"أنا فديت أختي".. "الفجر" تحاور جيران نجار الهرم ضحية إشعال النيران على يد سيدة: "كان بيقرأ قرآن" (فيديو وصور)

حوادث

صورة من اللقاء
صورة من اللقاء



"أنا فديت أختي.. الحمدلله".. كانت الكلمات الأخيرة للشاب "أحمد إبراهيم" الذي أكمل 30 عامًا منذ أسبوع، وكان في انتظار مولوده الثاني، ولكنه لم تكتمل فرحته، وكان ضحية لسيدة أشعلت الخلافات بينها وبين شقيقة المجني عليه وتدعى "أسماء" نتيجة لخلافات كثيرة حدثت بينهن  قبل انتقال الشقيقة لمنزل العائلة، بمجرد فتح الضحية لباب العقار لا يعلم مايخبئه القدر له على أيدي هذه السيدة، عندما قررت السيدة الذهاب لها في المسكن الجديد للانتقام منها، فوجدت الضحية في المنزل، الذي حاول منعها من الدخول إلا أنها أخرجت زجاجة البنزين وسكبتها عليه  وأشعلت النيران في جثته، انتقامًا لما حدث لها على يد شقيقته.

"كان يقرأ القرآن وبيقول معرفهاش".. مشهد مأسوي عاشه جيران الضحية، عندما خرج للشارع والنيران تأكل جسده، مرددًا،"والله ما أعرفها، وكان يقرأ القرآن ويقول الشهادة"، كان لا يعلم أنها النهاية بعدما حاول الجيران نقله بالإسعاف أملًا ليكتب له عمر جديد، ولكنه لفظت أنفاسه الأخيرة بداخل المستشفى، مودعًا أصدقائه وجيرانه في منشور له على الفيس بوك قبل الحادث بيوم، بصورة للقبر ومكتوب عليها "النهاردة فوق الأرض بكرة تحت الأرض".

انتقلت محررة "الفجر"، لمسرح جريمة إشعال سيدة لجارها بعدما سكبت البنزين عليه، وذلك لكشف كواليس الجريمة المأسوية.

صديق الضحية: المتهمة أول مرة نشوفها

قال "محمد السيد" صديق المجني عليه ويدعى "أحمد إبراهيم بشير" الشهير ب "بوشكا" ويعمل "نجار البالغ من العمر 30 عامًا متزوج، ولديه ابنان: "صاحبي عمره ماعرف واحدة ست، وبيحب بيته ومستنى كمان شهر مولودة الثاني، إبنه يُتم قبل ولادته، ذنبه إيه الطفل دا"، مشيرًا إلى أن المتهمة أول مرة نراها يوم الجريمة، وهي لا تقطن بذات المنطقة، ولكن علمنا أنها تقطن في منطقة فيصل وهذه ذات المنطقة التي كانت تسكن فيها شقيقة المجني عليه قبل عودتها لمنزل الأسرة.

بدموع تنهمر من أعينه حزنًا على صديقه، واستكمل حديثه، قائلًا، "أحمد صديقي من 20 سنة، لا يعرف المتهمة خالص، أحمد أنا عارفه كويس، ميعرفش حد غير زوجته، كان طيب، عمره مامشي مع واحدة ست، ودي شهادة اتحاسب عليها"، مضيفًا، أن المتهمة يوم الواقعة كانت ذاهبة لشقيقة المجني عليه، وليس للمجني عليه، لأنها كانت تقطن في ذات منطقة شقيقته قبل ذلك، مشيرًا إلى "واضح فيه كان خلافات بينها وبين شقيقة المجني عليه وتدعى أسماء".

الصديق: كانت ماسكة شنطة وفيها زجاجة مكسورة وبنزين وقطن

وأضاف "محمد" في حديثه إلى "الفجر"، أنه في يوم الواقعة، جاءت السيدة ودخلت الشارع حاملة في يديها شنطة سوداء بداخلها زجاجة مكسورة، وزجاجة بنزين، وكيس قطن"، وقفت المتهمة أمام المنزل تخبط عليه بشده، فنظر أحمد من فوق فنزل ليفتح الباب فسألت على أخته، وهي كانت تسكن بالدور الأرضي في وجه باب العقار، فعندما علم أنها تسأل على شقيقته تركها، وصعد لشقته.

المتهمة كانت بتحاول تفتح باب الشقة على أخته

واستطرد الصديق كلامه، أن "أحمد" المجني عليه، بعد صعوده لشقته، سمع صوت طرق شديد على باب شقة شقيقته، فنزل مرة ثانية ليعرف لماذا السيدة تطرق بهذا الشكل؟!، فشاهد المتهمة بتحاول تفتح باب الشقة على شقيقته، قائلا له "ياست أنتي عايزة إيه"، وشاهدها تسكب البنزين على الأرض، وكانت تلفظ بألفاظ خارجة.

خرجها من العقار فمسكت الكبريت واشعلت النار

وتابع "محمد" حديثه، أثناء معاتبة "أحمد المجني عليه للسيدة على طرقها للباب، فلم تسمع السيدة، فقام بمحاولة خروجها من باب العقار، فأثناء ذلك قامت بسكب البنزين على وجهه، في محاولة منه لخروجها خارج العقار سريعًا، وعندما خرجت "مسكت عود الكبريت ورميته عليه، فورًا النار مسكت فيه كله.

الضحية للجيران: والله ما أعرفها

وأضاف "محمد" في حديثه إلى "الفجر"، عندما اشتعل النار بجسده لم يخرج خارجًا بل صعد مسرعًا للسطح في محاولة لإطفاء نفسه "كان في حنفيه مياة على السطح فتحها ليطفئ نفسه"، فنزل مرة أخرى وكان واقف على رجله، ويجري في الشارع، فكانت الناس بتسأله "مين دي ياأحمد" فجاوب "والله ما اعرفها، وكانت الشهادة على لسانه".

