محمود صلاح يكتب : هل تقع اغتيالات فى مصر؟

مقالات الرأي


عندما وقعت محاولة اغتيال المفكر المصرى الراحل د.فرج فودة، واطلق عليه الارهابيون النار أمام مكتبه، تم نقله بين الحياة والموت إلى مستشفى قريب فى حى مدينة نصر.

هرعت بقلب مرتجف إلى المستشفي، لم يكن فرج فودة شمعة من شموع التنوير فى مصر، اصدر الارهاب الأسود حكم اغتيالها، بل كان أيضا صديقا جميلا.

وفوجئت عندما وصلت إلى المستشفى بعدم وجود أحد بجوار حجرة العمليات سوى شقيقه فرج فودة والفنان الزعيم عادل إمام، والكاتب الصحفى الموهوب عادل حمودة.

كان فرج فودة ينازع الموت، وخرج أحد الأطباء ليعلن أنهم يحتاجون إلى كمية عاجلة من الدم فى محاولة لإنقاذ فرج فودة، الذى كان قد نزف معظم دمه فى مكان الحادث.

وعلى الفور مد كل من عادل إمام وعادل حمودة يده للتبرع بالدم من أجل فرج فودة، وكذلك فعل كاتب هذه الكلمات، لكن إرادة الله شاءت أن يستريح فرج فودة من هذه الدنيا ويرحل منها للأبد!

لم أنس أبدا هذه الحكاية، ولا أعرف لماذا أتذكرها هذه الأيام، وأنا أشم فى الهواء رائحة مخيفة تنذر بأن دماء أخرى نبيلة قد تكون الآن معرضة للاغتيال كما حدث مع فرج فودة وغيره.

هناك شيء مخيف وغامض فى أجواء مصر، غير البلطجية والبلطجية الذين يمرحون فى المدن والشوارع المصرية، بل وحتى فى القرى التى لم تعرف سوى الأمان عبر التاريخ.

فى البداية تحدث البعض عن قائمة اغتيالات مجهولة لا يعرف أحد الجهة التى وضعتها، وقيل إن هذه القائمة تضم عدداً من الأسماء والشخصيات المعروفة من الناشطين والمتحدثين باسم ثورة 25 يناير، وقيل أيضا إن حكاية هذه القائمة وهمية ومفبركة من أساسها.

لكن ما يحدث الآن من خراب مستطير فى مصر، قد يكون تمهيدا طبيعا ومنطقيا، لبداية عمليات اغتيال، قد تنال بعض هؤلاء أو قيادات دينية أو سياسية أو حتى عسكرية ليكتمل مخطط الخراب الأسود.

ليس بهدف اسقاط الثورة أو الدولة، بل لإسقاط مصر نفسها!

وإذا وقع حادث اغتيال واحد -لا قدر الله- فإنه لن يكون الأخير، وسوف يدخل هذا الوطن فى سلسلة اغتيالات دامية، وهو سيناريو قديم حدث ومازال يحدث فى لبنان وحتى اليوم لم يبرأ شعب لبنان من جروح وتداعيات هذه الاغتيالات.

وكمصرى لا أتمنى أن تتحقق مخاوفي، لكنى لا أملك سوى التفكير فيما يحيط ببلدى من أخطار، وإذا لم أشعر بالخوف على مصر الآن، فمتى أخاف عليها؟!