الجزائر: "القبائل" تقاطع الانتخابات الرئاسية
أعلنت مدن تيزي وزو كبرى مناطق القبائل في شرق الجزائر العاصمة، حملة مناهضة للانتخابات الرئاسية المقررة، غداً الخميس.
وأخلت القبائل المدن الجزائرية، من أي أثر لملصقات،
أو لوحات إعلانية للانتخابات، التي خرجت حشود عبرت عن رفضها لها في جميع أنحاء الجزائر.
وكانت جدران المدينة الرئيسية في منطقة
القبائل، قد امتلأت بالدعوات لإضراب عام لقي استجابة واسعة، ما يدل على التعبئة ضد
الانتخابات الرئاسية في هذه المنطقة الناطقة بالأمازيغية، والمعارضة تاريخياً للسلطة.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أوضح عمار
بن شيكون، وهو جالس أمام محله المغلق "الإضراب ضربة قوية ضد الانتخابات. نريد
أن تكون نسبة التصويت هنا صفراً".
في اليوم الأول من الإضراب الذي بدأ الاحد،
أغلقت المحلات والادارات أبوابها، ما عدا الصيدليات.
وأمام مقر الدائرة، الهيئة الحكومية التي
تضم عدة بلديات، تجمع مئات المتظاهرين الرافضين للانتخابات ومنهم بوجمعة لخضاري، الذي
قال: "هنا لا إمكانية لأن يضع أي ناخب ورقة تصويت في الصندوق. وفي الحقيقة لا
توجد صناديق، ولا مكاتب اقتراع!".
منذ بداية الحملة الانتخابية في 17 نوفمبر
الماضي، بنى المتظاهرون جدراناً على مداخل كل الدوائر الإحدى والعشرين في تيزي وزو.
وقال مقران: "يريدون تنظيم الاقتراع خفية، لكننا لن ندعهم يفعلون ذلك".
وفي الأسابيع الثلاثة للحملة التي انتهت
الأحد، لم يزر أي من المرشحين الخمسة تيزي وزو، أو بجاية، المدينة الثانية في منطقة
القبائل.
والأحد، وعلى بعد بضع مئات من الأمتار من
مقر الدائرة، أين انتشرت الشرطة التي اعتمر عناصرها الخوذات، وتسلحوا بالدروع، تقدم
العشرات من الشبان يحملون الطوب الآجر، وأكياس الأسمنت في صف واحد نحو مدخل المبنى.
وتحت تأثير الأعداد المتزايدة من المتظاهرين،
انسحبت الشرطة، فعلت هتافات الفرح.
وهتف المحتجون: "جزائر حرة.. ديمقراطية"
بعد بناء جدار من الآجر أُقفل الباب تماماً، وكتب عليه مجموعة من الشباب بالأمازيغية
"لا للانتخابات".
ورفع المتظاهرون الأعلام الجزائرية والراية
الأمازيغية التي منع الجيش حملها في تظاهرات الحراك الشعبي ضد النظام في الجزائر منذ
22 فبراير(شباط) ولا يزال مستمراً تحت شعار رفض الانتخابات الرئاسية.
ومع انطلاق الحملة المضادة للانتخابات،
أصبح الآجر العنصر المفضل لسكان المنطقة.
وعلى موقع فيس بوك، وضع عديدون صورة طوبة
آجر على صفحته كُتب عليها "ورقة التصويت".
وقالت وردية المتقاعدة من سلك التعليم:
"هذه طريقتنا للتعبير عن رفضنا التام للتصويت".
وأمام حشد كبير غاضب خطب ماسينيسا حوفل،
قائلاً: "نحن هنا لنؤكد مرة أخرى رفضنا
ولكن بطريقة سلمية (...) لا نريد أن نعيش مآسي الماضي".
وكان يشير إلى المواجهات الدامية التي عرفت
بـ"الربيع الأسود" في 2001، التي اندلعت احتجاجاً على مقتل شاب داخل مقر للدرك الوطني عشية الاحتفال بالربيع
الأمازيغي، وهي مناسبة لتجديد مطالب الاعتراف بالهوية الأمازيغية.
وأسفرت المواجهات عن مقتل 126 شخصاً وآلاف
الجرحى.
ويشكل الأمازيغ ربع عدد سكان الجزائر، أي
10 ملايين نسمة، يتحدثون الأمازيغية، لكنهم يتعلمون في المدارس العربية التي ظلت اللغة
الرسمية الوحيدة قبل تعديل الدستور في 2016 لتصبح الأمازيغية أيضاً لغة رسمية.
وقبل ذلك كانت السلطة ترفض أي اعتراف بالهوية
الأمازيغية، وقمعت كل من طالب بها، على أساس أن الجزائر دولة عربية فقط.
وقال حوفل، إنه "مصدوم" لوجود
مرشحين مثل علي بن فليس، رئيس الوزراء أثناء قمع التظاهرات في 2001، أو رئيس الوزراء
السابق عبد المجيد تبون، وكلاهما عمل تحت السلطة المباشرة للرئيس السابق عبد العزيز
بوتفليقة، قبل أن يجبره الشارع على الاستقالة.
وأقسم حوفل، أنه "لن يكون هناك تصويت،
على السلطة أولاً إطلاق سراح سجناء الرأي"، في إشارة إلى مئات المحتجين، والنشطاء،
والصحافيين الذين اعتقلوا أو حُوكموا وأدينوا، حسب منظمات حقوق الإنسان.