ننشر الخريطة الكاملة لمتاحف قصر عابدين "روائع وكنوز الأسرة الملكية" (صور)
قصر عابدين هو أحد أشهر قصور مصر التاريخية، شهد عدد من أهم الأحداث في التاريخ المصري، وهو تحفة نادرة حتى أنه أصبح متحفًا يعكس الفخامة التي شيد بها القصر والأحداث الهامة التي شهدها منذ العصر الملكي وحتى قيام ثورة يوليو 1952.
أمر ببناء القصر الخديوي إسماعيل فور توليه الحكم في مصر العام 1863، ويرجع اسم القصر إلى عابدين بك أحد القادة العسكريين في عهد محمد علي باشا وكان يمتلك قصرًا صغيرًا في مكان القصر الحالي فاشتراه إسماعيل من أرملته وهدمه وضم إليه أراضٍ واسعة ثم شرع في تشييد هذا القصر، وصار القصر هو مقر الحكم بدلًا من القلعة لأول مرة منذ تأسيسيها.
متاحف قصر عابدين
وكان أبناء وأحفاد الخديوي إسماعيل، مُولَعين بوضع لمساتهم على القصر، وعمل الإضافات التي تناسب ميول وعصر كل منهم، ومن ذلك ما قام به الملك فؤاد الأول ابن الخديوي إسماعيل والذي حكم مصر في الفترة من عام 1917م إلي 1936م بتخصيص بعض قاعات القصر لإعداد متحف لعرض مقتنيات الأسرة من أسلحة وذخائر وأوسمة ونياشين وغيرها.
فيما قام الملك فاروق الأول الذي حكم مصر من عام 1937م إلى عام 1952م باستكمال المتحف وإضافة الكثير من المقتنيات خاصة في الأسلحة بأنواعها وألحق بالمتحف مكتبة متخصصة في هذا المجال.
وبعد قيام ثورة 1952م تم نقل إدارة متحف قصر عابدين إلي إدارة المتاحف في القلعة، ثم أعيدت إدارته مرة أخري إلى رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي أمر بتجديد وترميم قصر عابدين والمتحف الخاص به.
وفي عهد الرئيس السابق حسني مبارك تم استكمال ترميم القصر ومتحف قصر عابدين وأضيف له مُتحف هدايا رئاسة الجمهورية ويضم المتحف الآن هدايا الرؤساء حتى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأيضا متحف الفضيات والكريستالات والصيني والجاليهات الخاصة بالعائلة المالكة وتم تسمية المتحف باسم "متاحف قصر عابدين" وقام مبارك بإعادة افتتاحه في 17 أكتوبر 1998م.
وفي 16 ديسمبر 2004 أضيف لمتاحف قصر عابدين متحف الوثائق التاريخية وهو متحف متخصص في عرض الوثائق التاريخية ويعتبر من أهم أجزاء المتحف للزائرين والدارسين في هذا المجال، وهكذا أصبح قصر عابدين مجمع للمتاحف المتنوعة تم ربطها بخط زيارة واحد يمر من خلاله الزائر بحدائق القصر مما يتيح للزائر المتعة الثقافية والترفيهية معًا.
متحف الأسلحة
أنشأه الملك فؤاد عام 1928، وتضم قاعات المتحف مجموعات نادرة من الأسلحة البيضاء والأسلحة النارية، أخرجتها أيدي صُناع مهرة من بلاد العالم الإسلامي وأوروبا، من عصور مختلفة.
قسم الأسلحة النارية
وهو أكبر أقسام المتحف، ويبدأ بقاعة عرض الأسلحة الخداعية، وهي عبارة عن مجموعة بنادق نُفذت على شكل عصي مما يتوكأ عليها، ومجموعة من السيوف والخناجر، أهمها مجموعة من الخناجر العربية المهداة من الملوك العرب، وأبرزها الخنجر الذي أهداه الملك عبد العزيز آل سعود للملك فاروق وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطعم بفصوص من الألماس، فضلا عن الخنجر الشخصي لثعلب الصحراء روميل عليه عبارة باللغة الألمانية "كلنا من أجل ألمانيا"، والسلاح الشخصي لموسوليني، والذي اقتناه الملك فاروق من مزاد في إيطاليا.
