البحوث الإقليمية بالفيوم تستضيف ندوة "التغيرات المناخية وتأثيرها على الأمن الغذائى"
نظمت محطة البحوث الإقليمية بالفيوم، برئاسة الدكتور أحمد إبراهيم الباوه مدير المحطة، ندوة توعوية تثقيفية بعنوان التغيرات المناخية وتأثيرها الملموس على الأمن الغذائي التي نظمتها المحطة بالاشتراك مع مديرية الزراعة، بقاعة الاجتماعات بديوان عام المديرية.
يأتي ذلك استمرارًا للأنشطة الإرشادية والتدريبية لمحطة البحوث الإقليمية بالتعاون مع مديرية الزراعة بالفيوم فى ضوء توجيهات السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي وبرعاية الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية.
البحوث الزراعية
استهل مدير المحطة كلمته بالترحيب بالحضور مؤكدا أهميةأهمية الارتقاء بالقطاع الزراعي بالمحافظة، لافتا على استعداد المحطه لتقديم جميع الدعم والتعاون والتنسيق الدائم والمستمر للارتقاء بقطاع الزراعة.
محصول القمح
وأكد مدير المحطة على دور مركز البحوث الزراعية فى طرق التكيف المناخى فى استنباط سلالات تواجه تغير المناخ مثل محصول القمح وأهمية توعية المزارعين بطرق مواجهة التحديات التي تواجههم، جراء تغير المناخ على المحاصيل الزراعية.
وأيضا أهمية التعرف على طرق مواجهة هذه التغيرات وسبل التكيف معها مع التأكيد على الجهود المبذولة من الدولة للتعامل مع هذه التغيرات خلال المستقبل القريب وتولي الدولة اهتمام كبير بدراسة التغيرات المناخية وكيفية الحد من مخاطر هذا التغير.
درجات الحرارة
حاضر بالندوة الدكتور محمد منصور، باحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية قسم بحوث الخبز والعجان حيث قال أن الارتفاع والانخفاض في درجات الحرارة وانخفاض نسب توافر المياه وهطول الأمطار المتوقعة نتيجة التغيرات المناخية، سوف تقلل من صافي الإنتاجية للمحاصيل الزراعية، وسوف تتسبب في زيادة الآفات وأمراض النبات منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" هى الأخرى، كشفت عن أن تغيّرات المناخ تهدد قدرتنا على تحقيق الأمن الغذائي العالمي، والقضاء على الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة، وتعَد انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري محركا رئيسيا لهذه التغيرات.
فإن للتغير المناخي آثارا مباشرة وغير مباشرة على الإنتاجية الزراعية، تتضمن تغير أنماط هطول الأمطار، والجفاف، والفيضانات، وإعادة التوزيع الجغرافي للآفات والأمراض.
التغيرات المناخية
وأضاف أن للتغيرات المناخية العديد من التأثيرات، على رأسها التأثير على إنتاجية المحاصيل، وتملح الأراضي وغرق مساحات من الأراضي الزراعية في شمال الدلتا، وتناقص الأمطار في الساحل الشمالي، ونقص الزراعات المطرية، وتناقص مياه الخزان الجوفي، وتهديد الزراعات الصحراوية، وزيادة الاستهلاك المائي للمحاصيل.
الإنتاج الزراعي
كل هذه الدراسات تؤكد وجود تأثيرات للتغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي المصري، وهو ما تهتم به الكثير من الجهات في مصر المنوط بها وضع السياسات والإجراءت التي تقلل من مخاطر التغيرات المناخية في القطاع الزراعي ودمج تغير المناخ في برامج التنمية المستدامة وإستراتيجيات الحد من الفقر ومساعدة متخذي القرار والمزارعين على تجنب مخاطر التغيرات المناخية، والحد من الآثار السلبية لتغير المناخ على الصحة والاقتصاد والبيئة، وزيادة الوعي العام، وتقييم الآثار من خلال وضع سيناريوهات للتأثير على إتاحة المياه، والتبخر، وآثار ذلك على كل قطاع، ودعم إجراء البحوث ذات الصلة.
حيث أن وزارة الزراعة -من خلال مراكزها ومعاملها البحثية- تعمل على استنباط أصناف جديدة تتحمل الحرارة العالية والملوحة والجفاف، وهي الظروف التي سوف تكون سائدةً تحت ظروف التغيرات المناخية.
و استنباط أصناف جديدة موسم نموها قصير لتقليل الاحتياجات المائية اللازمة لها كما جرى في محصول الأرز، باستنباط أصناف لها القدرة على تحمل الملوحة ونقص المياه والجفاف وتعمل على مقاومة الأمراض، وغير مستهلكة للمياه وتزيد الإنتاجية، كما شدد على ضرورة تغيير مواعيد الزراعة بما يلائم الظروف الجوية الجديدة، وكذلك زراعة الأصناف المناسبة فى المناطق المناخية المناسبة لها، لزيادة العائد المحصولي من وحدة المياه لكل محصول.
وأشار إن الحاجة إلى تهيئة المحاصيل الزراعية للتكيف مع التغيرات المناخية المحتملة أصبحت واحدة من أهم التحديات التي تواجه التطوير في قطاع الزراعة، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون هذه التهيئة متكاملة وفعالة ومستمرة ومخططا لها على المدى البعيد على الرغم من الجهود المصرية الكثيرة المبذولة لمجابهة قضية التغيرات المناخية، ما زلنا نحتاج إلى العديد من الدراسات والبحوث المتخصصة، بالإضافة إلى أننا نحتاج إلى الكثير من الدراسات التطبيقية التي تطور نظمًا جديدة للتخفيف من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية أو التكيف مع هذه التأثيرات عند حدوثها.