صناع «القاهرة كابول» يتحدثون للفجر

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


طارق لطفى: أختى قالتلى «بن لادن» شكله أطيب منك

رغم النجاحات التى حققها الفنان طارق لطفى فى بطولاته المطلقة الأعوام الماضية، إلا أنه فضل البحث عن حيز أكبر من الإبداع بتقديم شخصية مركبة وشائكة لإرهابى يدعى الشيخ رمزى فى مسلسل «القاهرة كابول» ويراهن على هذه الشخصية فى دراما الشهر الكريم، عن الشخصية وتفاصيل أخرى فى المسلسل كان لـ«الفجر» هذا الحوار معه.

■حدثنا عن شخصية الشيخ رمزى التى تقدمها فى «القاهرة كابول»؟

- الشيخ رمزى هو مزيج لأكثر من شخصية واقعية فى عالم الإرهاب، كتبها السيناريست عبد الرحيم كمال بشكل رائع وممتاز، والجمهور سيتفاجأ جداً بتركيبة الشخصية فسيجد الشيخ رمزى فى مشاهد رجل رومانسى جدا، وفى مشاهد أخرى عنيف جداً وملىء بالتناقضات، وكان أمامى تحد كبير هو تصديق ما يقول الشيخ رمزى تماما، ليخرج بهذا الصدق للجمهور رغم عدائى ورفضى لما يقول، والحقيقة المخرج حسام على أيضا ساعدنى فى رسم شخصية الشيخ رمزى ويهتم بكافة التفاصيل.

■ ما الذى يجعل شخصًا مثل الشيخ رمزى يتحول إلى التطرف والإرهاب خاصة أنه فى البداية نراه شخصية طبيعية جدا تربت وسط أناس بسيطة ليتحول مع مرور الزمن للشيخ رمزى المتطرف الإرهابي؟

- الشخصية التى أجسدها، تدرجت بشكل كبير حتى وصلت لمرحلة من التطرف، والشخصية تحمل كم تناقض كبير، والمسلسل يناقش قضية مهمة لأساليب المتطرفين للسيطرة على العقول، أما مسأله لماذا تحول إلى النموذج المتطرف، فهذا يرجع لجار له أثر على تفكيره فى صغره، وكان يسمع له ويطمئن له، وهو ما نتج عنه حديث بينى وبين المؤلف عبدالرحيم كمال، عن بعض المدرسين يقولون أشياء للأطفال تلتصق فى ذاكرتهم، لذلك من المهم جدا مراجعة ما يقال لأطفالنا بالمدارس ونسألهم عن تفاصيل يومهم وبالتفصيل خاصة فى مسألة الدين لأن هذه الأفكار مهمة جداً، وتلتصق معهم من الصغر حتى أنهم يبنوا عليها باقى حياتهم.

■ كيف استعديت للشكل الخارجى للشخصية؟

- خارجياً أخذت الكثير من الوقت والدقة، فمثلا الدقن لم أحلقها لمدة عام كامل، وكنت أجلس على الأقل ساعتين مكياج قبل التصوير، وأول شخص يحضر اللوكيشن أنا والماكيير حتى ولو كان الموعد 5 الفجر، وكانت مسألة صعبة للغاية، لكنى أشكر محمد عبد الحميد الماكير لأنه أخلص جدا فى عمله وهو ليس بجديد عليه وأيضا ليلى المسئولة عن استايل الشيخ رمزى تعبت كثيرا خاصة أن الملابس جاءت من أماكن مختلفة فى كل مرحلة سواء من أفغانستان أو السعودية وغيرهما، وأوجه شكرًا خاصًا لسفيرنا المصرى فى أفغانستان والسفارة المصرية التى ساعدتنا كثيرا بشكل شخصى خاصة فى مسألة إرسال الملابس كان من الصعب الحصول عليها هنا».

■ بصراحة هل شخصية الشيخ رمزى هى تجسيد لأسامة بن لادن؟

- لا ولكن رسم الشخصية والمكياج جعل الكثيرين يعتقدون أنى أقدم شخصية بن لادن حتى أنه من أبرز التعليقات كانت من شقيقتى على صورة نشرت بالسوشيال ميديا مقسومة نصفين «بن لادن على الشمال وأنا على اليمين» فقالت لى: «بن لادن شكله أطيب منك والحقيقة أنه كان من ألطف التعبيرات والتعليقات التى جاءت لى على الشخصية وأنا بانتظار مشاهدة الجمهور ومعرفة تعليقاتهم، ورأيت بعض التعليقات طبعاً على الأفيش، وأحد الأشخاص أرسل لى «حرام عليكم أنتم بتهزروا ولا بتتكلموا بجد ده أنتم بس لو عديتوا من قدام الكاميرا هتعملوا لنا حاجة جامدة قوي» قاصدا المجموعة الموجودة فى الأفيش.

