بعد تصعيد الجيش لعملياته في سيناء خبراء يتوقعون زيادة التفجيرات الارهابية ..ونقلها إلى القاهرة والمدن


أبو ذكري : الإرهاب في مرحلة تخبط .. وهم فقاعات من عباءة الإخوان

سويلم: الدولة في مرحلة حرب .. والإرهاب يحاول اثبات وجوده بعد هزيمة الجيش له

الكتاتني : انتقال الارهاب من سيناء للمدن طبيعي .. وهو يعاني من سُعار

نعيم : أجناد مصر و 95 اخوان وراء تفجيرات المحافظات


تسود حالياً حاله من الخوف والرعب بين كثير من المصريين من انتقال العمليات الإرهابية من سيناء خلال الفترة القادمة، بعد أن أعلنت القوات المسلحة اعتبارها منطقة عسكرية وقامت بإخلاء المنازل على الشريط الحدودي وهدمت الأنفاق مع غزة للتضييق على الجماعات الإرهابية ومن ثم تقضي على الإرهاب هناك، لتنقل هذه الجماعات أعمالها إلى القاهرة والمدن بهدف إرهاب المصريين وتشتيت القوات المسلحة لتخفيف الضغط عليهم في سيناء وإيجاد سبيل للخروج أو استعادة قدرتها على مواجهة الجيش.

فقد شهدت الدولة منذ أمس وخلال ما يقرب من 12 ساعة عدد من التفجيرات المتتالية، ففي مساء الأمس وقع انفجار قنبلة بدائية الصنع في احدى عربات المترو بمحطة المرج القديمة، مما أدى إلى اصابة ثلاثة أشخاص، وفي نفس الوقت حدث انفجار ضخم بالعربة الثانية لقطار منوف كفر الزيات رقم 858 أثناء توقفه داخل محطة منوف، والذ أدى إلى وفاة اثنين من أمناء الشرطة ومثلهم من المدنيين، وإصابة 12 آخرين، وفي صباح اليوم وقع انفجار ثالث، على بعد أمتار من قصر القبة، حيث انفجرت قنبلة أسفل كوبري القبة، والذي أسفر عن إصابة سيدة، وهو يعد أسلوب جديد لجأت إليه الجماعة الإرهابية بتفخيخ أسفل الكباري خاصة في المناطق كثيفة الزحام لسقوط أكبر عدد من الضحايا.

وتوقع خبراء أمنيون وسياسيون أن الجماعات الإرهابية سوف تُصعد من عملياتها الإرهابية في المدن والمحافظات خلال الفترة القادمة، بعد أن كثفت قوات الجيش الضغط عليها في سيناء، موضحين أن هذه العمليات هدفها تخفيف ضغط الجيش عليهم بعد أن كبدهم خلال الفترة الماضية خسائر كبيرة .

القضاء على الإرهاب نهائياً نهاية العام

قال الخبير الأمني اللواء جمال أبو ذكري، مساعد وزير الداخلية السابق، أن ضغط القوات المسلحة الشديد على الجماعات الإرهابية في سيناء والحدود مع غزة، جعل هذه الجماعات مُتخبطة مما جعلها تقوم ببعض العمليات الإرهابية في الأماكن المُزدحمة بالمواطنين، واصفهم بأنهم في مرحلة التقاط الأنفاس الأخيرة.

وأوضح في تصريح خاص لـ الفجر ، أن هذه العمليات الإرهابية التي تقودها جماعة الإخوان التي وصفها بـ الشياطين ، سواء في سيناء أو في أي مكان داخل القاهرة والمحافظات الأخرى سوف يتم القضاء عليها بشكل نهائي بنهاية العام الجاري، خاصة وأنهم يخافون المواجهة وجميع عملياتهم تكون عن طريق إلقاء قنابل بدائية ويفرون بعدها هاربين، متابعاً: أين الرجولة والمواجهة .

وأضاف أبو ذكري، أن الشعب المصري كره جماعة الإخوان بعد أعمالها الإجرامية في حقهم، بالإضافة إلى الإعلاميين أيضاً، داعياً بعض الإعلاميين الذين قال عنهم أنهم ما زالوا مُنقادين خلف هذه الجامعة أمثال محمود سعد ويسري فوده ، أن يتركوا هذا الطريق ويكونوا مع الشعب ضدهم ويوضحوا للرأي العام حقائقهم.

وناشد المواطنين بسرعة الإبلاغ عن أي جسم غريب يشتبهوا فيه، قائلاً : هناك دور كبير للمواطن فعليه اذا وجد شيء غريب لابد أن يتحفظ عليه ويُبلغ عنه فوراُ ويبعد عنه المواطنين الموجودين في نفس المكان .

