"رسام بدرجة مُحاسب".. ياسر يترك مهنته ويتفرغ للرسم لتحقيق حلمه (فيديو)

لم يمنعه دخوله لكلية التجارة من تحقيق حُلمه كرسام، ولم يقف مكتوف الأيادي أمام حلمه الذي ما دام كان يحاول تحقيقه منذ صغره، حتى أصبح أول رسام سكندري يمتلك مرسم خاص به داخل محل صغير بمنطقة سيدي بشر بالإسكندرية.

  وفي ورشة صغيرة يقف الرسام "ياسر عبداللطيف"، ممسكًا بفرشته ويقوم برسم لوحاته الفنية، بمهارة وحرفية من أجل تحقيق حلمه كفنان سكندري، وليبيع لوحاته لكسب الرزق وتنمية مهاراته وقدراته في الرسم.

  بدأت حكاية الرسام "ياسر محمود عبد اللطيف" منذ الخامسة من عمره، ومع أول مرة يمسك فيها القلم بدأ في الرسم حتى لاحظ والديه تلك الموهبة الصغيرة والتي بدأت في الظهور، ومع الوقت لاحظ معلميه أيضا طريقة رسمه والتي كانت تشبه طريقة الرسامين المحترفين وبدأوا في التساؤل عن تلك الرسومات الفنية، ظنًا منهم أن أحدًا من أهله قد ساعده فيها أو قام برسمها نيابة عنه.

 وكان الفنان "ياسر" يرسم كل ما يقع تحت يديه أو تراه عينيه، وبدأ يطور من نفسه مع مرور الوقت، وساعده في ذلك والديه عن طريق دعمه وتشجيعه، وإحضار مكافآت له كعلب الألوان، وكان ياسر يدخر المال من أجل شراء ورق للرسم، وبدأ دعم الأبوين خلال لفترة الأولى من عمره.

 ومع مرور الوقت بدأ "ياسر" يطور من رسمه حتى وصل للمرحلة الثانوية، وكان يتمنى دخول كلية الفنون الجميلة، ولكن يشاء القدر بدخوله لكلية التجارة، ولأن كل ما كان يتمناه الرسم أصر على إكمال المسيرة والتحق بالنشاط الطلابي بالجامعة، وأصبح يرسم ويدرس في نفس الوقت حتى أنهى جامعته وأصبح رئيسًا لمرسم كلية التجارة في تلك الفترة.

 وبعد إنهائه للمرحلة الجامعية كرس "ياسر" حياته للرسم بعد أن عمل في عدد من الشركات كمحاسب، ولكنه لم يجد نفسه في تلك المهنة، وبدأ يتعلم أكثر من الكتب ويترجمها ويناقشها مع زملائه، ومع مرور الوقت أصبح يعلم الناس الرسم وينشر تلك الموهبة للجميع.

ولكن في تلك الأثناء بدأ يتغير توجيه الأهل لأنهم اعتبروا أنها مهنة لا مكسب منها، وطلبوا منه العمل بشهادته كمحاسب نظرًا لأنه تزوج وأنجب، ولكنه شعر بأن مهنته كمحاسب لا يوجد بها إبداع فني، ولا تعبر عنه كفنان يريد ان يصل مع الوقت لهدف معين وأن يصبح من أحد الفنانين المعروفين، وأن يكون له طموح خاص به، ومن هنا قرر ان يكون الرسم مهنته مدى الحياة.

  وبدأ الناس يطلبون منيه رسم الحوائط واللوحات الفنية، ولأنها كانت تحتاج لوقت في الرسم طويل، فكان يجب أن يتفرغ لها، ويترك عمله كمحاسب، وبالفعل اختار "ياسر" طريقه، وأكمل في موهبته التي رزقه الله بها، وأصبحت هي مصدر رزقه، فالعائد في الرسم مجزي جدًا ولكن يحتاج للصبر، ويبدأ سعر اللوحة  من ٩٠٠ جنيه إلى ما لا نهاية حسب الحجم والألوان.

 وتفرغ "ياسر" للرسم منذ عام، ولقي إعجاب الكثير من العملاء، وأصبح له زبائن يشترون منه، ومنهم من يطلب رسم اللوحة عدة مرات، ومن يقدمها كهدايا مميزة، وأصبح البعض يرشحنه لعملاء آخرين، وهذا ما أسعده وشعر أن لديه موهبة فنية كبيرة ليست لمجرد الرسم ولكن أصبح له متابعين ومعجبين وزبائن وصفحة على الفيس بوك.

  كما لقي عمله الفني إعجاب الجميع من الأهل والأصدقاء، وساعدوه عن طريق نشر لوحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أدى لزيادة عدد الزبائن مع مرور الوقت، وهذا التشجيع قد دفعه للأمام، لإكمال مسيرته في العمل بمهنة الرسم، ولم يكن هناك أي احباط منهم ولكن تخويف من المستقبل لأنها عمل غير دائم، مثلا في وقت جائحة كورونا كان الوضع صعب قليلا ً، فالجميع يهتم لإحضار الطعام والشراب، ولن يهتم أحد بشراء اللوحات الفنية.

 ولدى "الرسام ياسر" حلم قريب أن يكون له معرض في مكان متميز داخل الإسكندرية، أما حلمه البعيد أن يترك بصمة في عالم الفن مثل العديد من الفنانين، ويعبر عن الهوية المصرية والعربية والإسلامية.

وأصبحت المجالات التجارية تحتاج  للرسم كالكافيهات والمطاعم والبلايستيشن، وصالونات الحلاقة والبيوتي سنتر، وكموقع تصوير لذلك يجب أن يكون بفنية واحترافية لكي يلفت النظر، "والهاند ميد" له أثره الذي لا يموت، ويفضله الكثيرين عن الطباعة بسبب جودة الرسم وعمر اللوحات الطويل لأنها لا تتأثر بالماء، كما تزداد قيمتها مع مرور الزمن.

الرسام ياسر