■ كيف ترى مشاركة كل من خالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب بالعمل، وهل ستكون هناك مبارزة فنية بينكم فى الأداء؟

- فكرة أن يكون فى المسلسل أسماء بحجم هؤلاء النجوم يجعل العمل بكل مشاهده، أكثر من مبدعة ويستحيل أن ترى مشهدًا فى مستوى أقل من المطلوب، وكانت مباراة لذيذة وكنت أستمتع بزملائى الشطار جدا وهم يمثلون.

■ البعض يرى أن شخصية الشيخ رمزى فى مظهرها تقترب لشخصية محفوظ زلطة التى قدمها الفنان الراحل محمود عبدالعزيز فى «باب الخلق» كيف ترى هذه المقارنة؟

- ده سؤال صعب جداً طبعاً «مفيش مقارنة» مع فنان بحجم الأستاذ محمود عبد العزيز الله يرحمه، الحقيقة أننا نقدم موضوع تانى خالص، «إحنا رايحين فى حتة تانية»، وهو أستاذ كبير وتعلمت منه الكثير وكنت محظوظًا لقربى منه فى الفترة الأخيرة من حياته وكانت فترة قصيرة جداً لكن قربت منه جدا وتعلمت منه أشياء كثيرة جدا لذا لا يجوز حتى التفكير فى المقارنة.

■ كيف ترى موهبة الشاب معتز حسام وكواليس التعاون معه خاصة أنه مازال فى بداية مشواره الفنى؟

- معتز ولد جميل وشاطر جداً وأنا أعتقد أنه سيكون له مستقبل لو حافظ على نفسه ولو ظل يعمل مع أشخاص جيدة تدفعه للأمام، وشاهدت له مسلسل «ممالك النار» وكان هايل، والكل كان يتعامل معه كممثل زميل ومهم، وهناك مشاهد كثيرة جدا بينى وبينه إن شاء الله.

■ هل توقف المسلسل لفترة ثم استئناف التصوير أثر سلبا على الأداء وكيف حافظت على روح الشخصية وتقمصها طيلة فترة الانقطاع؟

- لا أعتقد أنه أثر بشكل سلبى لأننا حرصنا جميعا على مراجعة أغلب المشاهد التى تم تصويرها قبل العودة كما أننا كنا مرتبطين بالعمل، وبلغنا أن فترة التوقف ستكون عاما لكن فعليا توقفنا قرابة الأربعة أشهر وبعدها عدنا للتصوير ثم توقفنا مرة ثانية، وعدنا من جديد فلم تكن هناك فترات انقطاع طويلة لكن بالطبع كان ولابد من مراجعة الأجزاء التى تم الانتهاء من تصويرها، وأنا من الناس التى اعتادت على كتابة الملحوظات على النسخة الخاصة بى فعدت لها وذاكرتها من جديد مرة أخرى، والحمد لله لم يؤثر ذلك على العمل وأعتقد أنه أثر إيجابياً لأننا انتهينا من العمل مبكرا، وكل شىء أخذ الوقت الذى يحتاجه مثل المونتاج، والتصحيح والجرافيكس هو ما صب فى مصلحة العمل.

■ بعد بطولاتك مؤخرا هل مازلت تفضل البطولة الجماعية أم البطولة المطلقة؟

- لو خيرتنى بين تقديم عمل وحدى وعمل آخر فيه خالد الصاوى وفتحى عبد الوهاب والأستاذ نبيل الحلفاوى وحنان مطاوع سأختار العمل مع هذه المجموعة بلا شك كما أن الكواليس كانت ممتعة ولطيفة للغاية.

■ أخيرا كيف رأيت الاحتفاء بالمسلسل منذ الإعلان عنه وقبل عرضه؟

- ناس كثيرة جداً الحمد لله معلقة بشكل إيجابى وناس كثيرة جداً الحمد لله شايفة إنه هيبقى حاجة مهمة، وباركوا لى ولم أصدق من السعادة فالمباركات توالت بمجرد طرح الأفيش وأتمنى أن نكون على قدر توقعات الناس.