والتقط الحاج "محمد سعيد" أحد الجيران أطراف الحديث، قائلًا،" وقت الحريق أنا سبت الجيران مع محمد عشان ينقذوه، وأنا جريت ورا الست لأنها كانت عايزة تهرب"، في يوم الواقعة شاهدت كل شئ، السيدة أول ماجاءت كان طرقها على باب العقار ملفت للأنظار، فعندما فتح لها "أحمد" قامت بإبعادة للخلف "زقته" وكانت تعلم مكان شقة شقيقته، فقامت بالطرق عليها بقوة، فهذا الذي جعل "أحمد" يخرجها خارج العقار

المتهمة لشقيقة المجني عليه: كانت بتقولها كلام مايتقالش

وأضاف الحاج "سعيد"، أثناء محاولة "أحمد" في أخذ الكيس الذي بحوزتها، سكب البنزين كاملة على الأرض، فحاول مسك الزجاجة حتى لا تفعل السيدة اي تصرف خارجي، فقام بخروجها خارج العقار، فقالت له "أنت بتزقني" فأثناء ذلك حاول "أحمد" مسح البنزين من على وجهه، ففي غمضة عين أمسكت السيدة عود الكبريت بحوزتها وألقته عليه، " أنا كل دا فاكرها بتتكلم معاه مفكرش هترمي حاجة عليه".

وتابع الجار، أن بعد القبض على المتهمة، لاحظت في القسم أثناء أخذ الأقوال، أن المتهمة وشقيقة المجني عليه وتدعى "أسماء"، كانت بينهن خلافات، وهذا كان واضح في القسم، قائلًا،" كانت المتهمة بتقول لأسماء كلام مايتقالش"، وواضح في خلافات كبيرة بينهن وكان من ضمن كلام المتهمة لشقيقة المجني عليه،"حسبي الله ونعم الوكيل"، وهذا دليل أن "أحمد" بعيدًا تمامًا عن خلافاتهم.

الجار: مسكناها وطلبنا الشرطة

"ألحق أحمد".. أوضح الجار، أنه كانت الكلمة الوحيدة اللي بقولها لأي حد من الجيران اللي بقابلهم، وأنا بجري ورا السيدة، وبالفعل أمسكتها، وأثناء ذلك قالت لي،" أنا كدا خلاص أخذت حقي"، فكانت في هذا الوقت تنادي على شخص، فخوفت تهرب، "مسكتها رجعتها للشارع والستات اتلموا عليها ضربوها لغاية مالشرطة جت".

المتهمة في القسم: عملت كدا ازاي هو ذنبه إيه

وتابع الجار في كلامه، أثناء وجود المتهمة في القسم، فجأة قالت،"أنا عملت كدا ازاي هو ذنبه إيه".

الجار: أحمد كان بيقول أنا فديت أختي


وقال الحاج "سعيد" في حديثه إلى "الفجر"، المجني عليه وجسده بيحترق ظل يردد عبارة واحدة "أنا فديت أختي.. أنا فديت أختي" ويقرأ القرآن ويقول الشهادة.

الضحية كان بيقرأ القرآن وراجل طيب

نفى الجار كل ماكتب عنه خلال الساعات الماضية، أن "أحمد" كان على علاقة بالسيدة وكان واعدها بالزواج لأن أحمد رجل طيب وعشرة سنين وعمرنا ماسمعنا عنه كلمة وحشة، أو أنه بتاع ستات، وعامل السطح بتاعه لقراءة القرآن، حتى لما جاءت السيدة كان قاعد فوق بيقرأ القرآن وبيأكل الكلب بتاعه.

وعن علاقته بالآخرين، قال الجار، دائمًا كان يجلس أحمد مع أصدقاء طيبين وهذه شهادة كل أصدقائه، عمرهم ماشافوا عليه حاجة وحشة، وفي آخر شهر له، كان دائم الخير للجميع، ويعمل أعمال سبيل، وآخر كلمة له على صفحته الشخصية:  النهاردة فوق الأرض بكرة تحت الأرض.

وطالبوا جيران الضحية "أحمد إبراهيم" بأخذ حقه: "مالهوش ذنب في اللي حصل ضحى بنفسه عشان أخته، حسبي الله ونعم الوكيل".

تحقيقات النيابة: حبس السيدة

أمرت النيابة العامة، بجنوب الجيزة، بحبس سيدة، 4 أيام على ذمة التحقيقات،لاشعال النار في جسد شاب بالهرم

باشرت النيابة العامة، بجنوب الجيزة، التحقيق في إشعال سيدة لرجل، بسبب خلافات تجمعها بينها وبين شقيقة المجني عليه، بالهرم

وقال أحد أفراد أسرة الضحية، إن المتهمة ليست مريضة نفسيا، وأنها كانت تربطهم بها علاقة جيرة سابقة، مؤكدين أنهم لا تربطها بالمجني عليه أى خلافات، وأنها كانت تخطط لإشعال النار بالمنزل بأكمله، وقتل جميع أفراده.

وتلقى قسم شرطة الهرم بلاغا يفيد إشعال ربة منزل النار بنجار، ما أسفر عن مصرعه، وانتقل رجال المباحث بإشراف الرائد أحمد عصام رئيس مباحث الهرم إلى محل الواقعة، وتم ضبط المتهمة، واقتيادها إلى ديوان القسم لاستجوابها، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.