رجاء تتحدث عن نفسها

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


«كل شىء فى حياتى كان صدفة ولم أختر شيئاً، سواء المسرح أو السينما أو عارضة الأزياء أو حتى الزواج من حسن مختار أحد أفضل حراس مرمى مصر والعالم العربى»، فالمصادفة لعبت دورا كبيرا فى حياة رجاء الجداوى كما حكت فى لقائها ببرنامج «المشهد» مع الإعلامية جيزال خورى.

فرجاء الجداوى أو نجاة على حسن الجداوى التى رحلت عنا مؤخرا عن عمر 82 عاماً، احترفت فى السينما وفى عروض الأزياء وفى المسرح والتقديم التليفزيونى والتقديم الإذاعى وقدمت للفن ما يقرب من 300 عمل فنى.

اعتبرت اسمها الحقيقى هو الجوهر ولكن مدرستها الإيطالية فى المدرسة الداخلية هى من غيرت اسمها.

حكت الجداوى فى الحلقة عن خالتها الفنانة تحية كاريوكا وقالت إنها هى من تولت تربيتها وأدخلتها مدرسة الفرنسيسكان الداخلية، وأدخلت شقيقها فاروق «فرير دى لاسال»، ولأن تحية كانت كثيرة السفر، أحضرت لهم مربيات، مربية «إيطالية» لرجاء ومربية أخرى لفاروق «يونانية» وكانت تراهما تحية فى الإجازات فقط «سبت وأحد» من آخر كل شهر وكانا يخرجان من المدرسة يوم السبت ليقضيا معها اليومين فى البيت ويرجعان يوم الأحد مساءً كل إلى مدرسته الداخلية.

وعن تجربتها فى المدرسة الداخلية قالت: «المدرسة الداخلية علمتنى الاعتماد على نفسى، وكان الكتاب هو صديقى فأدى إلى تنمية ثقافتى وهو الوحيد الذى من خلاله أخرج خارج سور المدرسة وأدخل فى عوالم أخرى غير الحدود التى أتواجد بها فى المدرسة الداخلية، ونمى كل شىء بداخلى»، أما عن شخصيتها فقالت: «لو كان فى حاجة حلوة فى رجاء الجداوى يبقى اتزرعت من خلال أمى اللى أنجبتنى ومن خلال خالتى تحية اللى زرعت فيا كل شىء حلو ممكن يكون فيا دلوقتى».

وأكدت رجاء أن تحية كاريوكا أثرت فيها كثيراً قائلة: «طنط تحية إنسانة عظيمة أوى هى إمرأة فنانة وإنسانة فى الوقت نفسه، ولكنها إنسانة أكثر، سياسية ووطنية عندها عطاء لا حصر له، ولديها مشاركة وجدانية مع الآخر وممكن تدى لحد محتاج آخر جنيه فى جيبها وترجع البيت تستلف من البواب، وكانت تساعد الكثير من غير المقتدرين من أعمار مختلفة»، وأضافت رجاء أنها لو أرادت وصف تحية كاريوكا فى كلمة واحدة سوف تكون «العطاء».

ولكن رجاء بعد فترة عادت لوالدتها التى مرت بأزمة فى حياتها فغضبت منها تحية بشدة، فكان على رجاء أن تعمل لتوفر لوالدتها المال اللازم وكانت وقتها تتحدث العربى بطريقة تشبه الجزائريين لتأثير الفرنسية عليها.

وبالفعل بدأت العمل فى جراج يمتلكه صديق خالتها، المعاناة كانت حينما امتنعت خالتها من دفع مصاريف مدارسها الداخلية كعقاب لها.

ولم تذهب رجاء إلى المدرسة مرة أخرى، وكان متبقيا لها عام واحد وعام آخر منحة، لأنها كنت السادسة على القطر المصرى فى المدارس الفرنسية، وقالت: «وقتها لم أكن أمتلك سوى جزمة وحيدة وهى جزمة «باليه»، واتقطعت هذه الجزمة ولم يكن لدى الإمكانية لشراء جزمة أخرى.

