هل يظهر الغائب؟
عاجل- بين الفلك والدين والاستراتيجيات.. هل ستعود شخصية حسن نصر الله للحياة كما توقعت ليلى عبد اللطيف؟
في تطور مفاجئ، أثارت توقعات خبيرة الفلك اللبنانية ليلى عبد اللطيف جدلًا واسعًا بعدما أشارت إلى عودة شخصية هامة من الموت، ما أثار تساؤلات حول هوية هذه الشخصية. التكهنات بدأت تدور حول عدة أسماء بارزة، وكان أبرزها حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، مما دفع الكثيرين للتساؤل عما إذا كانت عبد اللطيف قد قصدت نصر الله في توقعاتها المثيرة للجدل. هذه التكهنات جاءت لتضيف المزيد من الإثارة إلى الساحة السياسية والإعلامية، في انتظار توضيحات أو تفسيرات من المعنية بالأمر.
قبل اغتيال حسن نصر الله
ما يُضفي على توقعات خبيرة الفلك صفة الغموض هو تحقق بعضها بالفعل بعد فترات زمنية قصيرة، كان آخرها ما يتعلق باغتيال شخصيات قيادية واستمرار عمليات الاغتيال في لبنان.
تنبؤات بمقتل شخصيات.. رحيل الكبار
في بيان مفاجئ، أعلن حزب الله اللبناني عن مقتل أمينه العام، حسن نصر الله، بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتله، وهو ما أشعل موجة من الجدل والتكهنات في الساحة السياسية والإعلامية. هذا الحدث جاء متطابقًا مع توقعات خبيرة الأبراج اللبنانية ليلى عبد اللطيف، التي توقعت في إحدى البرامج التلفزيونية قبل أيام أن يد الغدر ستطال إحدى الشخصيات القيادية اللبنانية، مما سيؤدي إلى اضطرابات واسعة في الشارع اللبناني. تصريحها أثار حينها دهشة المتابعين، لكنه اليوم يبدو وكأنه تحقق.
ليلى عبد اللطيف كانت قد صرحت بأن عام 2024 سيشهد اغتيالات سياسية قد تطال شخصيات بارزة من الساحة اللبنانية، وهو ما أكدت عليه في حديثها، مشيرة إلى أن الأحداث القادمة ستشمل تغييرات جذرية واغتيالات لرموز سياسية وفنية. هذه التوقعات أثارت العديد من التساؤلات حول مدى دقة توقعاتها وحول الهوية الحقيقية للشخصيات المستهدفة، ولكن توقعتها عن نصر الله أثارت ضجة أكبر بعد الإعلان عن مقتله.
التوتر في لبنان بدأ يتصاعد فور إعلان وفاة نصر الله، مع بروز إشارات إلى خلافات محتملة بين حزب الله وحركة أمل، وهو ما توقعته ليلى عبد اللطيف أيضًا. فقد أشارت في حديثها إلى أن هذه الخلافات قد تشعل فتيل توترات سياسية كبيرة، ما يستدعي تدخل القيادات لمحاولة إعادة الاستقرار وتهدئة الأمور بين الفصائل اللبنانية.
هذه التطورات جعلت الأوساط اللبنانية والعربية تتأمل في إمكانية تصعيد الأحداث أكثر، وما إذا كان لبنان على وشك الدخول في مرحلة جديدة من الاضطرابات. ومع توقعات ليلى عبد اللطيف التي تشير إلى رحيل شخصيات أخرى بارزة، يبقى التساؤل حول مدى تأثير هذه الأحداث على المشهد السياسي في لبنان خلال الفترة المقبلة.
أرى لبنان مسرحًا للاغتيالات
"أرى لبنان مسرحًا للاغتيالات" كلمة قالتها ليلى عبد اللطيف، في إشار لعودة الدماء في لبنان، حيث توقَّعت عودة عمليات التخلُّص من رؤوس كثيرة داخل بـ “بلاد الأرز”؟
وعلى نهج "أرى رؤوسًا قد أينعت"، سافرت تنبُّؤات الفلكية، فذكرت، خلال إحدى اللقاءات الإعلامية: “وربما بيهدد هذا الخطر أكتر من شخصية، وكمان فيه شخصية سياسية مرموقة بتتعرض للاعتداء الجسدي أثناء زيارتها لإحدى الدول، ما يسبب ضجة إعلامية واسعة بسبب هذا الاعتداء لأنّه مانه مرغوب فيه”. مى فسَّره البعض بأنَّها أصابت، لا سيَّما بعد مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، والذي بالفعل لقي حتفه داخل إيران.
السؤال: هل تنبأت ليلى عبد اللطيف باستهداف حسن نصر الله؟
الواقع إنَّ ليلى عبد اللطيف، تنطق بعبارات، تزعُم أنَّها تنبُّؤات ستحدث، لكنَّها في الحقيقة لا تذكر اسم أحد على وجه الخُصوص، أو شخصية بعينها. فعلى غرار ذلك لم تذكر “عبد اللطيف” اسم حسن نصر الله، ولم تُشر إلى شخصه، بل تنبَّأت بحدث كبير ضمن أحداث كٌبرى تحدث في العالم والشرق الأوسط، الذي يعاني من صراعات، وربما تكون الاغتيالات واحدة منه.