حنان مطاوع: أكثر من نصف المجتمع محجبات وهو قناعة الشخصية التى أقدمها

تقدم حنان شخصية «منال»، التى رفضت أن تفصح عن الكثير من ملامحها الشخصية مؤكدة أن الفن للمشاهدة وليس للحكى، وعن هذه التجربة تحدثت الجميلة حنان مطاوع لـ«الفجر» فى هذا الحديث الخاص.

■ «القاهرة كابول» دراما اجتماعية تجسد المحاولات الخارجية فى تنمية الأفكار المتطرفة.. حدثينا قليلاً عن رؤيتك للدور والفكرة بشكل عام؟

- أولاً عندما جاءنى الورق كان مازال فى مرحلة الكتابة، فأتذكر أنى وقتها تسلمت فقط 5 حلقات هى التى كانت منتهية فقط، لكن بالطبع أستاذ عبدالرحيم كمال حكى لى الحدوتة التى ينوى كتابتها.. وأعجبتنى شخصية منال وبدأت فى مذاكرتها بحرص شديد.

■ حدثينا عن شخصية منال قليلا؟

- الحقيقة أننى لا أحب الحديث عن شخصية وأقتنع بأن الفن مشاهدة و«فرجة»، لابد من مشاهدة العمل وليس الحكى عنه، لكن بشكل عام أنا ألعب دور منال ابنة الأستاذ حسن، وهى نموذج المرأة المصرية التى تعبر عن الشريحة الأوسع من الشعب، فهى امرأة تتميز بالقوة والصلابة وخفّة الظلّ والعفوية، فضلاً عن كونها صاحبة موقف مِن كل ما يدور على الساحة.

■ تصوير العمل استمر فترة طويلة بعدما توقف أكثر من مرة هل هذا أثر عليك؟

- بالطبع فالانقطاع كان طويلاً جدا، فتصوير المسلسل استمر على مدار سنة ونصف السنة وتوقف لمدة 5 أشهر بسبب جائحة الكورونا والغلق التام، الذى حدث بمصر وقت الموجة الأولى، لكنى اعتدت عند مذاكرتى لكل شخصية أقدمها كتابة ملحوظات على كل مشهد «ما قبله وما يليه» بمعنى آخر «أنا جاية منين ورايحة فين» كشعور ومشاعر وأداء وأحاسيس، وذلك فى كل سكريبت لى ليس فقط فى «القاهرة كابول» خاصة أننا عندما ننصور المشاهد لا نصورها بشكل متتالٍ، وهذه الملحوظات تساعدنى فى معرفة المشهد اللى سبق عن ماذا يحكى والحالة الانفعالية الخاصة بى ومشاعر الشخصية فى كل مشهد حتى أنه أحياناً تصل ساعات التصوير لأكثر من 20 ساعة، وهو ما يحتم عليّ استرجاع إحساسى فى كل مشهد وبشكل عام لازم الدقة فى التفاصيل والتركيز هو ما يجعلنى أفقد الأداء.

■ حدثينا عن تواجدك هذا العام وسط كوكبة من النجوم؟

- المسلسل يستحق المشاهدة بسبب كل العناصر به ككتابة وكإخراج، ويستحق المشاهدة أيضا بوجود فنانين حقيقيين فكل واحد فيهم مدرسة وعلامة كبيرة، مسلسل «القاهرة كابول»، من وقت ما جاءنى وأنا أراه مسلسلاً رائعًا، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور، وأنا استمتعت جدا بالعمل فيه وأكثر مشاهدى كانت مع أستاذ نبيل الحلفاوى.

■ ما الصعوبات التى واجهتك فى كواليس التصوير؟

- هذا المسلسل بالأساس صعب جداً فى كل مشاهده، وإن كان الأصعب بالنسبة لى هو أن يكون هناك مشاهد سبق وصورتها وتم استكمالها بعد أشهر طويلة، فمثلا كان هناك مشاهد لى بالمنزل وبعدها مشهد أخرج فيه للشارع ثم مشهد أعود لمنزلى مرة أخرى، فأجد أننى صورت مشهد المنزل فى 2019 ثم مشهد العودة فى 2020، والفرق بين المشهدين دقيقة على الشاشة، لكن فعليا هناك فرق سنة كاملة فطبعاً أن أعود لنفس الحالة ونفس الأحاسيس ونفس الشكل ليس أمرًا سهلاً، كما أننى بدأت تصوير المسلسل وكنت لسه «والدة بنتى بقى لى 3 شهور ونصف» وبعدها صورنا 3 أشهر ثم استكملت مشاهدى بعد سنة أو سنة ونصف السنة من الولادة فطبعاً حتى المستوى الشكلى لى تغير، لذا أقول إن محاولة استرجاع شخصية منال حتى على مستوى الشكل كان أمرًا مهمًا حتى لا يشعر المشاهد بخلل فكان هناك تحديات كثيرة فى كل شيء.

