عميدة آداب القاهرة في حوار لـ "الفجر": تجديد شهادة الأيزو يعزز مكانتنا العالمية ويؤكد التزامنا بالجودة
في ظل التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية العالمية والمحلية، تسعى الجامعات المصرية جاهدة لتحقيق التميز الأكاديمي والإداري لضمان تقديم خدمات تعليمية متطورة تتماشى مع متطلبات العصر. وفي هذا السياق، نجحت كلية الآداب بجامعة القاهرة في تجديد شهادة الأيزو العالمية، والتي تُعد من أبرز المؤشرات على التزام الكلية بتطبيق أعلى معايير الجودة في مجالات التعليم، البحث العلمي، والإدارة، إن تجديد هذه الشهادة لا يعكس فقط قدرة الكلية على الالتزام بتلك المعايير، بل يعزز من مكانتها كواحدة من المؤسسات التعليمية الرائدة في مصر والمنطقة.
للحديث عن هذا الإنجاز، كان لنا هذا الحوار مع الدكتورة نجلاء رأفت، عميدة كلية الآداب، التي أكدت أن الحصول على شهادة الأيزو هو نتاج عمل دؤوب وجهود مشتركة بين جميع القطاعات داخل الكلية، مشيرة إلى أن الشهادة تعكس مستوى التميز الذي تسعى الكلية إلى تحقيقه في كافة أنشطتها. كما سلطت الضوء على الدور الفاعل الذي تلعبه الجامعة، بقيادة الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، في دعم جميع كلياتها للوصول إلى أعلى مستويات الجودة والاعتماد الدولي، بهدف تحقيق رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز دور جامعة القاهرة على الصعيدين المحلي والدولي.
في ذات السياق، أجرى موقع الفجر حوارًا صحفيًا وحصريًا مع الدكتورة نجلاء رأفت، عميدة كلية الآداب بجامعة القاهرة.
في البداية، ماذا يمثل حصول كلية الآداب على شهادة الأيزو؟
تعد شهادة الأيزو نقلة نوعية لكلية الآداب، فهي تؤكد التزام الكلية بالجودة والابتكار المستمر، وتعكس قدرتها على مواكبة المستجدات العالمية في التعليم والبحث العلمي.
حصولنا على هذه الشهادة هو اعتراف دولي بجهود الكلية في تحسين أدائها الإداري والتعليمي. إنه تتويج لعمل جماعي ومشترك بين أعضاء هيئة التدريس، الهيئات المعاونة، والجهاز الإداري. كما أنها تجسد ثمرة العمل الجاد والرؤية الاستراتيجية التي تتبناها الكلية في سعيها نحو تحقيق التميز.
ما هي الخطوات التي اتخذتها جامعة القاهرة لدعم كلياتها في تحقيق هذا المستوى من الجودة؟
جامعة القاهرة بقيادة الدكتور محمد سامي عبد الصادق، نائب رئيس الجامعة، تضع الجودة والتطوير على رأس أولوياتها. دعمت الجامعة كلياتها عبر توفير كافة الاحتياجات اللازمة للحصول على شهادات الجودة العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، تم عقد العديد من الدورات التدريبية والندوات لرفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس والهيئة الإدارية، ليس فقط على مستوى الجانب الأكاديمي، بل أيضًا في المجال الإداري.
الجامعة تولي اهتمامًا خاصًا بجوائز التميز والإبداع التي تُمنح لأعضاء هيئة التدريس الذين يساهمون في دفع عجلة التطوير. إضافة إلى ذلك، تم توفير منح داعمة لتطوير النظم الأكاديمية والإدارية بما يتماشى مع المعايير الدولية، مع عقد ندوات دورية لتعزيز مفهوم العمل الجماعي وروح الفريق.
من وجهة نظركم، ما هو الدور الذي تلعبه شهادة الأيزو في تطوير كلية الآداب؟
شهادة الأيزو كانت حجر الأساس في تغيير نمط العمل داخل الكلية، حيث انتقلنا من نظام مركزي إلى نظام لا مركزي يُعزز من قدرة كل قطاع على العمل بشكل مستقل، مع تحقيق التنسيق بين جميع القطاعات. لدينا العديد من القطاعات مثل قطاع شؤون التعليم والطلاب، وقطاع خدمة المجتمع، وقطاع الدراسات العليا، وكلها تعمل الآن بشكل متكامل لتحقيق أهداف مشتركة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن شهادة الأيزو ساهمت في تعزيز العلاقة بين أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، مما أدى إلى خلق بيئة تعليمية ديناميكية تتيح للجميع العمل بروح الفريق لتحقيق أهداف الكلية التطويرية.
