من هي الطوباوية أنجيلا تروشكوفسكا العذراء قديسة الأقباط الكاثوليك؟

أقباط وكنائس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بالطوباوية أنجيلا ماريا تروشكوفسكا العذراء.

ووفقا لدراسة أعدها الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، فولدت صوفيا كاميلا في كاليس في 16 مايو 1825 بمدينة كاليش ببولندا. وهي الابنة الكبرى من بين سبعة أطفال لجوزيف وجوزفين رودزينيسكا تروشكوفسكا.

كانت طفلة مميزة في تفوقها الدراسي وأيضا مواظبة على حضور القداس الإلهي اليومي، فكانت تقضي وقت كبير ساجدة أمام القربان المقدس، في الوقت نفسه، نما تعاطفها مع المحرومين حيث اكتسبت نظرة ثاقبة على المشاكل  الاجتماعية وقضايا المجتمع من والدها، قاضي محكمة الأحداث.

وعندما كانت تبلغ من العمر اثني عشر عامًا تم تعيين والدها مسجلًا للصكوك فانتقلت عائلتها إلى وارسو، في سن السادسة عشرة، أصيب صوفيا بالسل، أوصى طبيب العائلة بالراحة التامة في سويسرا لاستعادة صحتها.

بعد عام، عادت صوفيا إلى وارسو ولم تعد قادرة على الذهاب إلى المدرسة، فبدأت دراستها في المنزل، وأثرى ثقافتها بفضل مكتبة والدها الضخمة، واصلت دراستها للغة اللاتينية ومعرفتها بالفرنسية بطلاقة. كما تابعت دراسات في الفلسفة والأخلاق والفكر الاجتماعي المعاصر. في رحلة عبر ألمانيا، شعرت صوفيا، التي أنارها الرب خلال لحظة صلاة في كاتدرائية كولونيا، بدعوتها لتكون بين الفقراء والمحتاجين وأن تخدم المسيح فيهم بالصلاة والتضحية. قادها هذا الإلهام إلى أن تصبح عضوة في جمعية القديس منصور دي بول. خلال النهار كانت تعمل بلا كلل من أجل الفقراء وفي الليل كانت تصلي باستمرار طالبة إرادة الله فيها.

في سن التاسعة والعشرين اكتشفت طريقها: بدأت في البحث عن الأطفال المهجورين في الأحياء الفقيرة في وارسو وكبار السن المشردين ومساعدتهم. بمساعدة مالية من والدها وبدعم من ابنة عمها كلوتيلد، بدأت في رعاية ستة أطفال. بناءً على اقتراح من مرشدها الروحي  الكابوشي الفرنسيسكاني الأب هونورات كوزمينسكي أنضمت صوفيا إلى الرهبنة الثالثة العلمانية الفرنسيسكانية وأتخذت اسم أنجيلا.

واسست مجتمع راهبات القديس فيليكس من كانتاليس،كان مبدأ هذه الجماعة الناشئة الجديدة  المعتمدة على حياة وقانون القديس فرنسيس الإسيزي أن يكون الله معروفًا ومحبوبًا وممجدًا في كل شيء، فاستأجرت منزلًا صغيرًا بالقرب من كنيسة العذراء مريم للفتيات اليتيمات والنساء المسنات اللواتي تجمعهن في الشوارع. نظرًا للعدد المتزايد من النساء والأطفال، كان من الضروري العثور على منزل أكبر، فتركت أنجيلا وابنة عمها كلوثيلد منازلهم للعيش في المعهد ورعاية السكان هناك.

وفى عيد تقدمة السيدة العذراء مريم يوم 21 نوفمبر 1855م بينما هن يصلين كرست هي وابنة عمها كلوثيلد نفسيهما أمام أيقونة مريم لعمل إرادة الرب، يعتبر هذا اليوم يوم التأسيس الرسمي لـ "مجمع راهبات القديس فيليكس من كانتاليس" جسد هذا المجتمع الجديد النموذج التأملي النشيط للقديس لفيليكس دي كانتاليس، غالبًا ما كان الناس في وارسو يطلقون على الأخوات "أخوات القديس فيليكس" أو "فيليسيانا"، وأصبحوا معروفين باسم "الأخوات فيليسيانا"، وهو الاسم الشائع اليوم.

وغالبا ما كانت أنجيلا تأخذ الأطفال الايتام إلى كنيسة الرهبان الكبوشين في كراكوف، وتصلى كثيرًا أمام الصورة التي تصور القديس فيليكس وهو يحتضن الطفل يسوع. مع إكرامها الدائم لمريم العذراء أم المحبة الإلهية.

وسعت الأخوات نطاق عملهن في بودلاسي، حيث أسست عددًا من البيوت التي أقامت فيها الأخوات مراكز لأطفال الفلاحين. في عام 1863م أثناء انتفاضة الشعب البولندي ضد الغزاة، وحولت الأخوات فيليسيانا منازلهم إلى مستشفيات لعلاج الجرحى، البولنديين والروس على حد سواء.

في 16 ديسمبر 1864، قام الروس بعد أن اشتبهوا في دعم الراهبات للمتمردين بغلق المعهد، لكنه استمرفى عمله الخيري في الخفاء. وبعد عام وافق الإمبراطور فرانز جوزيف على إعادة فتح المعهد. لكن الأم أنجيلا، بسبب مرضها، تمكنت من الانضمام إلى أخواتها في كراكوف فقط في 17 مايو 1866. بعد عامين، تم انتخابها رئيسة عامة وقدمت نذورها الدائمة امام هيكل الرب. فقد استقالت في العام التالي من المنصب بسبب تدهور ظروفها الصحية.

عاشت الثلاثين عامًا المتبقية من حياتها (من 1869 إلى 1899) معطية مثالًا رائعًا عن الفضيلة لأخواتها. فكانت تقضي أيامها في الصلاة، وخصوصا صلاة الوردية المقدسة، وتعتني بنظافة الكنيسة، قامت بزراعة الزهور لتزين الهيكل وتقوم بخياطة الملابس الكهنوتية.  

في 1872 أصيبت بسرطان المعدة، وكانت المعاناة لسنوات طويلة لدرجة أنه كان يعتقد، في مرحلة معينة، أنها فقدت قواها العقلية أيضًا. وكانت في صمت تقدم آلامها إلى الرب من أجل خير العمل. في عام 1874 حصل المعهد على "مرسوم الحمد" decretum laudis"  من البابا بيوس التاسع. في نفس العام، غادرت أول المبشرات إلى الأمريكتين، وباركتهم أنجيلا شخصيًا. في يوليو 1899، قبل ثلاثة أشهر من وفاتها، تمت المصادقة على الدساتير بشكل نهائي. كان السرطان قد دمر جسدها مما أثر على عمودها الفقري، فرقدت بسلام في الرب يوم 10 أكتوبر 1899م بعد ان باركت جميع أخواتها الواقفين أمامها. تم تطويبها من قبل البابا القديس يوحنا بولس الثاني في 18 أبريل 1993م،فى ساحة القديس بطرس.