سبب تسمية شهر شعبان بهذا الاسم وآراء الفقهاء في صيام أواخره
شعبان هو اسم للشهر، وقد سمي بذلك لأن العرب كانوا يتشعبون فيه لطلب المياه، وقيل تشعبهم في الغارات، وقيل لأنه شَعب أي ظهر بين شهري رجب ورمضان، ويجمع عل شعبانات وشعابين.
صيام آخر شعبان
الصيام في آخر شعبان ثبت في الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل:" هل صمتمن سرر هذا الشهر شيئا"؟قال لا، قال:فإذا أفطرت فصم يومين وفي رواية البخاري: أظنه يعني رمضان وفي رواية لمسلم:"هل صمت من سرر شعبان شيئا"؟ أخرجه البخاري ومسلم.
تفسيرات مختلفة في صيام آخر شهر شعبان
وقد اختلف في تفسير السرار، والمشهور أنه آخر الشهر، يقال سِرار الشهر بكسر السين وبفتحها وقيل إن الفتح أفصح، وسمي آخر الشهر سرار لاستسرار القمر فيه ( أي لاختفائه )،فإن قال قائل قد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله علية وسلم قال:"لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين، إلا من كان يصوم صوما فليصمه" أخرجه البخاري ومسلم.
فكيف نجمع بين حديث الحثّ وحديث المنع فالجواب
قال كثير من العلماء وأكثر شراح الحديث: إن هذا الرجل الذي سأله النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن له عادة بصيامه، أو كان قد نذره فلذلك أمره بقضائه. وقيل في المسألة أقوال أخرى.
احوال الصيام في آخر شهر شعبان وآراء الفقهاء فيها
أن صيام آخر شعبان له ثلاثة أحوال:
- أن يصومه بنية الرمضانية احتياطا لرمضان،فهذا محرم.
- الثاني:أن يصام بنية النذر أو قضاء عن رمضان أو عن كفارة ونحو ذلك، فجوّزه الجمهور.
- الثالث:أن يصام بنية التطوع المطلق، فكرهه من أمر بالفصل بين شعبان ورمضان بالفطر،منهم الحسن – وإن وافق صوما كان يصومه – ورخص فيه مالك ومن وافقه، وفرّق الشافعي والأوزاعي وأحمد وغيرهم بين أن يوافق عادة أو لا.
وبالجملة فحديث أبي هريرة – السالف الذكر – هو المعمول به عند كثير من العلماء، وأنه يكره التقدم قبل رمضان بالتطوع بالصيام بيوم أويومين لمن ليس له به عادة، ولا سبق منه صيام قبل ذلك في شعبان متصلا بآخره.
فإن قال قائل لماذا يُكره الصيام قبل رمضان مباشرة ( لغير من له عادة سابقة بالصيام ) فالجواب أنّ ذلك لمعانٍ منها
- لئلا يزاد في صيام رمضان ما ليس منه، كما نهي عن صيام يوم العيد لهذا المعنى، حذرا مما وقع فيه أهل الكتاب في صيامهم،فزادوا فيه بآرائهم وأهوائهم.
- ولهذا نهي عن صيام يوم الشك،قال عمار من صامه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، ويوم الشك: هو اليوم الذي يشكفيه هل هو من رمضان أم لا ؟ وهو الذي أخبر برؤية هلاله من لم يقبل قوله، وأما يوم الغيم: فمن العلماء من جعله يوم شك ونهى عنصيامه، وهو قول الأكثرين.
المعنى الثاني
- الفصل بين صيام الفرض والنفل، فإن جنس الفصل بين الفرائض والنوافل مشروع، ولهذا حرم صيام يوم العيد، ونهى النبي صلىالله عليه وسلم أن توصل صلاة مفروضة بصلاة حتى يفصل بينهما بسلام أو كلام، وخصوصا سنة الفجر قبلها، فإنه يشرع الفصل بينها وبين الفريضة، ولهذا يشرع صلاتها بالبيت والاضطجاع بعدها.
ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي وقد أقيمت صلاة الفجر، فقال له:" آلصُّبح أربعا "رواه البخاري.