أبرزها زعزعة استقرار القارة السمراء.. تقرير يوضح حقيقة أهداف أنقرة والدوحة بأفريقيا
جملة من الحقائق تؤكد أن هدف تركيا وقطر في الأساس زعزعة استقرار القارة بالإرهاب لتحقيق مصالح اقتصادية وسياسية
في ظاهرها مساعدات وتعاون، وفي باطنها
سم يخترق أفريقيا لإخضاعها للأجندة القطرية التركية الرامية لإعادة رسم خارطة
القارة السمراء، عبر تأجيج الصراعات وخلق المحاور المتضادة والمتناحرة، وفقا للعين
الإخبارية.
مخطئ من يصدق يافطات المساعدات والدعم
التي يرفعها البلدان غطاء لتواجدهما في القارة الأفريقية، لأن الحقائق والمعلومات
المسربة أثبتت أن هدفهما المنشود هو التجسس والنهب والإرهاب.
تغلغل مسموم حاول أمير قطر تميم بن حمد
آل ثاني والرئيس التركي رجب أردوغان التعتيم عليه، قبل أن تفضحه إحداثيات أجندتهما
القائمة على كافة أنواع الاختراق الاستخباراتي والسياسي والاقتصادي.
مخططات خبيث ضمن سلسلة تقارير حول
أطماع أردوغان في القارة الأفريقية، تعتمد على أدوار مختلفة يشكل فيها كل نظام
فيها عباءة للآخر، سواء في تمويل ودعم التنظيمات الإرهابية في بؤر التور، أو المساعدات
العسكرية، أو التجسس عن طريق الاستثمارات الاقتصادية، وتحريك الخلايا الإخوانية
النائمة بالتوازي مع التوترات السياسية والأمنية في عدد من دول القارة.
ولا تعتمد أنقرة في أجنداتها المشبوهة
على التدخلات العسكرية فقط، بل لجأت، عبر وكيلها الدوحة، إلى تكبيل دول أفريقية
بالدعم العسكري، مقابل محاولة شراء مواقف أنظمة بالقارة لمحاصرة مصر والسعودية
والجزائر، والتشويش على أدوارها الفاعلة فيها، وفق خبراء أمنيين.
أما قطر، فحاولت بالسنوات الثلاث
الأخيرة، إخفاء جرائمها في دعم متمردين وجماعات إرهابية بدول أفريقية، لاستحداث
أدوات ضغط جديدة لاستعادة نفوذها المتراجع.
ففي يناير الماضي، سلمت قطر 68 مدرعة
عسكرية للصومال، الساحة التي يقول خبراء أمنيون إنها باتت مرتعاً مشتركاً للدوحة
وأنقرة للضغط على مصالح دول عربية أبرزها مصر والسعودية.
تتماهى المصالح الاقتصادية لأنقرة
والدوحة في القرن الأفريقي والساحل مع حساباتهما الاستراتيجية، تماما كما تتطابق
أهدافهما وأيضا أساليبهما المعتمدة على سياسة الاختراق، سواء كان ذلك بشكل ناعم
عبر المساعدات واتفاقات وبروتوكولات التعاون، أو خشن عبر القواعد العسكرية.
وتدرك
أنقرة أن أفريقيا تشكل العمق الاستراتيجي والردهة الخلفية التي تمنح المسيطر عليها
فرصة سانحة لضرب الخصوم في الشرق الأوسط، وهذا ما تفعله عبر معولها المسموم
الدوحة، والتي كثفت تحركاتها باتجاه القرن الأفريقي عقب جولة أجراها، مطلع العام
الجاري، قائد الجيش القطري إلى كينيا ورواندا والسودان وإثيوبيا.
ولم يقتصر الاختراق القطري على القرن
الأفريقي، فقد سبقته منطقة الساحل التي كانت أول بؤرة لتقاطع مؤامرات نظامي الدوحة
وأنقرة على القارة السمراء، بعد سنوات من دعم الجماعات الإرهابية في مالي.
وكانت الفترة من 2018 إلى 2019 بداية
الاختراق الجديد للساحل، بعد أن سلم نظام الحمدين بأمر تركي مدرعات لدول مالي
وبوركينا فاسو وتشاد.
