تاريخ الاحتفال بشم النسيم
ما هو عيد شم النسيم؟ وما أصل تسميته؟
يعد عيد شم النسيم من الأعياد الشعبية المعروفة في مصر، ويحتفل المصريون بعيد شم النسيم منذ أكثر من 4700 عام، حيث بدأ الاحتفال به رسميًا منذ نهاية الأسرة الثالثة في عام 2700 قبل الميلاد وبذلك يعد شم النسيم أقدم عيد شعبي في مصر وربما في العالم بأكمله، ويحتفل الجميع بشم النسيم على الرغم من اختلاف معتقداتهم، حيث أنه بالنسبة للمسيحين يصادف عيد القيامة، وله علاقة بعيد الفصح اليهودي، ولكن مازال يحتفل به الجميع في مصر.
ما هو أصل تسمية عيد شم النسيم بهذا الاسم؟
ارتبطت تسمية شم النسيم بالتقويم الزراعي المصري، حيث أن كلمة "شمو" تعني فصل الصيف، وقسم المصري القديم السنة إلى 3 فصول ترتبط بالدورة الزراعية، حيث تبدأ رأس السنة المصرية مع فصل الفيضان كان يسمى قديمًا "آخت" ويوافق ظهور نجم الشعرى اليمانية، الذي يحدث في يوم 19 يوليو بتقويمنا الحالي.
ويأتي بعد ذلك فصل بذر البذور وكان يسمى قديمًا "برت" ويبدأ في شهر نوفمبر ويوافق ظهور الأرض بعد انحصار الفيضان، ويليه فصل الصيف وكان يسمى قديمًا "شمو" ويبدأ في شهر مارس وينتهي في يوليو، وكلمة شمو يقصد بها أيضًا الحصاد، وتم تحريف كلمة شمو إلى شم عبر السنين ثم أُضيفت لها كلمة النسيم وتشير إلى اعتدال الجو وقدوم الربيع.
تاريخ الاحتفال بشم النسيم
يعد شم النسيم أقدم احتفال شعبي في التاريخ، حيث بدأ الاحتفال به منذ أيام المصريين القدماء، وكان المصريين القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم يرمز إلى بدأ خلق العالم وبعث الحياة، وكانوا يحتفلون بهذا اليوم احتفالًا رسميًا حيث كانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب ليشاهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب ويقترب بشكل تدريجي من قمة الهرم، حتى يبدو لهم وكأنه يجلس فوق قمة الهرم، وتخترق أشعة الشمس قمة الهرم، وتظهر واجهة الهرم وكأنها منقسمة إلى قسمين.
أطعمة شم النسيم
يتم تناول مجموعة من الأطعمة التقليدية في شم النسيم وتتعلق هذه الأطعمة بالعادات والتقاليد، كما أنها انتقلت من المصريين القدماء وأصبح بيتم تناولها حتى الآن وتشمل أطعمة شم النسيم البيض، والفسيخ والخس والبصل والبيض والحمص الأخضر وكان لهذه الأطعمة معنى ومدلول عند المصرين القدماء، وكان البيض يرمز عند المصريين القدماء لخصب الطيور وموعد ظهور جيل جديد منه ويشير إلى نظرية بدء الخلق وكانوا يقللون من تناول البيض بعد فصل الربيع، وذلك لأنه يصبح بعد هذا الموعد غير مقبول.
وكان المصريون القدماء يجففون السمك، بالإضافة إلى تمليحه، حيث أوضح هيرودوت أن المصريين القدماء كانوا يجففون بعض السمك في الشمس ويأكله نيئًا، ويحفظون بعضه الآخر في الملح وهو ما يقصد به الفسيخ، حيث كان يرى المصريون القدماء أن تناوله مفيد خلال تغير الفصول.