■ هذه ليست المرة الأولى التى تظهرين بها بلوك المحجبة.. هل هذا يحدد ملامح الشخصية من وجهة نظرك؟

- لا على الإطلاق فنحن لا يمكن أن نغفل أن المجتمع المصرى أكثر من نصفه محجبات فأنا أرى أن الحجاب ليس ملمحًا للشخصية التى أقدمها، لكنه قد يرتبط مثلاً بالبيئة الاجتماعية أو الأفكار الخاصة بها أو بمدى تدينها فهو ليس مؤشرا للمستوى الاجتماعى قدر ما هو مؤشر لقناعات الشخصية

■ برأيك هل فعلا لابد من متابعة المعلومات التى يستقيها الأطفال من الآخرين خاصة فيما يتعلق بالدين حتى لا ينشأوا متطرفى الأفكار أو القناعات.. مثلما حدث مع شخصية الشيخ رمزى فى أحداث القاهرة كابول؟.

- بالطبع أرى أهمية ذلك، وهو يبدأ من وجهة نظرى من البيت للمدرسة، أهم حاجة بالمدرسة المحتوى الذى يقدم وكيفية تقديمه وهل يقدم بشكل علمى بالفعل فالمدرسة عليها واجب علمى والبيت عليه الواجب التربوى.

عبد الرحيم كمال: المسلسل جمع عتاولة الفن

حالة من الترقب يعيشها السيناريست عبد الرحيم كمال، مؤلف مسلسل «القاهرة كابول»، يقول مؤلف العمل إنه يتناول قصصاً مشوقة وأحداثًا مستمدة من المجتمع، ويرصد من خلال مسلسله مسيرة 4 أصدقاء يمثلون 4 أنماط مختلفة هم الإرهابى ورجل الأمن والفنان والإعلامى، ويستعرض خلال الأحداث حكاية الأصدقاء الأربعة الذين عاشوا طفولتهم معا كجيران فى أحد أحياء السيدة زينب، وتلقوا نفس مستوى التعليم والرعاية الصحية بحكم ظروفهم الاجتماعية والمادية المتوسطة والمتقاربة، متنقلين فى الأزمنة بين السبعينيات والعام 2011، ويظهر المسلسل الاختلافات التى طرأت على شخصياتهم لدرجة تصل حد التناقض، ويثير تساؤلا ما الذى جرى لتلك الشخصيات؟ وما انعكاس تلك التغييرات التى تعرّض لها الوطن؟.

وأشار كمال إلى أن طارق لطفى تحول إلى أحد التكفيريين، فيما يصبح فتحى عبدالوهاب رجل أمن مكلف باعتقال الأول، من جانب آخر يطل خالد الصاوى بدور رجل الإعلام الذى يسلط الضوء على تلك الحالة، نافيا كل الشائعات التى تطرقت إلى تجسيد أحد رموز الإرهاب أو الإعلام بعينها مؤكدا أن لطفى ليس بن لادن ولا فتحى عبد الوهاب يجسد شخصية يسرى فودة فكلها تشبيهات خيالية ليس لها علاقة بالواقع، قائلا: «لكن بالطبع الواقع هو الأساس والخيال ابن الواقع والواقع ابن الخيال»، لكن ليس الأشخاص بعينهم. من جهة أخرى أكد عبد الرحيم كمال أن توقف تصوير المسلسل لفترة لم يؤثر على كتابته لأنه لم يغير شيئا من الأحداث أو يضيف مشاهد ولم يغير النهايات لأنه ببساطة بحسب قوله: «التأجيل له علاقة بالتصوير، وليس بالكتابة فالنص الذى كتبته هو ما تم تصويره بالفعل». وعلق كمال عن المبارزة الفنية بين نجوم العمل طارق لطفى، وخالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب، ونبيل الحلفاوى، وحنان مطاوع قائلا: «بالتأكيد ستكون لصالح الجمهور، إحنا معانا ناس من أهم نجوم مصر ممثلين عتاولة بالمعنى الحقيقى وأنهى حديثه: أنا فرحان إنهم اتجمعوا فى مسلسل واحد».