هل يمكن القول إن هذه الشهادة تساهم في تحقيق أهداف استراتيجية الجامعة؟
بكل تأكيد، شهادة الأيزو تمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق أهداف الجامعة الاستراتيجية. تعتمد الجامعة على أسس التخطيط وتقييم الأداء، وتحسينه بشكل مستمر من خلال تطبيق إجراءات تصحيحية.
حصول كلية الآداب على هذه الشهادة يعكس التزام الكلية بتحقيق الجودة في جميع جوانب العمل الإداري والأكاديمي، وهو ما يساهم في تحقيق رؤية الجامعة المتمثلة في تقديم خدمات تعليمية عالية الجودة والمساهمة في تنمية المجتمع.
ما هي خطط الجامعة المستقبلية فيما يتعلق بالجودة والاعتماد الدولي؟
جامعة القاهرة تسعى جاهدة لتعزيز شراكاتها الدولية وتقديم برامج أكاديمية مزدوجة بين الجامعة والجامعات العالمية. بالإضافة إلى ذلك، الجامعة تركز على التبادل الأكاديمي بين الأساتذة المصريين والأجانب لتعزيز جودة التعليم في مختلف الأقسام.
على سبيل المثال، في كلية الآداب، لدينا برامج تعليمية تُدرس بالتعاون مع أساتذة من جنسيات مختلفة مثل الأساتذة الروس في قسم اللغة الروسية، والأساتذة الإيطاليين في قسم اللغة الإيطالية، وغيرهم، هذا التعاون يسهم في دفع عجلة التنمية والتطوير، ويجعلنا قادرين على مواكبة التطورات العالمية في التعليم العالي.
ما هي أهم البرامج الأكاديمية التي تقدمها كلية الآداب؟
تقدم كلية الآداب العديد من البرامج الأكاديمية المتميزة التي تلبي احتياجات الطلاب وسوق العمل. من بين هذه البرامج، برامج الترجمة التخصصية من وإلى اللغات الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الصينية، واليابانية. كما تقدم الكلية برنامجًا متخصصًا في إدارة الأعمال باللغة الصينية في الفرع الدولي، والذي يُعد من البرامج ذات الإقبال الكبير.
هناك أيضًا برنامج لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والذي يشهد إقبالًا واسعًا من الطلاب الأجانب، كل هذه البرامج تسهم في إعداد خريجين مؤهلين وقادرين على المنافسة في سوق العمل المحلي والدولي.
ما هي الشراكات والبروتوكولات التي وقعتها الكلية؟
تعمل الكلية بشكل مستمر على تعزيز تعاونها مع الشركات المحلية والدولية من خلال بروتوكولات تعاون تهدف إلى تأهيل الطلاب لسوق العمل.
على سبيل المثال، برامج الترجمة المتخصصة تتعاون مع شركات رائدة في مجال الترجمة والإرشاد السياحي. كما تُلزم الكلية طلاب البرامج الخاصة بالحصول على تدريب ميداني في هذه الشركات لضمان حصولهم على الخبرة العملية المطلوبة قبل التخرج.
كيف استعدت الكلية لاستقبال الطلاب الجدد هذا العام؟
قدمت كلية الآداب برنامجًا شاملًا لاستقبال الطلاب الجدد يتضمن لقاءات تعريفية حول برامج الكلية وأقسامها المختلفة، بالإضافة إلى أنشطة ترفيهية تساعد على دمج الطلاب الجدد في الحياة الجامعية. هدفنا هو توفير بيئة داعمة تُمكن الطلاب من بدء رحلتهم الأكاديمية بروح من التفاؤل والحماس.
في ختام الحوار شكرًا لكي د. نجلاء رأفت عميدة كلية الآداب جامعة القاهرة على هذا الحوار القيم، ونتمنى لكم المزيد من النجاح والتقدم في مسيرة كلية الآداب جامعة القاهرة