"الاحتياط".. شبح يلاحق الشباب السوري في حماة

عربي ودولي



العربية.نت- تتواصل خسائر النظام السوري من جنوده وميليشياته على مرّ الأيام بتواصل العمليات العسكرية للثوار على أراضي سوريا, ليبحث النظام عن حلول بديلة علها تسد النقص في قواته عن طريق استيراد مقاتلين مرتزقة من الخارج وعن طريق تطويع شباب ونساء القرى الموالية له والخاضعة لسيطرته, وآخرها سحب الآلاف من الشباب السوري لصفوف الاحتياط في جيش النظام من المناطق التي يفرض سيطرته عليها.

فقد أفاد مركز حماة الإعلامي، كما نشر عبر صفحته الرسمية، أن قوات النظام قامت بطلب الآلاف من شباب مدينة حماة وريفها من المناطق التي تسيطر عليها لصفوف الاحتياط في جيش النظام للخدمة العسكرية، وقد شملت قوائم الأسماء التي عممها النظام على جميع الحواجز في مدينة حماة وريفها آلاف الشباب ومن مختلف الأعمار ومن ذوي الشهادات الجامعية.

وتحدث المركز بأن النظام طلب سحب الشباب ممن هم من مواليد 1984 وحتى مواليد 1991، من اختصاصات عسكرية مختلفة، وممن تم تسريحهم من الخدمة الإلزامية ضمن أعوام 2011 وعام 2010، وقد اعتقل النظام خلال أربعة أيام أكثر من 1500 شاب تم سوقهم للخدمة الاحتياطية في صفوف النظام، حيث يقوم النظام باعتقال أكثر من 150 شاباً من كل حي يقوم بمداهمته.

كما أن النظام قام بتعميم أوامر للعناصر في حماة بإنشاء حواجز طيارة من جديد داخل المدينة من أجل تفتيش السيارات وحتى المشاة من أجل البحث عن الشباب المطلوبين احتياطياً، وخاصة ضمن مناطق الأسواق في المدينة، كما أن التركيز سيكون على أصحاب الشهادات، حسب ما أفاد زيد العمر، مدير تحرير صحيفة حماة اليوم، لـ العربية.نت .

وتابع أنها أزمة جديدة يخلقها النظام للشباب السوري وكناحية من الإجبار على التطوع في صفوف شبيحته وميليشياته في الدفاع الوطني، حيث يقوم النظام بوضع طريقين للشاب السوري أحدهما أن تسحب إجبارياً لخدمة الاحتياط في صفوف النظام وعلى الجبهات المشتعلة والساخنة وضد الثوار، أو أن تتطوع في صفوف شبيحة اللجان الشعبية والدفاع الوطني، وتبقى في مدينتك بدوام ساعات قليلة مع سلاح وبطاقة أمنية وراتب شهري قد يصل إلى25 ألف ليرة سورية.

ويعود هذا الطلب والتشديد في حماة تزامناً مع افتتاح مكاتب للتطويع في صفوف اللجان الشعبية والدفاع الوطني في عدة مناطق بحماة مع الإغراء براتب شهري مقداره 25 ألف ليرة سورية وسلاح وبطاقة أمنية وخدمة في المدينة التي يتم التطوع فيها، وهذا ما يؤكد سياسة النظام التي يعمل عليها، حيث إنه يقوم بإجبار الشباب في حماة على طريقين أحلاهما مر، إما التطوع في صفوف الشبيحة في حماة ليبقى في مدينته وبجانب أهله مع مغريات المال والسلطة، أو السحب الإجباري للاحتياط إلى جبهات القتال وفي مدن مختلفة، ليقوم النظام بذلك بإجبار الشباب على اختيار التطويع في صفوف شبيحته في حماة للبقاء في مدينتهم وبجانب عائلاتهم تلافياً للسحب الاجباري للاحتياط.

وفي لقاء لـ العربية.نت مع الشاب عيسى، أحد المطلوبين لخدمة الاحتياط بحماة، قال إن النظام يتابع تدمير من تبقى من فئة الشباب السوري في سوريا، فامرأته وطفله ابن العام ونصف ليس بإمكانه تركهما والذهاب ليقاتل في صفوف النظام ضد إخوته من الثوار من أهالي حماة، كما أنه ليس بمقدوره السفر خارج البلاد من أجل عائلته، وهذا ما يخلق أزمة لفئة كبيرة من الشباب ممن بقي في سوريا وليس عليه مشاكل أمنية في أفرع المخابرات وغيرها.

وأضاف عيسى أن النظام قام بطلب أكثر من 12 ألف اسم من المنطقة الوسطى (حمص وحماة)، ويقوم النظام بحملات دهم واعتقال يومية وإنشاء حواجز مفاجئة في الشوارع في مدينة حمص، بحثاً عن أسماء المطلوبين للاحتياط بمساعدة أعوان النظام في الأحياء الخاضعة لسيطرته، فيما يقوم النظام عند السحب بإغراء المسحوبين للاحتياط وإعطائهم فرصة للعمل معهم داخل مدينة حمص شرط البقاء بداخلها أمام راتب شهري وسلاح شريطة التطوع في صفوف الشبيحة وأن يكون يد عون للنظام داخل حيّه، ليصبح عنصراً في أحد الأفرع المخابراتية السورية، بحسب عيسى.

وقال أبو يوسف - وهو أب لعائلة في حماة أحد أبنائها مطلوب أمنياً، أما الاثنان الآخران فمطلوبان للاحتياط - إن النظام يقوم بتفريغ المناطق التي يشك بولائها له من فئة الشباب بشكل خاص بين عمري 18 عاماً و30، فقد هجر آلاف الشباب خارج البلاد تحت ذريعة طلبهم أمنياً للمخابرات، والآن يقوم بتهجير من تبقى منهم تحت ذريعة الاحتياط، وإن أردت أن تبقى في سوريا فعليك أن تصبح شبيحاً مع النظام، عندها فقط بإمكانك أن تبقى في بيتك وبين أهلك.

ويتابع أبو يوسف بأن عائلته تدمرت بالكامل، فأحد أبنائه خرج منذ عامين بسبب طلب فرع الأمن العسكري له تحت ذريعة الإرهاب، أما الآخران فتم طلبهما منذ أسبوع للخدمة الاحتياطية في ريف دمشق وعلى جبهات الغوطة الشرقية، ويقول أبو يوسف إنه غير مستغن عن حياة أبنائه وسيقوم بتسفيرهم خارج البلاد كما فعل بابنه المطلوب ليحافظ على حياتهم، وبذلك يبقى أبو الثلاثة شبّان من دون أي معيل له ولزوجته العجوز، بسبب خطط النظام بتدمير فئة الشباب بالكامل.

فأسلوب النظام الجديد المتبع في المناطق الخاضعة لسيطرته بات واضحاً للعيان، كما يقول أهالي حماة، للشباب السوري خياران لا ثالث لهما، إما أن تصبح مع النظام وتتطوع في إحدى ميليشياته، أو أن تسافر خارج مناطقه إما بالانضمام إلى الثوار أو السفر خارج البلاد، وبذلك يضمن بقاء مناطقه التي يسيطر عليها آمنة تماماً من ردود فعل فئة الشباب تجاه ما سيقوم به النظام مستقبلاً في تلك المناطق.