رئيس كازاخستان يمنح الدكتور مصطفى وزيري وسام الشفاعة
منح الرئيس قاسم جومارت توكاييف رئيس كازاخستان الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وسام الشفاعة لجهوده في ترميم وصيانة جامع الظاهر بيبرس البندقداري.
رئيس كازاخستان يمنح الدكتور مصطفى وزيري وسام الشفاعة
وسلم الوسام للدكتور مصطفى وزيري، الدكتور مولين اشيمبايف رئيس مجلس الشيوخ الكازخستاتي، نيابة عن رئيس الجمهورية الكازاخي، عصر اليوم بعد افتتاح الجامع بحضور السفير الكازاخي وعدد من الوزراء وبحضور الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.
وافتتحت وزارة السياحة والآثار ووزارة الأوقاف جامع الظاهر بيبرس أمام الجمهور اليوم الأحد، وشهد حفل الافتتاح الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وأحمد عيسى وزير السياحة والآثار، والسفير خيرات لاما سفير جمهورية كازاخستان في القاهرة، والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ونائب محافظ القاهرة، والدكتور أبو بكر عبد الله رئيس قطاع الآثار الإسلامية، والدكتور محمد عبد اللطيف الرئيس الأسبق لقطاع الآثار الإسلامية، وعميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة.
وبحضور الإمام الأكبر ووزراء السياحة والأوقاف وسفارة كازاخستان، تم افتتاح جامع الظاهر بيبرس
وتوالت الكلمات في حفل الافتتاح بداية بكلمة سفير كازاخستان وكلمة شيخ الأزهر وكلمة وزير السياحة والآثار حول المراحل التي مر بها جامع الظاهر بيبرس والتي بدأت في عام 2007 بتوقيع اتفاقية تعاون بين الحكومتين المصرية والكازاخية لترميم مسجد الظاهر بيبرس، وقد بدأ مشروع ترميم المسجد عام 2007 ثم توقف عام 2011 ثم استؤنفت الأعمال في عام 2018. تضمن مشروع الترميم أعمال تخفيض منسوب المياة الجوفية بالمسجد، وكل الأعمال الإنشائية والترميم الدقيق والمعماري، واستبدال الأحجار التالفة والمتهالكة، وتغير نظم الإضاءة وترميم الأجزاء القديمة بإيوان القبلة.
تعرف على الظاهر بيبرس وجامعه
ويُعد الظاهر بيبرس البندقداري أحد وأهم حكام دولة المماليك البحرية، حيث يعتبر المؤسس الحقيقي لهذه الدولة، فضلًا عن ذلك فهو صاحب الحملات الشهيرة ضد الصليبيين والمغول، وهو الحائز على حب الجماهير وشهرة شعبية جارفة بين جموع الشعب المصري.
والسلطان الظاهر بيبرس البندقداري ومشهور بعلامته الخاصة، الفهد، والتي دائمًا ما توجد على منشآته المعمارية كي تشير إلى أنه صاحب أمر إنشاء هذه المؤسسة أو تلك، إلا أنه لم يتبق لنا إلا القليل من آثار هذا السلطان الذي جاب الآفاق، ومنها بقايا مدرسته في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وكذلك مسجده في قليوب، وقناطره الشهيرة في أبو المنجى، ثم مسجده الأكبر في القاهرة، والموجود الآن بمنطقة الظاهر.
وجامع الظاهر بيبرس البندقداري هو مسجد من مساجد القاهرة التاريخية، أمر بإنشائه الملك الظاهر عام 665 هجرية 1277م، وكلف بالبناء اثنين من خواصه وهما المهندسان بهاء الدين بن حنا، وسنجر الشجاعي بمهمة بناء المسجد، وقد اختار هذا المكان تحديدًا حيث كان هو المكان الذي يلعب فيه الكرة، فأنشأ فيه المسجد وجعل باقي الميدان وقفًا على الجامع.
