«نظام التحصين».. كيفية مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية وحماية الأطفال
حددت الدكتورة نهى السيد إبراهيم، أستاذ باحث مساعد بقسم التكنولوجيا الحيوية الطبية بمعهد بحوث التقنيات الحيوية بالمركز القومي للبحوث، علاقة تغير المناخ وتأثيره على الصحة العامة للإنسان، موضحة أن تغير المناخ ظاهرة يحدث فيها اختلال في الظرووف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الريـاح والمتساقطات التي تميز كل منطقة على الأرض.
وأضافت في تقرير لها، أن وتيرة وحجم التغيرات المناخية الشاملة على المدى الطويل تؤدي إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية، كما ستؤدي درجات الحرارة المتفاقمة إلى تغير في أنواع الطقس كأنماط الرياح وكمية المتساقطات وأنواعها، إضافة إلى حدوث عدة أحداث مناخية قصوى محتملة مما يؤدي إلى عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية واسعة التأثير ولا يمكن التنبؤ بها.
الأنشطة البشرية أدت إلى زيادة معدل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
وأوضحت أن درجات الحرارة لسـطح الأرض سجلت زيادة مطردة خلال المائة عام الماضية تتراوح بـين 5،0 – 7،0 درجة مئوية وهو ما يطلق عليه مسمى الاحتباس الحراري الذي تعاني منه الكرة الأرضية نتيجة الثورة الصناعية، حيث أدت الأنشطة البشرية المتمثلة في الثورة الصناعية والتكنولوجية إلى زيادة معدل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وزيادة تركيزاتها بالغلاف الجوى.
دون رعاية صحية أولية فعالة ستكون الاستجابة للصدمات متفاعلة ومكلفة وغير فعالة دائما
وعن الرعاية الصحية والتحصين للحد من الآثار السلبية للتغير المناخي على الصحة العامة، أكدت أنه دون رعاية صحية أولية فعالة ستكون الاستجابة للصدمات متفاعلة ومكلفة وغير فعالة دائما، ولحسن الحظ، هناك بالفعل نظام يمكنه توفير المستوى اللازم من الرعاية، وهذا النظام هو الذي كفل وصول التحصين إلى عدد أكبر من الأشخاص مقارنة بأي تدخل طبي آخر، فأصبح بإمكان أكثر من 80% من الأطفال في جميع أنحاء العالم- بما في ذلك العديد من أفقر دول العالم وأكثر البيئات صعوبة- الحصول على لقاحات روتينية تحميهم من أمراض مثل الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي.
نظام التحصين يجب توسيعه إلى جميع الأطفال لأنه بمثابة أساس لبناء الرعاية الصحية الأولية
ويمكن أن يكون نظام التحصين والذي يجب بالتأكيد توسيعه للوصول إلى جميع الأطفال بمثابة أساس لبناء الرعاية الصحية الأولية، وبفضل العلاقات المجتمعية وسلاسل الإمداد والموظفين المدربين ومراقبة البيانات والأمراض والسجلات الصحية الموجودة بالفعل، يصبح من الأسهل بكثير تقديم التدخلات الصحية الأخرى التي يمكن أن تفيد الأفراد والمجتمع ككل، مثل المكملات الغذائية وبرامج الوقاية من الملاريا.
الآثار السلبية للتغيرات المناخية
وأوضحت التأثير السلبي للتغير المناخي، قائلة: «هناك العديد من المخاطر المناخية التي يجب على العالم أن يستعد لمواجهتها بشكل عاجل، بدءا من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بسبب الظروف المناخية القاسية إلى انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الجفاف، لكن أحد المجالات التي يشكل فيها تغير المناخ الخطر الأكثر أهمية هى صحة الإنسان، عندما تحل الكوارث الطبيعية يكون عدد القتلى الناجم عن الفيضانات أو المجاعات أو انهيار المباني هو مجرد بداية؛ فالأمراض الناتجة عن مثل هذه الأحداث تُسبب أضرارا أكبر بكثير، وفي حال استمرار ارتفاع درجات الحرارة ومستويات سطح البحر في العالم، يزداد عدد الكوارث الطبيعية وشدتها، بالإضافة إلى خطر الأوبئة القاتلة وتفشي الأمراض».
وأكدت أن التغير المناخي يساهم في نشر الأمراض وأدّت نتائج ارتفاع الحرارة إلى زيادة عدد الأشهر التي تنتشر فيها الملاريا منذ الخمسينيّات، وتوسّع عدد المناطق التي تؤمّن بيئة حاضنة لانتقال الكوليرا. كما ازدادت قدرة انتشار الفيروسات على الانتشار، وبينها الفيروسات المسببة لحمّى الضنك وزيكا، على مستوى العالم.
وأدت ظاهرة التغير المناخى بطريقة مباشرة وغير مباشرة على الصحة العالمية والبيئة العالمية فمثلا على سبيل المثال، تؤدي عملية إزالة الغابات في الوقت نفسه إلى زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتجبر الخفافيش والحيوانات الأخرى التي قد تكون حاملة للمرض على الاتصال بالبشر، وهو ما كان على الأرجح سبب ظهور هذا الفيروس التاجي ( فيروس كورونا).