الفجر تحاور الطلاب المشاركون في المبادرة من مقر عملهم
"عملوها الصغار".. حملة شبابية لاسترداد حجر رشيد بالأدلة القانونية والتوقيعات الشعبية (حوار)
مجموعة من الشباب أكبرهم سنًا أكمل عامه الثاني والعشرون أو جاوزه بقليل، حملوا هموم وطنهم، وتفرغوا في جزءٍ من أوقاتهم للمطالبة باسترداد تراث أجدادهم، وسلكوا في سبيل ذلك كل طريق قانونية أو رسمية معروفة.
الدكتورة مونيكا حنا
حملة بدأتها الدكتورة مونيكا حنا لاسترداد لوحة رشيد الحجرية، ورأس نفرتيتي، وتمثال كا نفر، وزودياك دندرة، وتمثال حم أيونو، وغيرها من الآثار المصرية التي سُرقت من مصر في حقب تاريخية مختلفة.
حجر رشيد
الحملة تركزت في البدء على استرداد حجر رشيد، والذي تحتفظ به بريطانيا، دون وجه حق حسبما يحاول أن يثبت هؤلاء الشباب، والذين هم في واقع الأمر طلاب وتلاميذ الدكتورة مونيكا حنا.
التقى محرر بوابة الفجر الإلكترونية بهؤلاء الشباب في مقر إقامتهم المؤقت بقلب القاهرة الخديوية، حيث يبحثون ويدرسون كل النقاط القانونية لاستعادة حجر رشيد.
الشباب هم الأمل
وقبل لقائهم تواصلنا مع الدكتور مونيكا حنا والتي صرحت إلى الفجر قائلة، هؤلاء الشباب هم الأمل، وهم الجيل القادم والركيزة التي ستطالب بإرث هذه الأمة المهدور عبر العصور، ولا أجد سبيلًا سوى الاندهاش ممن يردد أنه لا أمل في استرداد حجر رشيد، وأنه حق للبريطانيين، ولا أجد سوى وصف واحد للمصري الذي يردد ذلك بأنه لا يعلم ولا يعي عن حقوقه القانونية شيئًا.
محامون وخبراء
وأضافت حنا، نعمل منذ سنوات حيث يعاوننا في هذا الأمر عدد من المحامين الدوليين، وخبراء اللغة الفرنسية والإنجليزية، وكذلك الطلاب الذي بذلوا مجهودًا مضنيًا للوصول إلى الوثائق التي تثبت حق مصر عبر البحث في دار الوثائق تارة أو غيرها من المصادر تارةً أخرى.
التقينا بالطلاب بمقر إقامتهم المؤقت في أحد فنادق القاهرة المنزوية في ركن من أركان وسط البلد، وحول منضدة متواضعة، بدأ الحديث، هم فتيان وفتيات سنتعرف عليهم وعلى مهماتهم عبر الأسطر التالية.
يوسف شاهين
وهو خريج في كلية الإدارة قسم العلوم السياسية، وقال إن عملنا هنا وهو مدعوم من جامعة أسوان وتحت إشرافها متمثلًا في الدكتورة مونيكا حنا، يتلخص في إيجاد كل الثغرات القانونية والتي تدحض كل ما تدعيه بريطانيا حول حقوقها في آثارنا المنهوبة.
وأشار إلى أن العمل يتم على عدة محاور وكل فرد من الفريق مسؤول عن جزئية ويعمل عليها، وتابع، علمت أنا وزميلتي المحامية مريم أبو عضمة على ثغرات استسلام الإسكندرية والذي تستند عليه بريطانيا دائمًا، وكذلك توصلنا إلى نص معاهدة ويستفاليا والتي تهدم نظرية احتفاظ بريطانيا بأي أثر لأي شعب آخر وحتى غير بريطانيا حيث تنص وثيقة ويستفاليا أن الآثار والتراث ليست غنائم حرب، وكذلك قرار محمد علي باشا عام 1835م، والذي يحرم بيع أو إهداء الآثار.
حبيبة عبد الشكور
وهي طالبة في العام النهائي بكلية الآثار بالأكاديمية عربية للعلوم والتكنولوجيا، وهي أسوانية مخلصة لبلدها، تشعر من حماستها وحركات يديها بمزيد من الطاقة الإيجابية، وقالت إننا نسعى ليس فقط لاسترداد الآثار الشهيرة ولكن لكل آثارنا من الخارج، والتي توجد، في العديد من المتاحف بعدة دول من العالم، وعلمت مع زملائي على الجانب التاريخي لحجر رشيد، وهو ضمن الإثباتات بأحقية مصر في استرداده، ونفي أي حجة لبريطانيا في الاحتفاظ به.
