عاجل - سر الـ100 عام.. كيف ساهم الضحك والفول السوداني والرياضة في إطالة عمر جيمي كارتر رغم المرض والتحديات؟
عاش الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر 100 عام ليكون بذلك أطول رئيس عاش في تاريخ الولايات المتحدة، ورغم أنه دخل دار رعاية المسنين في فبراير 2023 بعد تدهور حالته الصحية، اعتقدت عائلته أنه لم يتبق له سوى أيام قليلة ليعيشها، إلا أن تلك التوقعات لم تتحقق، حيث عاش أكثر من عام آخر حتى توفي أمس الأحد، ليترك وراءه تساؤلات حول النمط الحياتي الذي كان يعيشه.
نشرت مجلة "Time" الأمريكية تقريرًا يجيب على تلك التساؤلات المتعلقة بحياة الرئيس الأمريكي الأسبق وروتينه الصحي، مشيرة إلى أنه على الرغم من التحديات الصحية التي واجهها «كارتر»، أبرزها السرطان الذي تم تشخيصه في عام 2015، والذي بدأ من الجلد وامتد إلى الكبد والدماغ، كما عانى من إصابات متعددة جراء سقوطه المتكرر أدت إلى كسور في العظام، لكنه نجح في التعافي بفضل العلاج المناعي والإشعاعي وإجراء عملية جراحية.
عوامل طول العمر في حياة كارتر
وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن إحدى السمات البارزة في حياة «كارتر» هي قدرته على إدارة التوتر بشكل فعال، فبعد دخوله الحياة السياسية، كان من المعروف عنه دائمًا تهدئة نفسه والاستمرار في الابتسامة رغم التحديات، ويعتبر الخبراء أن ذلك من العوامل الرئيسية التي تساهم في الحياة الطويلة، حيث أن الضغط النفسي المستمر يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.
كما كان كارتر، يستمتع بتناول الفول السوداني حيث كان يحتفظ أثناء رئاسته بأكياس من الفول السوداني في مكتبه، ما كان يمثل بشكل عام مصدرا صحيا للدهون والألياف والمعادن مثل المغنيسيوم وحمض الفوليك.
وجود هدف للحياة مع الحس الفكاهي
وجود هدف في الحياة كانت واحدة من العوامل الأساسية التي ساهمت في إطالة عمر «كارتر»، حيث كان يشدد دائمًا على ضرورة أن يكون لدى الإنسان غاية واضحة في الحياة، قائلًا: "لدي حياة واحدة وفرصة واحدة لجعلها ذات قيمة"، مؤكدًا أن إيجاد هدف حياتك هو حافز قوي لعيش نمط حياة صحي.
ومن العوامل الأخرى التي ساعدت "كارتر" في العيش لفترة طويلة هي روح الفكاهة والضحك الذي لا يفارقه، والذي كان سببًا في أن يكون محبوبًا لدى الناس في جميع أنحاء العالم، حيث كان يعرف بقدرته على نشر المرح حتى في أصعب المواقف، وهو ما يعزز الرفاهية العقلية ويساعد في تقليل التوتر.
العلاقات الأسرية
وكان "كارتر" يتمتع بعلاقات قوية مع أسرته، فقد كانت علاقته بزوجته روزالين، التي استمرت لمدة 77 عامًا، أحد أسباب استقراره العاطفي والصحي، وكان يعتبر أن هذه العلاقة كانت «شراكة كاملة»، مؤكدًا على دور زوجته في نجاحاته المهنية والشخصية.
حيث أكد الأطباء لمجلة "Time": "إن وجود أشخاص داعمين في حياتك مثل الزوج يمكن أن يوفر الدعم العاطفي والدافع والمساءلة الصحية التي تجعل من السهل تبني العادات الصحية والحفاظ عليها".
الروح الرياضية
ومن الأمور التي أثرت بشكل إيجابي على طول حياة «كارتر» هي ممارسته المستمرة للأنشطة البدنية، حتى في التسعينيات من عمره، حيث كان يمارس رياضة الركض وركوب الدراجات والسباحة بانتظام، وهو ما يساعد في الحفاظ على صحة القلب والعضلات.
كما كان يشترك في العديد من الأنشطة الرياضية الجماعية مثل كرة السلة والتنس، وهو ما يساعد في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية وزيادة القوة والقدرة على التحمل.
وذلك إلى جانب صيد الأسماك والمشي لمسافات طويلة التي كانت من هوايات "كارتر" المفضلة، مع قضاء الكثير من الوقت في الهواء الطلق، حيث كان يؤكد دائمًا: "إن قضاء الوقت في الهواء عادة صحية للغاية يجب تنميتها".