في ذكراه.. تعرف على المكرم بونافنتورا بارباريني رئيس أساقفة الكبوشي
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى المكرم بونافنتورا بارباريني رئيس أساقفة الكبوشي.
وفقًا لدراسة أعدها الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، فقد ولد بونافنتورا بارباريني في 30 أكتوبر سنة 1674م.لعائلة ثرية هم جان بارباريني وكلارا مريم فيفالديني.
وقبل سر العماد بعد يومين من ميلاده. ومنذ الطفولة قبل تربية مسيحية ممتازة، وكان الجميع يقدرنه ويحترمونه بسبب وداعته وأخلاقه الطيبة. زينه الله بأغنى الصفات وتحت رعاية معلمين ماهرين، تقدم سريعًا في دروسه اللغوية والفلسفة واللاهوت.
وفى الرابع والعشرين من عمره جعل يفكر بزوال عظمة وغنى العصر وفكر بالحياة الرهبانية ورغبنته الكبرى لأن ينضم إلى الرهبنة الفرنسيسكانية الكبوشية، فدخل دير ابتداء فورلي ولبس الثوب الرهباني، واتجهت إليه كل العيون وكان مثال أعلى لكل الفضائل الرهبانية، والجميع يتوقعون ما سيصير في المستقبل.
ولهذا السبب وافق جميع الرهبان على قبوله لإبراز النذور الرهبانية وأنهي دروسه بلمعان، وسيم كاهنًا في شهر يونيو عام 1702م في فيرارا، وعينوه استاذًا للفلسفة واللاهوت النظري.
ونال إعجاب الجميع وفوق ذلك كان جميع رهبان الإقليم يعتبرونه لمزيد فطنته واستقامة وقداسة حياته فاختاروه رئيسًا إقليميًا، وكان غيورًا على حفظ القوانين الرهبانية.
وكان يفتن المؤمنين بقوة مواعظه، بصفته رسولًا، شهر ضد الرزيلة حربًا شرسة، وكلامه ينفذ كالسيف قلوب الخطأة ويردهم إلى الله، إنه خطيب قدير وأحد معلمي الفصاحة المقدسة في إيطاليا.
وصلت شهرته إلى أذني قداسة الباباوات إينوشنسيوس الثالث عشر وبنديكتوس الثالث عشر وكليمنضوس الثاني عشر، وفي اثناء م كان مجمع الكرادلة وأحبار الكنيسة ينقطع عن الثناء والإشادة بعمله العميق وبفضائله.
إن تعليمه القوي والراسخ وفطنته جعلتهم يقيمونه مستشار التفتيش في مجمع الطقوس ومرشدًا للأساقفة، وكان الأحبار الأعظمون يستشيرونه في كل الأمور الكنسية، وهكذا ذاعت شهرته خارجًا عن إيطاليا وفى كل الرهبنة، ولا عجب إذا اختاروه في المجمع العام سنة 1726م، وبعد ست سنوات رئيسًا عامًا لكل الرهبنة.
وكان يزور كل المرضي ويعزيهم بكلام طيب، ويحمل إليهم بعض الحلوى التي ترضي الشيوخ. ان البابا كليمنضوس الثاني عشر لما دنت أيامه الأخيرة، دعا الأب بونافنتورا ليساعده في آخر دقائقه ومنه أراد أن يقبل الزاد الأخير ويسمع آخر كلمات تشجيع.
وفي 17 أغسطس انتخب بنديكتوس الرابع عشر، وهذا الحبر الجديد أراد أن يكافئ جهود واستحقاقات الأب بونافنتورا فرسمه رئيس أساقفة فراري وحبرًا مساعدًا للكرسي الرسولي. ورفض بونافنتورا ان يختاره كاردينالًا لتواضعه، لما ذهب ليستلم منصبه الأسقفي قوبل بحماس كبير من أهل بلدته الذين افتخروا وسعدوا بتنصيبه اسقفًا عليهم.
أن الأمثال التي أعطاها في الدير وفى رومه أعطاها ايضًا في بلدته. كان يعظ الشعب وعظًا مليئًا من علم الله وطلاوة الكلام جاعلًا نفسه كلًا للكل، يعلم بنفسه الأولاد في الكنيسة وعلى الطرق وفى الساحات، ويزور أبرشيته باستمرار ويسهر ليجهز لقطيعه رعاة صالحين.
ويحمل بيديه إلى المرضى القربان المقدس ويوحي للمنازعين عواطف وممارسات تقوية تساعدهم ليموتوا موتًا صالحًا، كان يحب الفقراء ويكرمهم ويجود عليهم، بعد قليل مرض وقبل أسرار الكنيسة ورقد في الرب في 15 أكتوبر سنة 1743م، وكان موته حدادًا عامًا.
بكاه الفقراء ونقل الجثمان إلى الكاتدرائية حيث احتفل بدفنه احتفالًا شائقًا، وأدرج دعوى التطويب البابا بيوس التاسع، في 8 يوليو 1875 وبعد ذلك تم إعلانه تقديرًا لقداسة حياته وفضائله الإنجيلية الكاملة، كاتب وواعظ مثمر، ترك بونافنتورا وراءه العديد من الأعمال غير المنشورة، تستحق العظات التي أُلقيت في القصر الرسولي، والتي نُشرت في البندقية عام 1752 في ثلاثة مجلدات، أهمية خاصة.