أكاديمي بجامعة عدن لـ "الفجر": إجراءات نقل إيرادات طيران اليمنية لـ "عدن" جاء بعد نهب الحوثي 100 مليون دولار

تقارير وحوارات

الدكتور محمد جمال
الدكتور محمد جمال الشعيبي

قال الدكتور محمد جمال الشعيبي أستاذ المالية العامة والاقتصاد السياسي بجامعة عدن إن قرار وزارة النقل القاضي بنقل طيران اليمنية إيراداتها إلى عدن يأتي بعد أن ضيقت مليشيات الحوثي الخناق على القطاع المصرفي والبنوك التجارية في مناطق سيطرتها، واستحواذها على الأموال العامة بما في ذلك احتياطي البلاد من النقد الأجنبي إضافة إلى الإيرادات العامة في المحافظات الشمالية، وحاليا تمارس الضغط على البنوك التجارية لمنعها من نقل مراكزها الرئيسية إلى العاصمة عدن.

 

◄ماذا يعني قرار وزارة النقل اليمنية القاضي بنقل طيران اليمنية إيراداتها إلى عدن؟

وتابع  الشعيبي  في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، بأن البنك المركزي عدن هو البنك الشرعي والمعترف به دوليا، بينما بنك صنعاء واقع تحت سيطرة جماعة انقلابية وغير معترف بها دوليا، وإجراءات نقل حسابات طيران اليمنية إلى العاصمة عدن أمر ضروري وهام حتى لا تتعرض للعقبات والعراقيل خصوصا وأن الخارج الآن بدأ في وقف التعامل مع المؤسسات والبنوك الواقع في المحافظات الشمالية إضافة إلى ان المنظمات الدولية هي الاخرى بدأت إجراءات نقل مراكزها إلى الجنوب وبعد صدور قرار البنك المركزي أعلنت أكثر من سبعين منظمة دولية نقل مراكزها  إلى عدن بما في ذلك منظمات تابعة للأمم المتحدة.


كما أكد أن قرار نقل اليمنية أتى بعد ان سطت المليشيات في صنعاء على أكثر من مائة مليون دولار من أموال شركة طيران اليمنية، وهذا القرار استند إلى قرارات البنك المركزي في العاصمة عدن، التي أوقفت التعاملات مع البنوك التجارية بسبب عدم التزامها بنقل مراكزها إلى عدن، والتي تتعامل معها مكاتب اليمنية ومكاتب التوكيلات في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.


واختتم الأكاديمي بالمني حديث أنه يتوقع أن لا يتم القرار بسهولة حيث أن هذه المليشيات عادة ما تستخدم أساليب وأدوات للتعطيل والعرقلة، وليس ببعيد ما تقوم به من استفزازات وتعطيل لحركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر رغبة في تحقيق أجندة خاصة بهم وربما تصعد مثل هذه التصرفات مع النقل الجوي وقد تستهدف مطارات الجنوب لتاثير على قرار النقل، وقد سبق لها وأن استهدف مطار العاصمة عدن الدولي أثناء عودة حكومة المناصفة من الرياض وسقط على اثر ذلك العمل الارهابي مجموعة من الشهداء وعشرات الجرحى وادان المجتمع الدولي هذا العمل الجبان.

 

◄ ضربة اقتصادية لمليشيات الحوثي

 

يذكر أنه في ضربة اقتصادية لمليشيات الحوثي، وجهت النقل اليمنية، شركة طيران اليمنية، الناقل الوحيد بالبلاد بنقل إيراداتها إلى حساباتها في عدن والخارج.

 

وفي رسالة موجهة إلى رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية، وجه وزير النقل اليمني عبدالسلام حُميد، شركة الخطوط الجوية اليمنية، بتحويل كافة إيرادات الشركة إلى حساباتها البنكية في العاصمة المؤقتة عدن أو إلى حساباتها البنكية في الخارج، اعتبارًا من 2 يونيو 2024.

 

وأوضحت الرسالة أن الهدف من هذا القرار هو إبعاد الإيرادات عن سطوة مليشيات الحوثي ولتمكين شركة الخطوط الجوية اليمنية من الإنفاق على تشغيل الشركة وتطوير وتحديث أسطولها، خاصة بعد السطو على أرصدتها في بنوك صنعاء والتي تتجاوز 100 مليون دولار”.


وأشار المسؤول اليمني إلى المراسلات السابقة بهذا الشأن، سواء من قبل قيادة الوزارة أو من قبل الحكومة، المستندة إلى قرار رئاسة الجمهورية بنقل كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية إلى العاصمة المؤقتة عدن، وإلى قرارات البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن، التي أوقفت التعاملات مع البنوك التجارية بسبب عدم التزامها بنقل مراكزها إلى عدن، والتي تتعامل معها مكاتب اليمنية ومكاتب التوكيلات في المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية.

كما وجه وزير النقل اليمني "شركة الخطوط الجوية اليمنية بنقل ما تبقى من إدارات في صنعاء إلى مركز الشركة الرئيسي في العاصمة المؤقتة عدن، وبصورة عاجلة".  

 

ويأتي قرار وزارة النقل اليمنية ضمن حزمة إجراءات اقتصادية للحكومة المعترف بها دوليا تستهدف سحب البساط من تحت قبضة مليشيات الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة بما في ذلك المصادر الإرادية.

 

وبدأ المعركة الاقتصادية البنك المركزي اليمني في عدن قبل أيام، حيث اتخذ عدة قرارات أهمها نقل البنوك التجارية من صنعاء إلى عدن وسحب العملة القديمة وفرض عقوبات على 6 من كبرى البنوك بسبب تعاملها مع مليشيات الحوثي.