجري انجازها في المدينة التي تشكل عاصمة الجنوب اللبناني، و أهمها انشاء المرفأ التجاري الذي يوفر فرص عمل منذ الآن، لكن حين يتم افتتاحه سيوفر آلاف فرص العمل في المنطقة الذي سيقام على جزء من مساحة الـ 550 الف متر مربع التي نتجت عن مشروع ازالة جبل النفايات