وفي سياق متصل نفى مساعد وزير الداخلية السابق أن تكون هناك أي علاقة لتنظيم الدولة الإسلامية داعش وجماعة أنصار بيت المقدس وخاصة بعد بياناتهما الأخيرة عن استهداف القاهرة والمواطنين بما حدث اليوم وأمس، قائلاً : كلهم فقاعات من عباءة الإخوان .

مرحلة اثبات الوجود

وقال الخبير العسكري اللواء حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة، أن هذه العمليات جميعها في نطاق الإرهاب، لافتاً إلى أنه ينحسم الآن، وأن تلك الجماعات هدفها حالياً أن تثبت أنها ما زالت موجوده، بعد أن هزمتها القوات المسلحة في سيناء وكبدتها خسائر كبيرة.

وأشار في تصريح خاص لـ الفجر ، إلى أن المخابرات المصرية قد التقطت للجماعات الإرهابية الموجودة في سيناء اتصالات لهم مع رؤسائهم في حماس يطلبون فيها سحبهم من مواقعهم لعدم قدرتهم على مواجهة القوات المسلحة، وأنهم بعد غلق فتحات الأنفاق وهدم المنازل أصبحوا غير قادرين على التسلل، ومن ينكشف منهم يتم القضاء عليه، الأمر الذى أدى بهم إلى أن يقوموا ببعض الأعمال التفجيرية في القاهرة والمحافظات الأخرى، ليثبتوا وجودهم.

وأضاف سويلم : عمليتهم الأخيرة في سيناء لم يدرسوها جيداً، مما تسبب في أنهم خسروا خلالها عدد كبير من قاداتهم وكوادرهم ومخازن الأسلحة والمتفجرات، واليوم يلفظوا أنفاسهم الأخيرة هناك .

ووصف العمليات التي قامت بها الجماعات الإرهابية اليوم وأمس في أماكن بالعمق بإلقاء عبوات ناسفة بـ غباء ، موضحاً أن هذه الأفعال جعلتهم يخسرون الشارع لأنها تثبت أنهم دمويين، متابعاً : الشعب كله وحتى من لديه شيء من حسن الظن فيهم بدأ يلفظهم لأنهم لم يعتدوا على جنود بأقسام شرطة فقط بل أصبحوا يعتدوا على عامة الشعب وكأنهم ينتقموا منه .

وأكد الخبير العسكري في تصريحه، أن الجهات الأمنية تعمل على انحصار كل هذه العمليات الإرهابية من خلال ضبط الرؤوس الكبيرة التي تدفع أموال وتحرك وتعطي تكليفات لمنفذي العمليات التفجيرية، لافتاً إلى أن الدولة أصبح يمكنها الانتصار عليهم بعد أن تم إقرار مسئولية القوات المسلحة حماية المنشآت العامة والاستراتيجية، مؤكداً : فرق كبير بين ما فات وما هو قادم .

وعبر عن عدم قدرته لتوقع حدوث مثل هذه الأعمال التفجيرية بكثرة خلال هذه الفترة موضحاً : نحن في حرب والحرب يتوقع فيها كل شيء ، لافتاً إلى أن الدولة في حرب مفتوحة، والجماعات الإرهابية مستمرة في عنادها وتتبع نظرية يا نحكمكم يا نقتلكم ، ومستطرداً: يقع شهداء من الجيش والشرطة والمدنيين وعلينا أن نتحمل لأنها حرب نخوضها حتى لا نتحول إلى ليبيا أو اليمن وسوريا والعراق .

وأكد سويلم، في ختام تصريحه أن المنظومة الأمنية تفتقر إلى الردع والمحاكمات السريعة الناجزة، حتى يتأكد لهؤلاء الإرهابيين أن هناك محاسبة وأحكام تنفذ، مشيراً إلى أنه لم ينفذ حتى الآن أي أحكام حتى على من صدر ضدهم أحكام بالإعدام من قيادات الإخوان.

انتقال العمليات من سيناء

ومن جانبه أكد إسلام الكتاتني، القيادي الإخواني المنشق، أنه من الطبيعي أن تنتقل العمليات الإرهابية من سيناء إلى مناطق أخرى وأن نشهد أحداث مماثلة لما وقع بالأمس واليوم في بعض الأماكن بالقاهرة وغيرها، واصفاً هذه الجماعات بأنها أصبحت تعاني من سعار ما بعد الذبح مباشرة.

