انفجار بالقرب من منزل الرئيس.. ماذا يحدث في مقديشو؟
أعلنت الشرطة الصومالية وشهود عيان أن العاصمة مقديشو ومدينة جوهر في منطقة شبيلي الوسطى شهدتا أمس (السبت) انفجارين أوديا بحياة 6 أشخاص وإصابة 10 آخرين. وفي حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجومين، فإن أصابع الاتهام تشير غالبًا إلى حركة «الشباب» المتشددة، التي دأبت على تنفيذ مثل هذه العمليات في الصومال.
انفجار مقديشو: سيارة مفخخة قرب المسرح الوطني
وقع الانفجار الأول في العاصمة الصومالية مقديشو، حيث انفجرت سيارة مفخخة كانت متوقفة بالقرب من المسرح الوطني، الذي يقع على بعد كيلومتر واحد فقط من مكتب الرئيس الصومالي. وأدى هذا الهجوم إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 5 آخرين بجروح متفاوتة. كما تسبب الانفجار في دمار واسع، مستهدفًا مطعمًا شعبيًا في منطقة حمروين، ما أسفر عن اشتعال النيران في العديد من عربات "التوك توك" وأضرار كبيرة في المحال التجارية القريبة.
ورغم تدخل قوات الأمن السريع في موقع التفجير، لم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم. وقال شرطي في موقع الحادث، لم يُكشف عن اسمه لعدم تخويله الحديث للإعلام، إن الانفجار أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 7 آخرين. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الشرطة بشأن الهجوم حتى الآن.
انفجار جوهر: قنبلة تستهدف سوقًا للماشية
في حادث منفصل، وقع انفجار آخر في مدينة جوهر بمنطقة شبيلي الوسطى. وقال قائد شرطة جوهر، بشير حسن، خلال مؤتمر صحفي، إن قنبلة زرعت في سوق للماشية، مما أدى إلى مقتل شخص واحد وإصابة 3 مدنيين آخرين. وأفادت التقارير أن الانفجار أثار حالة من الذعر بين المواطنين في السوق، حيث تحاول السلطات المحلية السيطرة على الوضع الأمني.
تصاعد التوتر: هجوم حركة «الشباب» وعمليات الرد الأمنية
تأتي هذه الانفجارات بعد يوم واحد فقط من تصدي قوات الأمن الصومالية لهجوم شنته حركة «الشباب» على نقطة تفتيش أمنية في مديرية كحدا بالعاصمة مقديشو. ووفقًا لشهود عيان، بدأ الهجوم بانفجارين تلتهما اشتباكات عنيفة استمرت لأكثر من ساعة، مما أثار حالة من الفزع بين السكان المحليين.
وفي سياق متصل، نفذت القوات الأمنية الصومالية عمليات تمشيط في عدة أحياء من مقديشو في صباح اليوم (السبت)، وذلك في إطار محاولاتها المستمرة للقضاء على العناصر المسلحة لحركة «الشباب».
حركة «الشباب»: تهديد دائم للسلم في الصومال
على الرغم من إخراج حركة «الشباب» المتطرفة من العاصمة مقديشو في عام 2011 بعد تدخل قوات الاتحاد الأفريقي، إلا أن عناصرها لا تزال تنشط في المناطق الريفية، مستمرة في شن الهجمات على أهداف حكومية ومدنية. وكان الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، قد تعهد في وقت سابق بشن حرب شاملة ضد هذه الحركة المتطرفة، في محاولة لتحقيق الاستقرار في البلاد التي تعاني من صراعات طويلة الأمد.