بعد خسارتها أمام الفصائل المسلحة.. ماذا تعرف عن مدينة حماة رابع أكبر مدن البلاد؟
أعلنت هيئة “تحرير الشام” سيطرتها الكاملة على مدينة حماة، أحد أهم المراكز الاستراتيجية في سوريا، بعد انسحاب الجيش السوري، ويأتي هذا التطور بعد أن أحكمت الفصائل المسلحة طوقها على المدينة من ثلاث جهات، مما دفع القوات الحكومية إلى إعادة انتشارها خارج المدينة في خطوة وصفتها بأنها “إعادة تموضع”.
موقع حماة وأهميتها الاستراتيجية
تعد مدينة حماة نقطة استراتيجية رئيسية تربط بين دمشق وحلب، أكبر مدينتين في سوريا، وتعد ممرًا حيويًا للإمدادات العسكرية والمدنية.
تقع المدينة على مسافة 213 كيلومترًا شمال دمشق و135 كيلومترًا جنوب حلب.
وقد احتفظت الحكومة السورية بسيطرتها عليها طيلة سنوات الحرب الأهلية، لما تشكله من أهمية كبيرة في تأمين الطريق إلى العاصمة دمشق والساحل السوري.
السيطرة على حماة تمهد الطريق نحو حمص، وهي مدينة تقاطع طرق رئيسية تعد مركزًا للتواصل بين المناطق المكتظة بالسكان.
و في حال نجاح الفصائل في التقدم نحو حمص، فإن ذلك سيقطع شرايين النقل والإمداد الحيوية بين دمشق وبقية المناطق السورية.
تضم مدينة حماة ما يقرب من مليون نسمة، تشتهر بتراثها الثقافي والتاريخي، لا سيما نواعيرها الفريدة الواقعة على نهر العاصي، والتي أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي، تعود هذه النواعير إلى العصور الوسطى، حيث كانت تنقل المياه إلى حدائق المدينة وحماماتها ومساجدها، إلى جانب ذلك، تشكل المدينة نقطة تواصل بين الشمال والجنوب، ما يمنحها أهمية عسكرية وجغرافية كبيرة.
السلمية هدفًا جديدًا للفصائل المسلحة
بدأت الفصائل المسلحة في التقدم نحو مدينة السلمية، ثاني كبرى مدن محافظة حماة، ما يمثل خطوة إضافية لتعزيز نفوذها في المنطقة، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان انسحاب أكثر من 200 آلية عسكرية من ريف حماة الجنوبي باتجاه مدينة حمص، وهي مدينة استراتيجية قد تكون الهدف القادم لهذه الفصائل.
تفاقم الأزمة الإنسانية
تسببت المعارك الأخيرة في ارتفاع حصيلة القتلى بين المدنيين والعسكريين إلى 826 شخصًا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما نزح أكثر من 280 ألف شخص نتيجة تصاعد حدة القتال في شمال غرب سوريا، حسب برنامج الأغذية العالمي.