تعرف على القديس يوحنا كليماكوس ( السلمي).. قديس كاثوليك مصر

أقباط وكنائس

الكنيسة
الكنيسة

أحيت الكنيسة الكاثوليكية بمصر، مؤخرا، ذكرى القديس يوحنا كليماكوس ( السلمي)، وروي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: ولد يوحنا السلمي عام 525م في فلسطين، اهتم والديه بعناية بتعليمه،  ومنذ الطفولة اكتسب علمًا واسعًا، حتى أستحق اسم " العلامة".
في السادسة عشرة من عمره تتلمذ على يد راهب عجوز يدعى مارتينو أحد شيوخ جبل سيناء، وفي يوم ترهبه قال عنه شيخ  يدعى ستراتيجيوس أنه سيصبح "أحد أنوار العالم" وبأنه سيصبح رئيسًا للدير.
في سن العشرين اعتزل متوحدًا في بادية " تولا "على بعد خمسة أميال من الدير، قضى أربعين سنة في خلوته مجاهدًا جهاد التوبة والصلاة. ومختبرًا فنون الحرب اللامنظورة وحلاوة مناجاة الله واكتسب موهبة الصلاة الدائمة ومحادثة الملائكة.
كان في خلوته يستقبل من يأتونه للاسترشاد من رهبان وعلمانيين ويزور المرضى المتوحدين متفقدًا. وقد شفى راهبًا أسمه إسحق من تجربة شيطانية مزمنة، وأنقذ تلميذه موسى من الموت. وبسبب هذا النشاط قام بعض الرهبان عن حسد وغيرة ينعته بالثرثار، فصمت صمتًا كليًا مدة سنة كاملةإلى أن عاد ثالبوه وتوسلوا إليه أن يتكلم لأجل خلاص النفوس. في نهاية الأربعين سنة التي قضاها متوحدًا. في عام 600 انتخب رئيسا على جبل سيناء ورئيسا على جميع الرهبان والمراسلين في تلك المناطق. وبحسب رواية انستاسيوس السينائي حضر النبى موسى بنفسه لدى تنصيبه وصار يخدم  الضيوف. وقد بدا يوحنا السلمى في هذه الرؤيا كموسى جديد يتشفع فينزل المطر في زمان الجفاف. بعد أربع سنوات استقال من منصبه ليعود إلى خلوته قبل وفاته. طلب إليه الأب يوحنا رئيس دير رايثو أن يكتب "الألواح الروحية للناموس الجديد" لمنفعة الرهبان وهذا يدل على أن القديس يوحنا كتب "السلم إلى الله" وهو شيخ متقدم في السن. عنوان الكتاب في الأصل اليوناني هو السلم ولكن له تسميات أخرى "السلم المقدسة أو سلم السماء ودرجات الفضائل"، وقد رتب القديس يوحنا في كتابه ثلاثين درجة إشارة إلى سني يسوع الثلاثين قبل ظهوره للعالم. وترمز السلم إلى مسيرة الكمال باعتبارها صعودا روحيا نحو الله وبأنه الطريق الوحيد الذي يجمع بين الأرض والسماء. يعد الكتاب من روائع الأدب الروحي يمتاز بالدقة والاقتضاب. فالسلمي لا يفرق بين العلمانيين والرهبان. فالمسيحي من يتشبه بالمسيح ويكون في سلام مع الله.
يستشف من كتابه أنه كان ذا شخصية قوية حرة وأنه مطلع على أحوال الناس العائشين في وسط العالم وأنه يعرف النفس البشرية معرفة دقيقة ويحللها تحليلًا دقيقًا مما يجعله من المعلمين الروحانيين الأكثر إنسانية. فرقد في الرب يوم 30 مارس عام 605م