وتحكى رجاء بأن هذه الفترة كانت نقلة كبيرة من أن تعتنى بها مربية إيطالية وكونها طالبة فى مدرسة داخلية لتصبح عاملة فى جراج أتوبيس، فكان من الممكن أن يؤدى لخلل نفسى ولكن ما حدث بعدها هو التوازن فقد تقبلت الأمر بصدر رحب.

والمصادفة قادتها لتعمل كعارضة أزياء فتقول إنها لم تكن تعلم ماذا يعنى عارضة أزياء وقتها أو مانيكان، ولم تكن حضرت من قبل ديفليه حتى ذهبت فى حفلة ضمن حفلات ضفاف النيل مع شقيقتها وزوجها وكان فى حديقة الأندلس، وكانوا فى الحفل يختارون سمراء القاهرة وكانت وقتها بشعر طويل للغاية وتصف نفسها بأنها كانت بنت عادية صاحبة وجه مريح ورفيعة للغاية، وعندما صعدت المتسابقات إلى المسرح لم يجدوا أحداً فى المستوى، فبدأوا يبحثون وسط الجمهور الحاضر للحفل عن فتاة مناسبة، واختارونى ولبسونى وشاحاً وأصبحت سمراء القاهرة.

رجاء بعدها رشحت لتشارك فى مسابقة ملكة جمال القطن المصرى، وكانت اللجنة مكونة من على أمين، فتحى أبو الفضل، كمال الملاخ وصلاح جاهين، وسألوها وقتها عن القطن المصرى وجاوبت بالفعل عن جميع الأسئلة فأعجبوا بها وحصلت على لقب ملكة القطن المصرى عام 1958، جائزتها كانت تذكرة هدية للسفر إلى فرنسا.

مصادفة كانت فى حضور «بيير كلوفاس» مصمم أزياء يونانى مصرى شهير ولم تكن رجاء تعرفه وقتها، إضافة إلى حضور المخرج هنرى بركات مخرج «دعاء الكروان»،

وقالت عن هذه الواقعة: بيير كلوفاس قال: البنت دى تنفع تكون مانيكان تعرض فساتين، وفى الوقت نفسه هنرى بركات أخذنى وقاللى سوف تجسدى خديجة بنت المأمور فى دعاء الكروان وكنت وقتها لا أجيد الكلام بالعربى.

دربها أحمد البدوى على الإلقاء ومخارج الألفاظ فأصبحت منذ هذه اللحظة ممثلة وعارضة أزياء فتعلمت وقتها كيف تجلس وكيف تتحدث وكيف تضحك وكيف تنظم السفرة وتقدم الشاى وترتيب الورود، فلابد من التدريب على كل هذه الأمور لتكون سيدة مجتمع راقية وعارضة أزياء.

ومن كواليس مشاركتها فى فيلم «دعاء الكروان» أول أفلامها حكت رجاء بأنها كانت تقول لفاتن حمامة «يا طنط» وكانت تتعامل معها بعشم شديد بحكم صداقتها بخالتها تحية كاريوكا، فكانت تدخل عليها غرفة الماكياج، فانزعجت منها فاتن وطلبت منها أن تستأذن أولا قبل دخول غرفتها فتعلمت منها أصول المهنة والاحترام.

زواج رجاء الجداوى من لاعب الكرة حسن مختار كان أيضا محض مصادفة، فكانت خالتها تحية كاريوكا تعرض مسرحية «روبابيكيا» فى السودان وكانت البطلة نبيلة عبيد قد اعتذرت عن السفر مع العرض فطلبوا من رجاء تجسيد البطولة وتقول رجاء بأنها تعجبت من اختيارها لأن نبيلة كانت تمتلك مقومات الأنوثة عنها، وهناك التقت بحسن مختار وتقول عن هذا اللقاء: «كان هناك واحد من الفرقة يجلس ويضع رجله على السور وما لفت نظرى هو أن «رجليه حلوة أوى ونضيفة أوى» وأنا يلفت نظرى أوى فى الراجل ايديه ورجليه وماسك كتاب «how to learn English without a teacher» فسألت عنه وقالولى ده اسمه حسن مختار.