في
الأثناء، كانت أنقرة تبث سمومها، بتوجيه تركي، في المنطقة، عبر دعم التنظيمات
المتطرفة، ما جعل مالي تغرق، انطلاقا من 2012، في أزمة أمنية بدأت بمناطقها
الشمالية قبل أن تتوسع إلى وسطها.
كما تعاني بوركينا فاسو من إرهاب
تفاقمت وتيرته عقب الإطاحة بنظام بليز كمباوري، تغذيه الدوحة عبر علاقاتها الوطيدة
مع تنظيمات «القاعدة» و«داعش» وغيرها.
تحرك الدوحة تزامن مع خروج تقارير
غربية فضحت دور النظام القطري في دعم الإرهاب بأفريقيا، خصوصاً في ما تعلق بتمويل
حركة «الشباب » الإرهابية في الصومال وتمويل ودعم معسكراتها في كينيا.
الدور نفسه تلعبه الدوحة مع المعارضة
التشادية المسلحة التي تتخذ من جنوبي ليبيا معقلاً لها، كما تقيم تحالفات مع
جماعات إرهابية شمالي مالي تتبع تنظيمي القاعدة وداعش، والمعروفة بتمددها إلى
بوركينافاسو ونيجيريا والنيجر والقريبة من الحدود الجزائرية.
ومن بين الفضائح القطرية في دعمها
للإرهاب، ما كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في يوليو 2019،
في تسريب صوتي بين سفير قطر في مقديشو ورجل أعمال صومالي مقرب من تميم بن حمد، أكد
تورط نظام الدوحة في دعم عملية إرهابية في منطقة "بوصاصو" بالبلد
الأفريقي.
وتصف تقارير إعلامية وأمنية غربية إلى
أن التورط القطري في دعم وتمويل الإرهاب في أفريقيا بـ«المعقد والمتشابك»، كونه
يعتمد على وسطاء غير رسميين وشخصيات أخرى نافذة وعمليات تجسس سرية بالتعاون مع
المخابرات التركية التي تضمن لقطر تغطية استخباراتية دقيقة.
تقارير ووثائق عديدة فضحت دعم النظام
القطري لحركة بوكو حرام الإرهابية في نيجيريا، حيث ذكرت تقارير إعلامية غربية
وأفريقية أن الدعم تجلى في دخولها دائما على خط دفع الفدية لرهائن أخطر تنظيم
إرهابي بالقارة السمراء.
كما
عملت الدوحة على تثبيت عدم الاستقرار في نيجيريا، من خلال نسج علاقات مع تنظيمات
طائفية تابعة لإيران، وتمويلها تحت غطاء الاستثمارات والحملات الإغاثية.
أما في ليبيا، فتشي التطورات والأحداث
المتلاحقة أن هذا البلد العربي الكبير وقع ضحية مؤامرة محكمة جديدة من النظامين
التركي والقطري قبل إغراقه بالدواعش والمرتزقة، بعد أن سعت الدوحة في السنوات
الخمس الأخيرة إلى زيادة حجم تنسيقها وتواصلها مع تنظيمات إرهابية ومليشيات تشادية
لخدمة المخطط التركي.
ولعل التقرير الصادر عن جهاز المخابرات
الفرنسي الذي كشف عنه أوائل هذا العام، والمتمثل في مذكرات من «الإليزيه»، يميط
اللثام عن حقيقة الدور القطري في دعم الإرهاب بأفريقيا بشكل يخدم المصالح التركية
أيضا.
وحذر التقرير من "سخاء قطر في
مناطق أفريقية عدة»، واصفا هذا السخاء بـ"غير البريء ».
كما أشار إلى أن الدوحة "لم تكتف
فقط بكثافة أموالها في أفريقيا بل أغرقت مناطق نزاع بأكملها بالسلاح".
وكشف التقرير الاستخباراتي عن قيام
نظام الحمدين بـ"إدخال قوات خاصة قطرية إلى شمالي مالي، أشرفت على تدريب
عناصر حركة أنصار الدين الإرهابية الناشطة بالمنطقة.
وتأكد
ذلك بعد اتهام السلطات المحلية لمدينة "غاو" شمالي مالي الدوحة بتمويل
الإرهابيين المسلحين في المدينة، وهو النشاط المشبوه الذي أزعج الجزائر، وفق
تقارير إعلامية محلية.