فضائل عديدة لشهر شعبان.. تعرف عليها
يمتاز شهر شعبان بعدد من الفضائل منها اقترابه من شهر القربات والطاعات ويمهد لاستقبال شهر رمضان المبارك وهو كذلك موسم له فضل على جميع المسلمين.
ويوجد عدة فضائل لشهر شعبان تعرف عليها
1- الأعمال ترفع فيه إلى الله تعالى: فعن أسامة بن زيد: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ ما تَصُومُ مِنْ شعبان قال:" ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ " رواهالنسائي، وحسنه الألباني.
- رفع يومى ويكون ذلك فى صلاة الصبح وصلاة العصر وذلك لما رواه البخارى ومسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم،فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون ".
- رفع أسبوعى ويكون فى يوم الخميس وذلك لما رواه الإمام أحمد فى مسنده بسند حسن
عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم " - رفع سنوى ويكون ذلك فى شهر شعبان وذلك لما رواه النسائى عن أسامة بن زيد، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: " ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين،فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ".
2 – كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم فيه: قالت عائشة رضي الله عنها: " لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَيَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ " رواه البخاري.
3- غفران الذنوب في ليلة النصف من شعبان: قال صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَه تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِالنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه ابن ماجه وحسنه الألباني . مشاحن: أي مخاصم لمسلم أو مهاجرله.
وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله- وفي صومه -صلى الله عليه وسلم- أكثر من غيره ثلاث معان:
- أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما شُغِل عن الصيام أشهرًا، فجمع ذلك في شعبان، ليدركه قبل الصيام الفرض.
- الثاني: أنه فعل ذلك تعظيمًا لرمضان، وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيمًا لحقها.
- الثالث: أنه شهر ترفع فيه الأعمال، فأحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُرفعَ عملُه وهو صائم.
الحكمة من صيام شهر شعبان
قال ابن رجب رحمه الله: صيامه كالتمرين على صيام رمضان، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام، ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط. (لطائف المعارف 138). أحكام ليلةالنصف من شعبان.
5- كيف يجمع بين حديث "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" وحديث "أنه صلى الله عليه وسلم يصل شعبان برمضان"؟
قال ابن باز:
أ- كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله وربما صامه إلا قليلا.
ب- أما الحديث الذي فيه النهي عن الصوم بعدانتصاف شعبان فهو صحيح، كما قال الأخ العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني، والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف، أما منصام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة.
6- هل يستحب تخصيص يوم النصف من شعبان بالصوم؟ قال شيخ ابن تيمية رحمه الله: تخصيص اليوم الموافق للنصف من شعبان بالصوم فمكروه لا دليل عليه.
7- حكم الاحتفال بليلة النصف من شهر شعبان؟ قال ابن باز رحمه الله: من البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيص يومها بالصيام وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه،وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها.
8- حكم تخصيص ليلة النصف من شهر شعبان بالصلاة والصيام؟ قال ابن باز: ما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع.
فضل العبادة في وقت الغفلة
وفي الحديث السابق إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه. وفيه دليل على استحباب عِمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة ويقولون هي ساعة غفلة،ومثل هذا استحباب ذكر الله تعالى في السوق لأنه ذكْر في موطن الغفلة بين أهل الغفلة.
وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد منها:
- أن يكون أخفى للعمل وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل، لا سيما الصيام فإنه سرّ بين العبد وربه، ولهذا قيل إنه ليس فيه رياء، وكان بعض السلف يصوم سنين عددا لا يعلم به أحد، فكان يخرج من بيته إلى السوق ومعه رغيفان فيتصدق بهما ويصوم، فيظن أهله أنه أكلهما ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته. وكان السلف يستحبون لمن صام أن يُظهر ما يخفي به صيامه، فعن ابن مسعود أنه قال: "إذا أصبحتم صياما فأصبِحوا مدَّهنين"، وقال قتادة: "يستحب للصائم أن يدَّهِن حتى تذهب عنه غبرة الصيام"
- وكذلك فإن العمل الصالح في أوقات الغفلة أشق على النفوس، ومن أسباب أفضلية الأعمال مشقتها على النفوس لأن العمل إذا كثرالمشاركون فيه سهُل، وإذا كثرت الغفلات شق ذلك على المتيقظين، وعند مسلم رقم (2984) من حديث معقل بن يسار: "العبادة في الهرْج كالهجرة إلي." (أي العبادة في زمن الفتنة؛ لأن الناس يتبعون أهواءهم فيكون المتمسك يقوم بعمل شاق).