بعد التحركات الدولية الأخيرة.. هل يتوقف الحوثي عن قرصنة السفن التجارية؟
لم تكتفي ميليشيات الحوثي الإرهابية بجرائمها ضد الشعب اليمني منذ الإنقلاب على الشرعية، بل تمادت هذه الجماعة الإرهابية باستهداف السفن التجارية، وقامت بتهديد الملاحة الدولية.
◄ تحالف "حارس الازدهار"
في 18 من ديسمبر الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف "حارس الازدهار" الذي يضم عدة دول، من أجل ردع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
ونفذت مليشيات الحوثي هجمات بالطائرات والصواريخ ضد سفن تجارية تتبع أكثر من 35 دولة مختلفة في البحر الأحمر.
وفي نوفمبر قرصنت مليشيات الحوثي سفينة "غالاكسي ليدر" وتم اعتقال طاقمها الدولي المكون من 25 فردا كرهائن.
◄إدانات واسعة ومطالب عاجلة بوقف الهجمات الحوثية
تحذيرات شديدة اللهجة وإدانات واسعة ومطالب عاجلة بوقف الهجمات.. هكذا جاء رد أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على الهجمات التي تشنها مليشيات الحوثي على السفن بالبحر الأحمر.
وطالب أعضاء مجلس الأمن، الأربعاء، خلال الاجتماع الرسمي الأول للمجلس في عام 2024، الحوثيين في اليمن بوقف هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأكد أعضاء المجلس أن تلك الهجمات تهدد الاستقرار الإقليمي وحرية الملاحة العالمية وإمدادات الغذاء.
كما قال ممثل اليابان لدى الأمم المتحدة كازويوكي يامازاكي للمجلس "ينبغي ألا يسمح مجلس الأمن باستمرار ذلك.
وفي هذا الصدد، ونظرا إلى إلحاح وأهمية الأمر، تعتقد اليابان أنه "يجب على مجلس الأمن اتخاذ إجراء مناسب لردع المزيد من تهديدات الحوثيين والحفاظ على السلام والأمن الدوليين".
وفي سياق متصل، قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه لا ينبغي توقع تحذير آخر من الولايات المتحدة وحلفائها للحوثيين الذين يشنون هجمات على سفن في البحر الأحمر.
وجاءت تصريحات المسؤول بعد أن أصدرت واشنطن وحلفاؤها بيانا مشتركا يحذر من العواقب إذا رفض الحوثيون وقف هجماتهم.
فيما أشار مسؤول أمريكي إلى أن "الرئيس جو بايدن عقد اجتماعا لفريقه للأمن القومي في أول يناير لبحث خيارات التعامل مع الحوثيين".
وكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على منصة إكس للتواصل الاجتماعي “تويتر سابقا”قائلا إنه "يجب على الحوثيين وقف هجماتهم القاتلة على السفن والمزعزعة للاستقرار في البحر الأحمر".
وأضاف أن "المملكة المتحدة ستتخذ إجراءات للدفاع عن حرية الملاحة".
وأرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات "دوايت دي أيزنهاور" إلى المنطقة، وحذت حذوها بريطانيا بإرسالها المدمرة "إتش إم إس" لتعزيز قوة الحماية البحرية البريطانية الموجودة في المنطقة.
◄المجلس الرئاسي باليمن
كما حمل المجلس الرئاسي باليمن المليشيات الحوثية المسؤولية الكاملة عن العواقب، والتداعيات الوخيمة المترتبة على هجماتها الإرهابية ضد السفن التجارية، وتحويل المياه الإقليمية إلى مسرح لصراع دولي واسع التداعيات.
فالهجمات الحوثية تضاعف الأعباء الاقتصادية، وتكاليف التأمين والشحن البحري، والسلع الأساسية، وتهدد بإغلاق أهم شرايين الحياة للشعب اليمني، وتصرف أنظار العالم بعيدا عن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، وانتهاكاته الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني وبما يخدم ذلك العدوان واستمراره، حسب بيان الرئاسي اليمني.
وذكر المجلس الرئاسي أن هذا الصلف الحوثي هو نتيجة طبيعية لتخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته في تعزيز القدرات الدفاعية للحكومة اليمنية، وردع تلك المليشيات التي شنت على مدى السنوات الماضية العشرات من عمليات السطو المسلح والاعتداءات البحرية المفخخة ضد سفن تجارية من مختلف الجنسيات، إضافة إلى هجمات ضد المنشآت النفطية والمصالح الوطنية، والأعيان المدنية في دول الجوار.
وجدد المجلس تحذيره للمليشيات من مغبة الاستمرار في استغلال مظلومية الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق مصالحها الضيقة، والزج باليمن وشعبه في أتون حرب دولية، من شأنها مضاعفة المعاناة الإنسانية التي صنعتها هذه المليشيات منذ انقلابها في سبتمبر 2014.