زيارة "السيسي" لروسيا..الأسباب والدوافع

أخبار مصر


عقب ساعات من وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى القاهرة، أمس، عائدا من جدة، حيث عقد قمة ثنائية مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تناولت مجمل أوضاع منطقة الشرق الأوسط، يتجه السيسي اليوم إلى روسيا لعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يبحثان خلالها الوضع الإقليمي بشكل موسع، إلى جانب بحث آفاق العلاقة الثنائية بين القاهرة وموسكو.

وشهدت زيارة السيسي إلى السعودية جلسة مباحثات موسعة مع خادم الحرمين الشريفين، جرى خلالها استعراض مجمل الأوضاع الإقليمية، وفي مقدمتها الوضع في غزة، وجهود التهدئة التي تبذلها مصر حقنا لدماء المدنيين من الشعب الفلسطيني.

وقد اتفق الجانبان السعودي والمصري على العمل معا للنهوض بالأمة العربية والإسلامية، وتحقيق التضامن، وتعزيز العمل العربي المشترك، ونشر قيم الإسلام الصحيحة، التي تنبذ العنف والتطرف والإرهاب، وبذل الجهود لتصحيح الصورة الذهنية للإسلام في الإعلام، التي أصبحت مرتبطة بالإرهاب والعنف، لما طالها من تشويه.

وأشار السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أمس، إلى أن الرئيس السيسي كان قد أدى مناسك العمرة وصلاة الفجر بالحرم المكي الشريف، كما قام بالصلاة والدعاء داخل الكعبة المشرفة، قبيل مغادرته جدة ووصوله إلى القاهرة، ظهر أمس.

وعلى صعيد زيارة روسيا، ذكرت مصادر روسية نقلا عن الشرق الأوسط، أمس، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيكون في استقبال السيسي، صباح اليوم، في مطار مدينة سوتشي الروسية، موضحة أنه من المتوقع أن «يجري عرض للآليات العسكرية على شرف الرئيس السيسي بالمطار، أثناء الاستقبال»، وبعد ذلك سيتوجه موكب الرئيس السيسي إلى القرية الأولمبية، حيث سيكون في استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضافت المصادر لوكالة الأنباء الرسمية المصرية أن الرئيسين سيقومان بجولة في القرية الأولمبية، ثم يتوجهان إلى مقر الرئيس الروسي في سوتشي، لعقد لقاء ثنائي مغلق لبحث القضايا الملحة في العلاقات الثنائية، وعلى المستويين الإقليمي والدولي، موضحة أن الرئيسين سيخرجان ببيان صحافي للصحافيين في المركز الإعلامي، وبعد ذلك سيتوجهان إلى الميناء البحري بسوتشي، على متن سفينة عسكرية روسية، ليتفقدها الرئيس السيسي، ثم يعقد لقاء مغلقا بين الرئيسين على متن السفينة المذكورة، لمواصلة المباحثات بينهما، وسيشهد الرئيسان، مساء غد، عرضا رياضيا فنيا، وبعدها سيقيم الرئيس بوتين عشاء على شرف نظيره المصري.

وحول أبرز الملفات التي يتوقع مناقشتها على جدول أعمال القمة المصرية - الروسية، أفادت مصادر رسمية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن ملفات مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي ستكون على رأس أعمال المباحثات العامة، فيما تتركز المباحثات الخاصة بالعلاقات الثنائية على ملفات التعاون السياسي والتسليح والطاقة، وربما تتطرق إلى الشراكة في المجال الاقتصادي، خاصة في ظل إعلان مصر عن عدد من المشروعات القومية الطموحة، التي تهدف إلى إخراج مصر من عثرتها الاقتصادية خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

وبحسب مراقبين وخبراء، تعول مصر، عقب ثورة 30 يونيو (حزيران)، في المجال السياسي الدولي، على تنويع وتوازن علاقاتها الخارجية، وهو ما ظهر جليا من خلال تفعيل وتنشيط مزيد من العلاقات على مستوى «الشراكة»، مع عدد من الدول التي شهدت العلاقات المشتركة معها ربما فتورا خلال السنوات السابقة، ومن بينها روسيا والصين.

أما على المستوى العسكري، فإن القاهرة تسعى إلى تنويع مصادر تسليح جيشها الوطني، خاصة في ظل تعرض علاقاتها مع دول غربية، خاصة الولايات المتحدة الأميركية، لبعض من الاهتزاز، وما يصفه المحللون بـ«المشاكسة السياسية»، عقب الثورة الشعبية التي أدت إلى عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، وما أسفر عنه ذلك من تهديد متكرر بقطع المساعدات العسكرية الأميركية إلى مصر.