أول ترميمات المسجد
وكانت أولى محاولات ترميم هذا الجامع في العصر العثماني، حيث تعرض المسجد لإهمال من قبل الحكام التاليين للظاهر بيبرس عبر التاريخ حتى جاء العثمانيون مصر، وصدرت وثيقة من الباب العالي بالبدء في ترميم المسجد عام 1018 هـ، وكان الفرمان يتضمن فقط ترميم رواق القبلة، وتم الترميم بالفعل.
الجامع في عصر الحملة الفرنسية قاعدة عسكرية
ولما احتل الفرنسيون مصر كانوا وبال على الجامع، حيث ركّبوا فيه المدافع واتخذوه قلعة، وهدموا مئذنته وجعلوها قاعدة عسكرية وأطلقوا عليها اسم تشكوفسكي، وجعلوا مساكن ومبيت الجنود الفرنسيين داخل المسجد.
الجامع في عصر محمد علي معسكر ومصنع أما في عصر محمد علي فقد تحول المسجد معسكر لطائفة التنكازية السنغالية، ثم إلى مصنع للصابون، وتم أيضًا نقل عدد كبير من أعمدة المسجد إلى الجامع الأزهر وأنشئ بها رواق الشراقوة الشهير، وذلك بسبب صراع بين الشيخ الشرقاوي وأحد الأئمة، فشرع في نقل الأعمدة من جامع الظاهر بيبرس إلى الجامع الأزهر لإنشاء الرواق الخاص به.
الجامع صار "مذبح الإنجليز"
وأخيرا تحول إلى مذبح في عهد الاحتلال الإنجليزي عام 1882 م قاموا بتحويل الجامع إلى مذبح وذلك لإبعاد ذبح الحيوانات عن العمران وحتى الآن يطلق عليه أهالي المنطقة مذبح الإنجليز.
مجهودات لجنة حفظ الآثار العربية
وفي عام 1893 اهتمت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح الجامع ومحاولة إرجاعه إلى مهمته الأصلية، حيث أزالت منه كل المباني المستحدثة، وذلك بعد أن كانت الحكومة المصرية وافقت على جعل مباني جامعة القاهرة في صحن المسجد، ثم أوقفت لجنة الآثار العربية هذا الإجراء وأزالت كل المباني المستحدثه منه، وفي الستينات صار الجامع عبارة عن ممر مؤدي لحديقة عامة كانت تخدم أهالي المنطقة.
وصف الجامع والأجزاء الأصلية الباقية
والمسجد ذكره المقريزي، حيث تبلغ مساحته 12 ألف متر، وبقى منه الجدران الخارجية والتي يبلغ ارتفاعها 12 متر، وهي ذات طابع دفاعي حيث أن الظاهر بيبرس أراد أن يخلد انتصاراته على الصليبيين من خلال المسجد فأعطى الجدران شكل المباني الدفاعية، واستقدم الرخام والأخشاب من يافا والتي شهدت انتصاراته على الصليبيين، والباقي من ذلك الجدران الخارجية.
كذلك تبقى من الأجزاء الأصلية الشبابيك ذات الزخارف الجصية، ولا زال الكلام للدكتورة هند منصور- وخصيصًا الشبابيك الأعلى مستوى، وهى ذات زخارف نباتية من الجص بديعة التكوين والأشكال، المداخل التذكارية الثلاثة للمسجد أصلية باقية من تاريخ الإنشاء، وكذلك النصوص الكتابية عليها أصلية بما في ذلك النصوص التأسيسية، وجزء من رواق القبلة أصلي بحوائطه ودعاماته.
الترميم والافتتاح
وشهد جامع الظاهر بيبرس مشروع ترميم شامل وهو المشروع الذي بدأ عام 2007 بمنحة من دولة كازاخستان قدرها 22 مليون جنيه مصري، ثم توقفت أعمال الترميم عام 2011م، ثم أُعلن استئنافها أمس حيث تستغرق الأعمال 18 شهرًا وتبلغ إجمالي التكاليف ما يقرب من 120 مليون، واليوم يأتي افتتاح الجامع بعد انتهاء ترميمه تمامًا.