ترقب ونفاذ الصبر في افريقيا الوسطى في عملية سنغاريس الفرنسية

عربي ودولي

ترقب ونفاذ الصبر
ترقب ونفاذ الصبر في افريقيا الوسطى في عملية سنغاريس الفرنسي

بعد شهر من بداية عملية سنغاريس الفرنسية في افريقيا الوسطى بدأ مراقبون يتحدثون عن الغرق في مستنقع واخرون عن قلة الامكانيات بينما يطغى نفاذ الصبر في افريقيا الوسطى في حين ما زالت بانغي تعاني من العنف.

وخلال زيارته الى بانغي الخميس دافع وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان بشدة عن العملة مقرا في الوقت نفسه بصعوبتها وسخر من التحاليل الاحادية الجانب التي تلوح بخطر الغرق في مستنقع، مستندا الى ما تحقق من نجاح في مالي مؤخرا.

وقال امام الجنود في شباط/فبراير قال خبراء ان في مالي فرنسا بدأت تغرق في مستنقع من حسن الحظ لم نستمع الى هؤلاء الخبراء . وقد اثارت العملية الفرنسية -المدعومة بقوة افريقية- في الخامس من كانون الاول/ديسمبر، غداة يوم دام في عاصمة افريقيا الوسطى، آمالا كبيرة بين سكان نفذ صبرهم من دوامة اعمال العنف والانتقام بين المليشيات المسيحية والمتمردين السابقين في حركة سيليكا.

لكن الانتظار في مخيم النازحين قرب مطار بانغي حيث يتكدس اكثر من مئة الف شخص، يتحول احيانا الى غضب. وتساءل ياكيتي سوفنانس النازح الى هذا المخيم الذي يقيم فيه مسيحيون فقط كيف لا تستطيع سنغاريس بدباباتها، في بانغي الصغيرة جدا، امام هذا العدد القليل من المرتزقة الاجانب، من حل المشكلة في يومين؟ (...) اعطونا اسلحة وسنتكفل بهم نحن!

ويشكل هذا المخيم الواقع في منطقة حساسة جدا، برميل بارود حيث يشتد التوتر الى حد ان منظمة اطباء بلا حدود التي اقامت فيه مستشفى ميدانيا مرتجلا، اضطرت الى سحب موظفيها الاجانب وتوقفت فيه بانتظام عمليات توزيع الاغذية.

واوضح وزير الدفاع ان المهمة لا يمكن ان تنجز في ظرف ثلاثة ايام ومن الواضح ان تعدد القوات على الارض لا يساعد على ذلك اذ ان في احياء بانغي الشعبية من الصعب ان تفرق بين المسيحيين المسلحين من مجموعات الدفاع الذاتي المدعومين من اغلبية السكان المسيحيين ومواطن من ايها الناس، لا سميا انه يسهل عليهم الاختفاء وسط الحشود لدى مرور الدوريات.

وتتصدر احدى المهمات الاساسية لقوة سنغاريس وهي عملية نزع الاسلحة المناقشات وقال مصدر عسكري ان اي شخص مسلح يجب ان ينزع سلاحه حتى وان اقتضى ذلك اللجوء الى القوة لكن المهمة ضخمة وتكاد تكون غير واقعية في عاصمة انتشرت فيها الاسلحة بكثرة منذ دخول عناصر حركة سيليكا في اذار/مارس.

واعتبر فيليب هوغون مدير الابحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية المكلف افريقيا ان نزع الاسلحة لم يتم (...) لان جزءا من سيليكا لجأ الى الثكنات وما زال مسلحا بينما ما زال عناصر المليشيات المسيحية يقاتلون بالسواطير حتى وان نزعت منهم رشاشات الكلاشنيكوف .

وفي احياء المسلمين حيث تسري الشائعات يقال ان فرنسا تدعم المليشيات المسيحية على حساب المدنيين المسلمين الذين يتعرضون بانتظام الى اعتداءات في وضح النهار. وكتبت على جدران حي بي كا 5 قرب المطار لا لفرنسا و سنغاريس مجرمون ، ومنذ يومين تحاول خلالها القوات الفرنسية اقامة حواجز في تلك الاحياء خرج السكان يحتجون ويقيمون المتاريس ويشعلون فيها النار.

واكد تيري فيركولون مسؤول دائرة وسط افريقيا في مجموعة الازمات الدولية ان التدخل بين طرفين من اسوأ الاوضاع: انك تتعرض الى هجمات وانتقادات الطرفين . ويقر العديد من الضباط الفرنسيين بسوء هذا الوضع ويحاولون تبريرها بالقول باستمرار عبر المكلفين بالاتصال اننا هنا من اجل سكان افريقيا الوسطى .

لكن في الوقت الراهن ما زالت اعمال العنف مستمرة. وقال فيليب هوغون انها عملية حفاظ عن النظام في مدينة، انه عمل شرطة ودرك. ولا يمكنك ان تقوم بذلك بدبابات ومروحيات مهما كانت درجة تدريب الجيش .

وقد نزح نحو مليون شخص من ديارهم في افريقيا الوسطى منذ اذار/مارس، نصفهم من سكان بانغي وفق الامم المتحدة، وقتل الف شخص. وفي بقية انحاء البلاد تنتشر وحدة من مئة رجل فقط في بوسنغا شمال شرق البلاد. وقال هوغون ان القوات الفرنسية ركزت على بانغي انها تشكل الاولوية، المهمة اليوم تتمثل في ضمان حد ادنى من السلام وتفادي حرب اهلية .