بعد مقتلها بغارة إسرائيلية.. من هي الإعلامية السورية صفاء أحمد؟
أعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، صباح الثلاثاء، مقتل الإعلامية في التلفزيون الرسمي السوري صفاء أحمد، وذلك إثر غارة جوية نُسبت إلى إسرائيل استهدفت عددًا من المواقع في العاصمة السورية دمشق. يأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من العمليات التي تشنها إسرائيل بشكل متكرر على أهداف في سوريا، دون تأكيد رسمي من الجانب الإسرائيلي بشأن هذه العملية حتى الآن.
تفاصيل الغارة والضحايا
وفقًا لتصريحات مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فقد تعرضت العاصمة دمشق عند الساعة الثانية وخمس دقائق فجرًا لهجوم جوي بالطائرات الحربية والمسيرة من اتجاه الجولان، مستهدفًا عددًا من النقاط العسكرية والحيوية. وأفاد المصدر بأن وسائط الدفاع الجوي السوري تمكنت من التصدي لمعظم الصواريخ، إلا أن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة تسعة آخرين بجروح، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة.
صفاء أحمد، الإعلامية المعروفة في التلفزيون السوري، كانت ضمن ضحايا هذا الهجوم الذي طال مواقع عدة في دمشق، بما في ذلك حي المزة الذي يعتبر من الأحياء الحيوية والذي يضم العديد من المنشآت الحكومية والدبلوماسية.
من هي صفاء أحمد؟
ولدت صفاء أحمد ونشأت في حي الزهراء بمدينة حمص، والذي كان من أكبر الأحياء الموالية للنظام السوري عند اندلاع الاحتجاجات الشعبية في مارس 2011. درست الأدب الإنجليزي في كلية الآداب بجامعة البعث في حمص، وبدأت مسيرتها الإعلامية في عام 2002، حيث قدمت العديد من البرامج التلفزيونية والندوات الحوارية على القنوات الرسمية السورية.
تميزت صفاء أحمد بأسلوبها الاجتماعي والثقافي في تقديم البرامج، وكانت من بين الإعلاميين المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد. ومن أبرز البرامج التي قدمتها "حاضنة الحياة"، و"نجوم صغيرة"، و"صباح الخير"، بالإضافة إلى "بلدي سوريا"، و"حوارات في الحضارات السورية"، و"حلوة يا شام".
صفاء أحمد قُتلت في القصف الذي استهدف حي المزة، وتحديدًا بالقرب من القنصلية الإيرانية التي تعرضت في السابق لقصف مماثل في أبريل الماضي، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني. هذا الهجوم يعتبر استهدافًا جديدًا ضمن الصراع القائم بين إسرائيل والقوى المدعومة من إيران في سوريا.
ردود الفعل
رغم عدم صدور أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي حول الغارة، فإن هذه العملية تعزز التساؤلات حول مستقبل الصراع في المنطقة، خصوصًا في ظل التوترات المتزايدة بين إسرائيل والقوات الإيرانية وحلفائها في سوريا.
من جهة أخرى، يواصل الإعلام الرسمي السوري تحميل إسرائيل مسؤولية التصعيد في المنطقة، مع الإشارة إلى استمرار الهجمات الإسرائيلية على مواقع عسكرية واستراتيجية داخل الأراضي السورية، ما يعتبره النظام اعتداءً على سيادته الوطنية.
في النهاية تعتبر وفاة صفاء أحمد خسارة جديدة للإعلام السوري في ظل استمرار الحرب والنزاعات المسلحة التي لم تتوقف منذ سنوات، ويظل مصير الأوضاع في سوريا مرهونًا بالتطورات السياسية والعسكرية القادمة.