وهناك سيف مميز من الذهب ومطعم بالألماس، أهداه ملك إنجلترا جورج الثالث، كهدية زفاف الملك فاروق والملكة فريدة، وسيف آخر من أمير الكويت عبد الله السالم الصباح كهدية زفاف الملك فاروق الثاني من الملكة ناريمان عام 1951، وأيضا يوجد السلاح الشخصي للملكة فريدة، وهو عبارة عن مسدس صغير مصنوع من الفضة ومقبضه من الصدف صنع خصيصًا لها في بلجيكا.
متحف المقتنيات الخاصة والأوسمة والنياشين
ويضم المقتنيات الملكية الخاصة وبعض التحف المتنوعة منها مجموعة رائعة من أسلحة الصيد الثمينة المعروفة باسم ( هولند آند هولند ) وهى أغلى أنواع بنادق الصيد في العالم بعضها لإطلاق (( الخرطوش )) والبعض الآخر لإطلاق الخرطوش والرصاص معًا.
ويوجد في هذه القاعة سيف نادر(سيف العدل والتتويج) مرصع بالأحجار الكريمة بأحجام مختلفة بالإضافة إلى الزخارف المنفذة بالميناء الملونة وهو الذي توج به قيصر روسيا الأول، ولا يوجد مثيل له حتى في روسيا وقد حصل عليه الملك فاروق عام 1948 من أحد المزادات في أوروبا بمبلغ 11 ألف جنيه إسترليني، السيف صنع في ألمانيا في القرن السابع عشر من الفضة الخالصة ومطلي بالذهب.
بهذه القاعة مجموعات رائعة من الأوسمة والنياشين والميداليات، بعضها صنع في مصر وأغلبها مصنوع في أوروبا وآسيا وإفريقيا والأمريكتين. وأغلب هذه الأوسمة والنياشين تمنح لمن يؤدون للبلاد خدمات جليلة تميزًا لهم عن غيرهم، كما إنها تمنح للملوك والرؤساء والشخصيات التي لها مواقف تخدم قضايا الوطن.
متحف هدايا رئاسة الجمهورية
يقع هذا المتحف في خط الزيارة بعد متحف المقتنيات الخاصة والأوسمة والنياشين وهو أحد المتاحف التي أنشئت ضمن خطة ترميم وتطوير قصر عابدين، وقد خصص هذا المتحف لعرض بعض الهدايا والمقتنيات التي يتلقاها رؤساء جمهورية مصر العربية بدءًا من عهد الرئيس مبارك حتى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، من الملوك ورؤساء الدول وكبار ضيوف الدولة وكذا الهدايا التي يتلقاها في المناسبات الوطنية من جميع أجهزة الدولة وعلى رأسها الاحتفالات بانتصار أكتوبر 1973م.
متحف الوثائق التاريخية
وهو أحـدث الـمـتـاحـف التي افـتـتـحـت في مـتـاحـف قـصـر عـابـديـن فـقـد تم افـتـتاحـه في ديسمبر 2014م، ويحتوي هذا المتحف علي عدة وثائق تاريخية هامة من عهد "محمد علي باشا " وحتى الملك فاروق الأول آخر ملوك مصر.
