التخادم مع القاعدة وداعش.. ما أسباب فشل الهدن الأممية باليمن؟

تواصل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران والتي تمتلك سجل حافل بالجرائم المتنوعة ضد المدنيين باليمن.

كما وثقت العديد من المنظمات الحقوقية تلك الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي الإرهابية، والتي أكدت بأن تلك الميلشيات ارتكبت جرائم تعد جرائم حرب.

◄لماذا فشلت الهدنة باليمن؟

وتبخرت عملية السلام باليمن بسبب تصعيد مليشيات الحوثي التي رفضت تمديد الهدنة واتجهت صوب التصعيد العسكري على الأرض بعد أن اتخذت الهدنة محطة للحشد من أجل جولة حرب جديدة ولا يزال المجتمع الدولي يضغط من أجل تمديدها  مستمرا من قبل الحوثيين.

◄ خروقات الحوثيين

حيث بلغ إجمالي خروقات ميليشيات الحوثي  وفقا لما أعلنه الجيش اليمني في بيانات منفصلة وتحققت نحو 14 ألفا و343 خرقا خلال 181 يوما أي خلال 6 شهور من سريان الهدنة التي انهارت في 2 أكتوبرر  2022.

كما بلغت ذروة خروقات مليشيات الحوثي الإرهابية في شهر يوليو 2022، حيث وصلت انتهاكات مليشيات الحوثي إلى نحو 2913 خرقا وذلك بعد تجديد هدنة الشهرين لمرتين كما بدأت خروقات مليشيات الحوثي بالتصاعد تدريجيا، حيث وثقت القوات اليمنية 2313 خرقا خلال الشهر الأول أبريل فيما سجلت 2103 خروقات في شهر مايو 2022.

وعقب تجديد الهدنة للمرة الأولى، ذهبت مليشيات الحوثي لرفع منسوب الخروقات لترتكب خلال شهري يونيو ويوليو أكثر من 5 آلاف و123 انتهاكا.

أما خلال أغسطس وسبتمبر، أي بعد تمديد الهدنة للمرة الثانية، فقد استمرت خروقات مليشيات الحوثي بذات الوتيرة لتبلغ نحو 4 آلاف و804 خروقات.

ووفقا تقديرات للحكومة اليمنية فقد بلغ متوسط أعداد الخروقات الحوثية يوميا بنحو 50 خرقا حوثيا في مختلف محاور القتال، فيما سقط أكثر من 1100 مدني بين شهيد وجريح.

كما وثقت تقارير الأمم المتحدة ومنظمات محلية أرقاما صادمة عن ضحايا ألغام مليشيات الحوثي، وذلك منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في 2 أبريل وحتى 2 أكتوبر 2022.

حيث وثق المرصد اليمني للألغام سقوط 273 ضحية بألغام مليشيات الحوثي في محافظة يمنية واحدة فقط وهي محافظة الحديدة، حيث أكبر حقل الألغام، فيما وثق مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة باليمن “أوتشا” استشهاد وإصابة أكثر من 340 مدنيا بألغام مليشيات الحوثي وذلك خلال 6 شهور من الهدنة الأممية وعلى صعيد تجنيد الأطفال والشباب، دأبت مليشيات الحوثي على استغلال الهدنة في إجراء عروض عسكرية كان أخطرها بمدينة الحديدة أواخر أغسطس 2022 ما مثل ضربة قاصمة للسلام.

كما اعترفت مليشيات الحوثي الإرهابية بتجنيد 3 آلاف عنصر، خلال الهدنة الإنسانية، ضمن ما تسمى "المنطقة العسكرية المركزية" بقيادة شقيق زعيم المليشيات عبدالخالق الحوثي المدرج على قوائم الإرهاب العالمية.

◄جرائم ميليشيات الحوثي الإرهابية

ورصدت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن خلال 2022 أكثر من 3 آلاف و411 واقعة انتهاكًا لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا حدثت في مختلف المحافظات.

وأصدرت اللجنة بيانا جاء فيه، أن انتهاكات مليشيات الحوثي خلفت نحو 3 آلاف و713 ضحية، من بينها 940 واقعة استهداف مدنيين سقط فيها ألف و412 ضحية بين شهيد وجريح.  

◄ العلاقة بين المليشيات الحوثية وإيران والتنظيمات الإرهابية

كما كشف رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي عن أن مليشيات الحوثي بدأت تتشكل عام 1983 في البلاد، جنب إلى جنب مع تكوين حزب الله الإرهابي في لبنان.

وتحدث العليمي في تصريحات تلفزيونية خلال 5 محاور تخص مشروع مليشيات الحوثي الانقلابية، حيث جاء أولها العلاقة بين تلك المليشيات وإيران.

وقال العليمي في حديثه إنم المشروع الإيراني جاء وفق خطة استراتيجية مبكرة وليست وليدة عام 2000 أو 2004"، مضيفا أن:القضية بدأت بعد عودة الخميني وبداية المشروع الاستراتيجي للتوسع الإيراني في المنطقة".

وأكد العليمي في مقابلة قناة "العربية " السعودية، أن الحكومة اليمنية ضبطت قيادات الحوثي وسجنت بعضهم في حين هرب البعض الآخرإلى إيران ثم عادوا بوساطة مع الحكومة اليمنية حينها في عام 1986.

و تحدث عن الجهود التي بذلتها الحكومة اليمنية خلال حروب صعدة الستة “2004-2009” من أجل إقناع المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة بشأن الدعم الإيراني غير المحدود لهذه الجماعة من خلال تسليم ملفات بوثائق وأدلة متعددة تؤكد ذلك.

◄علاقة الحوثيين بتنظمي داعش والقاعدة
وتطرق رئيس المجلس الرئاسي باليمن إلى ممارسات الحوثيين التي لا تختلف عن ممارسات تنظمي داعش والقاعدة، مشيرا إلى تحالف الجماعات الإرهابية الثلاث بدأ منذ أن أفرج الحوثيون عن معتقلين بعد انقلابهم يتبعون تنظيم القاعدة.

وقال كان لدينا معتقلون محكوم عليهم في قضايا إرهابية ومنها الاعتداء على المدمرة الأمريكية "يو إس إس- كول" تم الإفراج عنهم من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية، وتم أيضا تزويدهم بالأسلحة والمعدات والأموال وأطلقوهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية للقيام بعمليات إرهابية.

ودلل رئيس المجلس الرئاسي باليمن بواقعة الضالع الذي استهدفت قيادات قوات "الحزام الأمني" من قبل تنظيم القاعدة وخلفت 8 عناصر إرهابية واستشهد قرابة 5 من قيادات بارزة في الحزام الأمني بما فيهم قائد مكافحة الإرهاب في الضالع.

وقال في تصريحاته: نحن أبلغنا أجهزة الاستخبارات الدولية بوقائع التخادم بين مليشيات الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش.