كاتب سياسي يمني يُجيب لـ "الفجر".. كيف يعمل الحوثي على تدمير المؤسسات التعليمية وتجنيد الأطفال؟

تقارير وحوارات

عمر باجردانة
عمر باجردانة

تحدث الباحث والكاتب السياسي اليمني عمرسالم باجردانة، عن الانتهاك والاضطهاد الذي تمارسه الميليشيات الحوثية بحق المواطنيين اليمنيين في مناطق سيطرتها.

 

حيث أكد باجردانة في تصريحات خاصة لـ "الفجر" بأن الأقبال المستمر على الالتحاق والانخراط ضمن معسكرات ميليشيات الحوثي ماهو إلا نوع من أنواع الانتحار لا سيما وأن الميليشيات الحوثية لا تعيش إلا في ظروف الحرب وغير قادرة على صناعة واقع أفضل غير الحرب وهذا الشيء سيؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية بالنسبة للشباب الذين يفكرون في الانضمام لمعسكرات الجماعة الحوثية.

◄ كيف تعمل ميليشيات الحوثي على تعطيل وتدمير المؤسسات التربوية والتعليمية؟

 

وأضاف بأنه مع إدارك قيادات ميليشيات الحوثي بتنامي هذا الشعور والحس لدى غالبية الشباب والمواطنين في أغلب المناطق الواقعة تحت سيطرتها ولتفادي الخسائر التي تتكبدها وحالة العزوف والرفض من قبل الشباب للانخراط والإلتحاق بمعسكراتها،  لجأت ميليشيات الحوثي إلى تعطيل وتدمير المؤسسات التربوية والتعليمية على حساب المعسكرات والكتاتيب الدينية التي ترغم الاطفال على الالتحاق والتسجيل فيها من أجل استقطابهم وتجنيدهم وإجبارهم على الالتحاق بصفوف الجنود المقاتلين في الجبهات تحت ذريعة خدمة الدين ونصرة غزة وقتال الكفار واليهود.

 

واختتم الكاتب السياسي اليمني حديثه لـ "الفجر" بأن أغلب من يتم استقطابهم من قبل الحوثيين من الأطفال والمراهقين  لا يدركون ولا يستشعرون خطورة وعواقب هذا الأمر الذي يؤدي بهم إلى التهلكة لخدمة أغراض إرهابية وشيطانية ليس لها علاقة لا بالدين ولا الوطن ولا الكرامة حسب الشعارات التي يستخدمها قيادات الحركة الحوثية للتأثير على الأطفال والمراهقين.

 

يذكر أنه خلال الإجازة والتدريس، لا تترك مليشيات الحوثي الإرهابية فرصة لطلاب اليمن لالتقاط أنفاسهم إلا وعملت على تعبئتهم عسكريا وتجنيد بعضهم لجبهات القتال.

 

◄مليشيات الحوثي تعمل على تغيير المناهج التعليمية وحوثنة التعليم

 

ولم تكتف مليشيات الحوثي بتغيير المناهج التعليمية وحوثنة التعليم، وإنما تعمد إلى تنظيم معسكرات صيفية سنوية لآلاف الأطفال تشمل تلقينهم دروسا طائفية وتعليمهم كيفية استخدام الأسلحة واصطحابهم في جولة لقبور القتلى وإعلان الولاء لزعيم المليشيات، والتعهد بمحاربة معارضيه.

 


كما أن هذا العام لجأت المليشيات الحوثية الإرهابية في ختام المعسكرات الصيفية لتنظيم عروض عسكرية وهمية للأطفال والشباب، بالتزامن مغ ذلك أعلنت تجنيد وتعبئة 368 ألفا و196 عنصرا معظمهم من طلاب المرحلتين الأساسية والثانوية ممن تم تلقينهم في المخيمات الطائفية.

 

◄أدلة جديدة على استمرار مليشيات الحوثي في تجنيد الأطفال

 

وقدم تقرير دولي حديث أدلة جديدة على استمرار مليشيات الحوثي في تجنيد الأطفال واستهداف المرافق التعليمية والعاملين فيها واستغلالها لأغراض عسكرية وذلك رغم التهدئة الأممية وانخفاض حدة القتال بشكل كبير.

 

التقرير الصادر عن التحالف العالمي لحماية التعليم GCPEA بعنوان التعليم تحت الهجوم 2024، وثق وقوع ما مجموعه 194 هجوما ضد مرافق التعليم والمعلمين والطلاب ارتكبها الحوثيون في المقام الأول وتنظيم القاعدة الإرهابي وبعضها أطراف حكومية.

 

وأكد التقرير أن هذه الوقائع تنوعت بين الهجمات على المدارس والهجمات على الطلاب والمعلمين والاستخدام العسكري للمدارس وتجنيد الأطفال والهجمات على التعليم العالي والهجمات المستهدفة على الفتيات والنساء والعنف الجنسي وذلك خلال عامي 2022 و2023.


على مستوى الهجمات على المدارس، أكد التقرير وقوع 47 هجومًا تم الإبلاغ عنها على المدارس في اليمن، تعددت من القصف وزراعة الألغام والاشتباكات والقصف الجوي.

 

وأشار التقرير إلى أن منظمة حقوقية أبلغت بشكل منفصل عام 2023 عن وقوع 144 هجومًا على المدارس واستغلالها عسكريا، ارتكبها الحوثيون في المقام الأول، كما أبلغت منظمة حقوقية أخرى عن 106 هجمات على المدارس وعسكرة المرافق التعليمية عام 2022، وتصدرها الحوثيون فيما تحققت الأمم المتحدة من 27 هجوما خلال العامين.

 

خلال ذات الفترة المشمولة بالتقرير، قال التحالف العالمي لحماية التعليم إنه وثق 26 هجوما على طلاب للمدارس والمعلمين والعاملين في المدارس أدت إلى سقوط 25 طالبا ومعلما بين قتيل ومصاب وعملية اختطاف وهي الأكثر شيوعا.


أكد التقرير وقوع ما لا يقل عن 99 حادثة لاستخدام المدارس لأغراض عسكرية، في عدد فاق بشكل كبير ما تم توثيقه في تقرير التعليم تحت الهجوم 2022، الذي غطى عامي 2020 و2021، وشمل ما لا يقل عن 49 حالة.

 

وشهد عاما 2022 و2023، 3 وقائع تجنيد للأطفال من المدارس، منها حملة تجنيد حوثية لطلاب المدارس الثانوية في حجة والحديدة أواخر العام الماضي، وفقا للتقرير.

 

ورصد التقرير أيضًا بعض الحالات الخاصة باستمرار أطراف تجنيد الأطفال أو تلقينهم الأفكار العقائدية والطائفية في المدارس؛ خصوصًا في محافظات صنعاء وحجة والحديدة الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، إضافة إلى توثيق حالة واحدة للعنف الجنسي في المنشآت التعليمية.

 

وسجل التقرير خلال العامين تعرض التعليم العالي في اليمن لـ18 هجوما، كان أكثر من نصفها عبارة عن هجمات على الجامعات ومرافق التعليم العالي، بينما شملت البقية هجمات على طلاب أو الأكاديميين.

 

وأوضح التقرير أن استمرار الحزب الحوثية والكوارث الطبيعية ذات تأثيرات شديدة على التعليم في اليمن، إذ لا يزال "نحو 2.7 مليون طفل خارج المدرسة؛ نصفهم تقريبًا من الفتيات.