وأهم المعروضات بهذا المتحف، شهادة فخرية للملك فؤاد من إيطاليا، دبلومة فارس للخديوي عباس حلمي الثاني من فرنسا، رسالة تعزية من أدولف هتلر للملك فاروق 1936م، وألبوم صور يحتوي علي صور زيارة ولي عهد إيران لمصر وزواجه من شقيقة الـمـلـك الأمـيـرة فـوزيـة، وألبوم صور من ثلاث أجزاء يحتوي على بداية العمل في خزان أسوان، والسجل الخاص بعقد زواج الملك فاروق الأول ملك مصر من الملكة فريدة بتاريخ 20يناير1938وكذا إشهاد الطلاق علي نفس الوثيقة بتاريخ 17 نوفمبر1948م، والسجل الخاص بعقد زواج صاحب السمو الإمبراطوري محمد رضا بهلوي ولي عهد إيران من صاحبة السمو الملكي فوزية شقيقة الملك فاروق بتاريخ 15 مارس 1939 م وكذا إشهاد الطلاق علي نفس الوثيقة بتاريخ 16 أكتوبر1948 م
متحف الفضيات
أضيف هذا المتحف لمتاحف قصر عابدين عند إعادة افتتاحه في أكتوبر 1998م، وكان الغرض منه عرض مقتنيات الأسرة المالكة من الفضة والصيني والكريستال والجاليهات داخل المتحف منذ عهد الخديوي إسماعيل وحتى عهد الملك فاروق الأول آخر ملوك مصر.
قسم الفضة
ويعرض بهذا القسم أهم المقتنيات وأكثرها تنوعًا وجميعها مصنوع من الفضة وهي عبارة عن أدوات وأواني وتحف تستخدم في تناول الأطعمة والمشروبات في الحفلات والولائم التي كانت تقام في المناسبات المختلفة الخاصة بملوك وأمراء أسرة محمد علي باشا
قسم الصيني
أصبحت صناعة الأدوات والأواني الصينية فنًا من الفنون التشكيلية بما أضافه الفنان لهذه النوعية من لمسات فنية جعلت من الصيني لا يقتني من أجل سد متطلبات الاستخدام اليومي فقط بل للاحتفاظ به كقطع من الفن الرفيع.
ومجموعة الصيني المعروضة بالمتحف والتي تخص بعض ملوك وأمراء أسرة " محمد علي باشا " تبدو أقرب إلي قطع من التحف رغم كونها أدوات للمائدة.
والأنواع المعروضة من الصيني من إنتاج أشهر المراكز المتخصصة في صناعة الصيني وفنونه في أواخر القرن 19 والنصف الأول من القرن 20 في كل من إنجلترا وفرنسا والنمسا.
قسم الكريستال
يعرض بهذا القسم مجموعات من الكريستال تعكس ذوقًا رفيعًا ومهارة فائقة من حيث الأسلوب الصناعي أو اللمسات الفنية التي بذل فيها الفنانون جهدًا فكريًا يعبر عـن أحاسيس فنية راقية كما تدل المجموعات المعروضة عن الأسلوب الصناعي المتقدم في مراكز صناعة الكريستال في القرن 19 بأوربا وخاصة فرنسا وألمانيا وإنجلترا والنمسا وغيرها، ويعرض بالمتحف مجموعات من الكريستال تمثل أدوات للاستخدامات اليومية لبعض الملوك والأمراء من أسرة “محمد علي باشا”.
قسم الجاليهات
هي مجموعة نادرة من أعمال الفنان التشكيلي "أميل جالييه" وهي عبارة عن تحف علي شكل قنينات وزهريات " فازات" وزجاجات للعطر وللاستخدامات الأخرى وإن كان الغرض الأساسي استخدامها كتحف، والجالييه تحف من الزجاج الملون عليها مناظر طبيعية منفذة بالأسلوب البارز وأغلبها لأشجار ونخيل وجبال وأنهار وأفرع نباتية وأزهار تكاد تحاكي الطبيعة مما يوضح قدرة الفنان الفائقة في مجال إخراج هذا الفن التشكيلي الفريد.
وقد بدأ "جالييه" في صناعة الزجاج الملون بألوانه الفاتحة ومزخرفة بالمينا عليه نقوش محفورة، ثم طور صناعته إلى طراز آخر يتميز بألوانه الداكنة عبارة عن طبقات سميكة متتالية يتم حفر صور المناظر الطبيعية والزخارف النباتية عليها.