ماذا يعني علم الفلك؟
حسب منصة "جوجل للفنون والثقافة"، علم الفلك هو علم طبيعي يدرس الظواهر الفلكية والأجرام السماوية. يستخدم علم الفلك الرياضيات والفيزياء والكيمياء لشرح أصل وتطور تلك الظواهر والأجرام. تشمل الأجرام المثيرة للاهتمام الكواكب والأقمار والنجوم والسدم والمجرات والمذنبات. تشمل الظواهر، وعلم الكون هو فرع من فروع علم الفلك. يدرس الفضاء الكوني ككل.
علم الفلك من أقدم العلوم الطبيعية، وقد قدمت الحضارات المبكرة في التاريخ المسجل ملاحظات منهجية لسماء الليل. ومن هؤلاء البابليون واليونانيون والهنود والمصريون والصينيون والمايا والعديد من الشعوب الأصلية في الأمريكتين. في الماضي، كان علم الفلك يتضمن تخصصات متنوعة مثل علم القياسات الفلكية، والملاحة الفلكية، وعلم الفلك الرصدي، وصنع التقويمات. في الوقت الحاضر، غالبًا ما يُعد علم الفلك الاحترافي مرادفًا لعلم الفيزياء الفلكية.
ينقسم علم الفلك الحالي إلى فرعين علم الفلك النظري وعلم الفلك الرصدي. يركز علم الفلك الرصدي على الحصول على البيانات من ملاحظات الأجرام الفلكية. ثم يجري تحليل هذه البيانات باستخدام المبادئ الأساسية لعلم الفيزياء.
بين الفلك والتنجيم وعلم الله الأعظم
شتَّان بين علوم الفلك التي قامت عليها الحضارات، ومجال التنجيم، الذي يقوم على تنبُّو ما سيحدث في المستقبل، الأمر الذي قد يؤمن به البعض إيمانًا قطعيًا وينظمون عليه واقع حياتهم، والبعض يقرأه من باب الفضول والتسلية، وهذه التس اشتهرت بها العديد من الصحف الورقية في أخبار حظك اليوم وأنت والنجوم، وتحت مسمَّيات كثيرة.
ومن غموض التنبُّؤات إلى صُحبة علماء الدين، أوضحت دار الإفتاء المصرية في تغريدة على تويتر الفرق بين علم الفلك والتنجيم، مشيرة إلى أن الشريعة لا تحرم علم الفلك القائم على الدراسة الدقيقة والحسابات العلمية، بل تعتبره من فروض الكفايات التي تسهم في تنظيم مصالح الدين والدنيا، مثل مواقيت الصلاة وتفسير الظواهر الكونية. في المقابل، نبهت إلى أن النصوص الدينية تذم التنجيم المبني على الظن والتخمين، لما فيه من تضليل وأضرار على الناس.
من جانبه، حذر مفتي السعودية الأسبق، عبد العزيز بن باز، من التعلق بالتنجيم والحظ والطالع، معتبرًا إياه من أعمال الجاهلية التي أبطلتها الشريعة، لما فيها من شرك بالله واعتماد على العرافين والكهنة الذين يدعون علم الغيب، مما يؤدي إلى تضليل الناس وتغيير عقائدهم.
ماذا قال المحللون؟
قبل اغتيال نصر الله، باتت كل توقعات السياسة بأنَّ إسرائيل تعيد المحاولة؛ للانتقام مما حدث لهم على يدي حزب الله في 2006، إلَّا أنَّ توقُّعات كانت على جنبات المشهد، تنظر إلى حزب الله وإيران وإسرائيل على كونها مسرحية، لا سيَّما بعد استهداف “هنية” داخل العاصمة طهران، وثارت توقُّعات بأنَّ إيران تظل صامتة، وأنَّها لن تحرِّك ساكنًا.
لكنَّه كانت قد نشرت نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تقريرا تحدثت فيه عن اللحظة التي كان يُمكن فيها لإسرائيل اغتيال الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصرالله بشكل مباشر. التقارير التي صدرت داخل من صحف جيش الاحتلال كانت تؤكِّد وبشكل واضح وصريح. فبعض الآراء من رجال سابقين داخل الجيش والمخابرات الإسرائيلية باتت تؤكِّد إمكانية توجيه ضربات صريحة لحزب الله وللجنوب اللبناني، دون داعٍ لإهدار القدرات.
ختامًا، بعد وفاة شخصيَّات كثيرة تنتشر معلومات وتُثار أقوال غير دقيقة حول عودتهم، لا سيَّما إن باتوا مقتولين أو راحلين عن مناصبهم؛ ليرد الخبراء بعدم صحة ذلك، وتؤكِّد الأحداث بأنَّ الأمر الواقع ما قد حدث، وأنَّ الومان لا يعود، وأنَّ التاريخ يمر والمستقبل يأتي بجديد.
والأن بين بين تنبُؤات عودة الغائب وعيون عالقة نحو الشخص المنتظر، وأحداث دامية في إطار صراع مخرِّب، هل ستعود شخصية حسن نصر الله للحياة كما توقعت ليلى عبد اللطيف؟