دراسة: 36.1% من سكان إفريقيا جنوب الصحراء يعانون نقصا في المياه
أفادت دراسة حديثة نشرتها دورية "لانسيت" بأن إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هي أكثر المناطق تضررا من انعدام الأمن المائي على مستوى العالم، قبل شمال إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا.
جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا هي أكثر المناطق تضررا من انعدام الأمن المائي على مستوى العالم
ووفقا للمجلة البريطانية، فقد أجرى الدراسة باحثون أمريكيون على عينة شملت 45 ألفا و555 شخصا (فوق سنة الخامسة عشر) في 31 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل في الفترة بين عامي 2020 و2021، ونشرت تحت عنوان "تقدير الفوارق الوطنية والديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية في تجارب انعدام الأمن المائي في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في 2020-2021".
وأضافت أن الباحثين أجروا دراستهم في الدول الـ 31 منخفضة ومتوسطة الدخل في أربع مناطق من العالم هي: إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (21 دولة) وشمال إفريقيا (4 دول) وأمريكا اللاتينية (3 دول) وآسيا (3 دول).
وأوضحت دورية "لانسيت" أن الدراسة كشفت أن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى استحوذت على أعلى متوسط لمعدل انعدام الأمن المائي، حيث أكد 36.1% من المشاركين في الدراسة أنهم واجهوا مرارا وتكرارا نقصا في المياه خلال الإثني عشر شهرا التي سبقت إجراء الدراسة ووفقا لهذه الدراسة، فإن انعدام الأمن المائي يستشري في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وبصورة خاصة في الكاميرون (بنسبة 63.9%) وزامبيا (48.1%) وكينيا (46.6%) وإثيوبيا (45%)، ورغم ذلك ففي موريشيوس ودول غرب إفريقيا مثل كوت ديفوار والسنغال ومالي كانت معدلات انعدام الأمن المائي أقل بكثير من المتوسط الإقليمي (أقل من 23%).
وجاءت منطقة شمال إفريقيا في المرتبة الثانية لانعدام الأمن المائي بمتوسط بلغ 24.8%، ثم ثالثا أمريكا اللاتينية بمتوسط بلغ 17.7% وأخيرا آسيا بنسبة 9.1% فقط.
وعلى مستوى جميع الدول منخفضة ومتوسطة الدخل الـ31 المشمولة في الدراسة، بلغ متوسط معدل الأشخاص الذين لا يصلون بشكل منتظم إلى المياه 14.2%.
من جهة أخرى، سلطت الدراسة الضوء على أن الرجال أكثر عرضة، بوجه عام، لانعدام الأمن المائي من النساء في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 36.9% للرجال مقابل 35.2% للنساء. بينما في شمال إفريقيا، تعاني النساء أكثر من الرجال فيما يخص نقص المياه بنسبة 28.1% للنساء مقابل 21.7% للرجال. وفي آسيا وأمريكا اللاتينية، تتعرض النساء أكثر من الرجال لانعدام الأمن المائي.
ونقلت دورية "لانسيت" عن الدراسة أن الأشخاص ذوي الدخل المنخفض وأولئك الذين يعيشون في ضواحي المدن أو في الريف يتأثرون، بوجه عام، بنقص المياه أكثر من سكان الحضر والأشخاص الذين ينتمون إلى الطبقات الاجتماعية العليا.
وفي 15 دولة من دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كانت احتمالات حصول الأسر مرتفعة الدخل التي تعيش في الحضر على مصادر مياه آمنة أكثر بثلاث مرات من نظيرتها منخفضة الدخل في الحضر أيضا.
جدير بالذكر أن الدراسة، التي أجريت بالتعاون مع معهد "جالوب" الأمريكي لاستطلاعات الرأي تحت إشراف عالمة الأنثروبولوجيا، سيرا يونج، بحثت، في الدول الـ 31 التي شملتها، حالة ما لا يقل عن 1000 شخص في كل دولة يعيشون في المدن وضواحيها وفي الريف لعرض تجاربهم الشخصية في انعدام الأمن المائي لمدة عام كامل. وأجاب هؤلاء الأشخاص، الذين ينتمون إلى مختلف الفئات الاجتماعية والاقتصادية، على 12 سؤالا لتقييم إمكانيات وصولهم إلى المياه.