ما هو مصير "بغداد" بعد معركة "كوباني"؟

عربي ودولي


أعلنت الولايات المتحدة أن معركة كوباني شمال سوريا التي يخوضها التحالف الدولي خطوة مهمة لحماية العراق من هجمات داعش ، وليست تخليا عن حماية بغداد من هجوم منتظر للتنظيم المتشدد.


يأتي هذا في وقت يبدو حسم المعركة الدولية ضد التنظيم المتشدد صعبا مع مرور الوقت خاصة أنه دأب على تغيير استراتيجيته، فهو من ناحية يحاصر عين العرب (كوباني) الكردية ومن ناحية أخرى يتقدم للسيطرة على مواقع جديدة في العراق.

وأكد الجنرال الأميركي لويد اوستن، الذي يشرف على حملة الضربات الجوية في العراق وسوريا، أمس نقلا عن العرب اللندينة، أن بلاده عازمة على هزيمة مقاتلي “الدولة الإسلامية” وتدمير التنظيم في نهاية المطاف، لافتا إلى أن قواته تركز على مدينة كوباني السورية بسبب العدد الكبير لأهداف التنظيم المتشدد.

ونفى الجنرال الأميركي أي تخل عن مواجهة “الدولة” في العراق، مجددا التأكيد على أن مكافحة التنظيم في العراق ما زالت تمثل “الأولوية” بالنسبة إلى الولايات المتحدة بينما الضربات في سوريا تهدف في المقام الأول إلى عرقلة خطوط إمدادات العدو، وأن ذلك قد يستغرق وقتا.

بالتوازي، قام أمس مسلحون ينتمون إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” بالتحليق في سماء حلب في سوريا بطائرات حربية استولوا عليها بعد سيطرتهم على مطارات عسكرية سورية، وذلك تحت إشراف ضباط عراقيين سابقين، بحسب ما أفاد الجمعة المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وهي خطوة اعتبرها مراقبون، إن حصلت فعلا، دليلا على تحول نوعي في استراتيجية التنظيم خاصة أنه يستفيد من الخبرات العسكرية للنظام العراقي السابق.

وقال المرصد في بيان إن تنظيم “الدولة الإسلامية” الجهادي المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق “أصبح يمتلك ثلاث طائرات حربية قادرة على الطيران والمناورة، يعتقد أنها من نوع ميغ 21 وميغ 23”.

وأضاف أن “ضباطا عراقيين من الجيش العراقي (الذي تم حله) وهم عناصر من الدولة الإسلامية يشرفون على تدريب المزيد من عناصر التنظيم أصحاب الخبرات على قيادة هذه الطائرات من خلال دورات تدريبية”.

وذكر أن هذه التدريبات تجري “في مطار الجراح العسكري، أو ما يعرف بمطار كشيش العسكري، الواقع في ريف حلب الشرقي، والذي يعد من أهم معسكرات تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا”.

ونقل المرصد عن سكان في حلب في شمال سوريا قولهم إنهم “شاهدوا طائرة على الأقل تحلق على علو منخفض في أجواء المنطقة بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري، علما أنها ليست المرة الأولى التي يشاهد فيها السكان تحليقا لطائرة على علو منخفض”.

وبحسب المرصد، فقد استولى تنظيم “الدولة الإسلامية” على هذه الطائرات بعد سيطرته على المطارات العسكرية التابعة للنظام في محافظتي حلب والرقة، مشيرا إلى أنه من الصعب التأكد مما إذا كان تنظيم “الدولة الإسلامية” يمتلك صواريخ لاستخدامها في هذه الطائرات.

ويسيطر التنظيم المتطرف على مطار الطبقة العسكري في الرقة في شمال سوريا، والجراح في حلب، والبوكمال في دير الزور في شرق البلاد.

وقال عبد الناصر العايد الضابط الطيار السوري السابق والمحلل العسكري لـ العرب يوجد في مطار جب الجراح الذي سيطرت عليه تنظيمات داعش طائرات (لـ 39) وفي مطار الطبقة فيه طائرات ميغ 21 يستطيعون الطيران فيها، ولكن ليس إلى حد استخدامها قتاليا، الا إذا كان برفقتهم طيارون منشقون.

وأكد في اتصال من مقر إقامته في تركيا وجود أعداد كبيرة من الطيارين المنشقين، في تنظيم داعش، مرجحا تأسلم بعضهم وعملهم مع التنظيمات الجهادية، كما توقع وجود طياريين عراقيين مع داعش بسبب أن غالبية قياداتها من العراقيين.