فى اليوم التالى قابلته وبدأت تتوطد العلاقة رغم أنهم «غلسوا» على بعض فى البداية، ولكنه ذهب لها لمدينة الخرطوم حينما غادرت مع الفرقة ووقتها طلب منها الزواج ولم تكن تفكر فى الزواج بسبب مرض والدتها، فكانت تفكر فى أن تعمل من أجل أن تعالج أمها، فسألته عن راتبه وحينما علمت بأنه 55 جنيهاً فقط ردت مازحة بأنه غير مناسب وبأنها تريد زوج غنى يموت بسرعة، وكانت وقتها 23 عاما، وبعدها تقدم بالفعل لخطبتها وتم كتب الكتاب بسرعة فلم ترتب لشىء ولكن استمر الزواج 46 عاما رغم أنها لم تكن تعرفه بشكل كافٍ، وكان الأمر قد يصبح مقلباً وقد أنجبت منه ابنتها الوحيدة أميرة.

وقالت رجاء جملة عن زوجها الراحل: «حسن مختار لم ير فى حياته إلا الكرة ورجاء الجداوى وأنا تحركت فى المجتمع كثيراً ولكن ظل حسن مختار هو «حارس مرمى قلبى».

أن تعمل مذيعة أيضا كان مصادفة فهى أيضا لم تفكر فى هذه الخطوة حتى حدثها طارق الكاشف من قناة «أوربيت» وطلب منها وفوجئت بأنهم يرغبون بأن تقدم برنامجاً منذ عامين وهو برنامج «إسألوا رجاء» ورحبت رجاء بالفكرة لأنها وجدتها فرصة لتعرف الجمهور على جوهرها وثقافتها وليس أدوارها وشكلها فقط، وعملت فى أوربيت لمدة 14 عاماً، فكان الجمهور قبل البرنامج يظنون أنها شخصية سطحية لكنهم أصبحوا ينتظرون الحلقات ليسمعون رأيها.

تحدثت رجاء الجداوى أيضا خلال الحلقة عن مشاركتها فى أكثر من عمل مع عادل إمام وقالت «ده أستاذى وصديقى واخويا وعشرة 20 سنة من أحلى 20 سنة فى عمرى لأنى كنت بضحك كل يوم فيهم من قلبى ومعجزتش فيهم عشان كنت واقفة جنب عادل إمام على الرغم من أنه كان بيقول نفس الكلام ولكن بنفس متغير واسلوب مختلف يجعلك تشعرين انك تسمعيه لأول مرة».

وعن أعمالها قالت إنها تحب «إشاعة حب» لأن الفيلم أعاد اكتشاف يوسف وهبى فى الكوميديا وكذلك عمر الشريف وسعاد حسني، فهى تعتبر دعاء الكروان وإشاعة حب من أهم الأعمال فى هذه الفترة فى حياتها وتركوا بصمة كبيرة مع الجمهور.

وفى الحقبة الثانية لحياتها الفنية اعتبرت «أيام فى الحلال وبريق عينيك وحنفى الابهة» وفيلم من 30 سنة من الأعمال التى تحبها.

رجاء تحدثت عن هجومها على الإخوان وقالت «لا أتحدث فى السياسة فكل ما أريده هو أن يعيش الإنسان بكرامة ويمتلك ما يجعله لا يحتاج».

وقالت إنها قابلت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى عام 1961 فى رحلتها للهند لعرض أزياء وكان عاشقاً لمصر وبأن الرئيس محمد أنور السادات كان صديقاً لخالتها تحية ولأسرتها وهى تحب جيهان السادات، كما أنها أيضا التقت الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك فى عيد الفن كما أنها تحب الرئيس عبد الفتاح السيسى كثيرا.