وتوقع الكتاتني في تصريح خاص لـ الفجر ، أن تخف حدة العمليات الإرهابية في سيناء، على أن يتم توجيه ضربات في مناطق أخرى وخاصة السياحة، مؤكداً أن هدف هذه الجماعات هو شل حركة الدولة المصرية وارباكها، وأن يثبت للعالم أن مصر أصبحت في مرحلة اللا دولة، موضحاً أن كل ذلك بهدف الـ صراع على الكرسي

وذكر أن جماعة الإخوان بالفعل فقدت قدرتها على الحشد، ولكنها تمارس العنف من خلال التنظيم الخاص بها والمأجورين والجماعات التكفيرية المتحالفة معهم مثل (أنصار بيت المقدس)، مضيفاً أن شباب الجماعة أصبح فكره تكفيري يجنح إلى العنف، ويشكلوا خلايا عنقودية تمثل مشهد العنف في الشارع الآن.

وطالب الكتاتني، الدولة بأن ترفع شعار المواجهة الشاملة، للوقف هذه العمليات الإرهابية، موضحاً أن ذلك يتحقق من خلال المواجهة الأمنية والفكرية والاقتصادية، لافتاً إلى أن المواجهة الأمنية وحدها لا تصلح ولن تحل المشكلة من جذورها، وتجعل الوضع مستمر كما هو الآن، مؤكداً أنه سينتج عنها تشكيل خلايا سرية تقوم بأعمال ارهابية في كل مكان.

وتابع الكتاتني : المواجهة الأمنية يجب أن تكون بذكاء واحترافية، فيوجد نقص بالإمكانيات لدى أجهزة الشرطة، وفرد الداخلية يربى بطريقة تجعله يتعامل مع المواطنين بطريقة سيئة، والحِمل عليهم زائد من مواجهة ارهاب وأمن جنائي، لكن في ظل نقص الامكانيات يمكنهم تطبيق أشياء باحترافية يستطيعوا من خلالها الوصول إلى الحل الفكري والأمني .

وكشف أن جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية مثل (داعش، والقاعدة، وتنظيم بيت المقدس، وجبهة النصرة)، كلها أدوات تحركها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، بتمويل قطري وتركي، مؤكداً أن الدولة لم تحارب جماعة فقط، متسائلاً: نوعية السلاح المتطور الذي يستخدمونه من أين أتوا به وكيف يمولون؟ ، مشيراً إلى أن جميعها علامات استفهام، وخاصة أن معظم المنضمين لهذه الجماعات من أوساط اجتماعية بسيطة .

توقعات بالمزيد من التفجيرات بهدف إرباك الدولة

وتوقع نبيل نعيم، الخبير في شئون الحركات المتطرفة، أن تقوم الجماعات الإرهابية بعمل المزيد من العمليات التفجيرية بالمحافظات خلال الفترة القادمة، بهدف إرباك الدولة، مؤكداً أن هذه العمليات سوف تنتهي قريباً لأن قوات الأمن أصبحت توجه إليهم ضربات قوية وقامت بالقبض على عناصر كثيرة منهم، وأن القضاء عليهم سوف يكون من خلال سيناء لأن الدعم من سلاح وأفراد حماس يأتي لهم بها .

ونفى نعيم، في تصريح خاص لـ الفجر ، أن تكون الجماعات الإرهابية الموجودة في سيناء هي نفسها التي تقوم بتفجير عبوات ناسفة في القاهرة والمحافظات، موضحاً أنها لم تنتقل من سيناء، وأن الجماعة الإخوانية التي تطلق على نفسها أجناد مصر هي من تقوم بذلك في القاهرة والمحافظات، لافتاً إلى أنها عبارة عن ميليشيات إخوانية أو المجموعة 95 التي كان يشرف عليها وزير الشباب الإخواني أسامة ياسين، أما الجماعات الموجودة في سيناء فهي تكفيرية.

وأوضح، أن هذه الجماعات بينها تعاون وتحاول أن تشتت الجيش ويجذبوه إلى المدن بعيداً عن سيناء، حتى يقل ضغطه عليهم بعد الأعمال العسكرية الأخيرة هناك التي من شأنها أن تقضي عليهم نهائياً، لافتاً إلى أنهم لا يعلموا أن المسئول عن تأمين المدن هم الشرطة وليسوا الجيش، قائلاً : هما جهلة مش عارفين أداء الدولة بيمشي ازاي .

واستبعد نعيم أن تبايع جماعة أنصار بيت المقدس ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية داعش ، كما روج مؤخراً، موضحاً : أنصار بيت المقدس لم تبايع داعش، لأنهم بايعوا أيمن الظواهري وتنظيم القاعدة، ويوجد خلافات كثيرة بينهم وبيين داعش .