وأكملت حبيبة، نقوم حاليًا وبالتعاون مع زميلنا فادي عاطف شاكر، بعمل إحصاء بعدد كل قطع في كل متحف مع توثيق وتعريف كل قطعة، بحيث تتوافر لدينا خارطة عمل كاملة وبمكان تواجد كل قطعة في أي ركن من أركان العالم، حيث انتهينا من عمل إحصائية لآثار مصر فيما يقرب من 20 متحفًا من متاحف العالم والتي تحتفظ بآثار مصر دون وجه حق، إلا من معاهدات عفى عليها الزمن ويجب مراجعتها، ويعمل الفريق القانوني على إثبات بطلانها
نور زكريا
وهي طالبة بالفرقة الثالثة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا كلية الآثار، والتي تلاحظ في نبرات صوتها الهادئة غيرة محمودة على آثار أجدادها، وقالت إن الغرب يردد دومًا "نحن نحافظ على الآثار"، وللأسف يردد بعض المصريين نفس النغمة "آثارنا في الخارج دعاية لنا أو أن الغرب يحافظ عليها"، لذلك ضمن مهامنا إحصاء كل الأضرار التي وقعت على آثارنا في متاحف العالم المختلفة والإهانة التي تتعرض لها بالبيع في المزادات، على سبيل المثال فقدنا العديد من القطع في احتراق متحف ريو دي جاينرو، وغيره من المتاحف، حيث أعمل ضمن الفريق على الجانب الأخلاقي لاسترداد حجر رشيد.
ميلانيا بشارة
وهي خريجة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا كلية الآثار، والتي تمتلئ بالحماسة، وتتسارع الكلمات منها، حيث قالت إن مصر تمتلك الحق الكامل في استرداد حجر رشيد، وهذا ما نعمل عليه من خلال الحملة، وكلمة أن مصر لا حق لها في استرداد الحجر غير مقبولة، ونعمل بكافة الطرق ومن خلال الوثائق للرد على هذه الافتراءات.
نشوى محمود
وهي خريجه كلية الآثار والتراث الحضاري، قسم ترميم مقتنيات أثرية، والتي دائمًا ما وصفت الذين تخلوا عن آثارنا قديمًا بأنهم كانوا غير مصريين، وغير مدركين لقيمتها، وقالت نشوى أعمل أنا وزميلتي يوستينا فوزي على الجانب الاقتصادي لاسترداد حجر رشيد، حيث يقوم المتحف البريطاني بصنع مئات المستنسخات منه وبيعها دون أن يكون لمصر حق في هذه المبيعات رغم أن الحجر منتجًا مصريًا.
إسراء أحمد
وهي خريجة كلية الآثار والتراث الحضاري بالأكاديمية، وهي فتاة هادئة الصوت حازمة الكلمات، عملت مع المجموعة على جانب مهم للغاية وهو عدم المساواة في القدرة علي السفر لحجر رشيد، بمعنى، هل يحق لمصري أن يسافر بشكل مباشر لزيارة المتحف البريطاني دون تأشيرة لزيارة آثار بلاده؟، بالطبع لا، إجراءات طويلة والتي قد تنتهي بالرفض، في حين أن أي أوروبي يستطيع أن يأتي لبلادنا في أي توقيت، وهذا ما يجب أن نطالب به، ويكون السفر دون تأشيرة لزيارة آثارنا في أي بلد من بلاد العالم متاح للمصريين.
الحسن أبو النصر
وهو طالب في الفرقة الثالثة بالأكاديمية، هادئ الطباع رصين الكلمات، ويعمل مع زملاؤه بجد واجتهاد في الجانب الاقتصادي لحجر رشيد، وهو أسراني المنشأ والإقامة، وتعجب أشد العجب كيف لبلاد تحتفظ بآثارنا وتستغلها اقتصاديًا دون أن يكون لنا حق في تلك المكاسب وهي مملوكة لنا فكريًا وتراثيًا.
وفي نهاية لقائنا بهؤلاء الشباب، تجدد الوعد من “الفجر” على تكرار اللقاء ومتابعة عملهم ونتائجه، وإن كان يكفينا وجود مثل هؤلاء الباحثين في تلك السن الصغيرة يحدوهم الأمل في استرداد مقتنيات بلادهم، ودشنت الحملة موقعًا لجمع التوقيعات لتقديمها لرئيس الوزراء كي يتحرك رسميًا للمطالبة بعودة لوحة رشيد الحجرية، وللاطلاع اضغط هنا.