رويترز: سقوط "مرسى" سيؤثر على إخوان سوريا نفسيا فقط.. وسيتعلمون من أخطائهم

عربي ودولي

رويترز: سقوط مرسى
رويترز: سقوط "مرسى" سيؤثر على إخوان سوريا نفسيا فقط.. وسيتع

يقول مقاتلون إسلاميون من المعارضة السورية إن سقوط الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين أثبت أن الدول الغربية التي تدعو إلى الديمقراطية لن تقبلهم أبدًا، وأكد وجهة نظر المتشددين بأن السيطرة على السلطة عن طريق العنف هو ملاذهم الوحيد.

وشهدت الساحة السورية في الآونة الأخيرة صعودا للجماعات الإسلامية الراديكالية التي يرتبط بعضها بالقاعدة في الصراع الذي بدأ قبل عامين مع تجاوز عدد القتلى 100 ألف قتيل.

ورحب الرئيس السوري بشار الأسد بسقوط مرسي باعتباره ضربة رمزية للمعارضة التي يهيمن عليها الإسلاميون لكن من المرجح ألا يكون لهذا أثر يذكر على أرض المعركة التي تحقق فيها قواته مكاسب بالفعل، وذلك نظرا لدور جماعة الإخوان المسلمين المحدود في القتال الذي طالما طغى عليه دور المتشددين.

وقال بيان لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام جناح القاعدة بالمنطقة في اليوم الذي سقط فيه مرسي لقد علمت الدولة الإسلامية أن الحق لا يسترد إلا بالقوة فاختارت صناديق الذخيرة لا صناديق الاقتراع .

وتابع البيان: وإن رفع الظلم والتغيير لا يكون الا بالسيف فأصرت على التفاوض في الخنادق لا في الفنادق. فهجرت أضواء المؤتمرات ، في إشارة فيما يبدو إلى اجتماعات الائتلاف الوطني السوري المعارض المدعومة من الغرب ودول الخليج التي عقدت في اسطنبول هذا الأسبوع.

وتلقت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، التي هيمنت على التمثيل السياسي للمعارضة في الخارج منذ بدايته ضربة هي الأخرى. فللمرة الأولى انتخب زعيم لا ينتمي إليها لكن هذا كان متوقعا حتى قبل سقوط حكومة مرسي في القاهرة.

وأبهجت إطاحة الجيش المصري بمرسي بعد تظاهر الملايين احتجاجا عليه الجماعات المؤيدة للأسد، الذي وصف ما حدث بأنه سقوط ما يسمى الإسلام السياسي .

ولكن حتى النشطاء السوريين الداعين للديمقراطية يقولون إن سقوط مرسي قوض ثقتهم في الحركات المناهضة للحكام الاستبداديين مثل الأسد والرئيس المصري الأسبق حسني مبارك والتي يدعمها الغرب ودول الخليج.

وقال طارق وهو ناشط مقيم في حلب متحدثا من خلال برنامج سكايب على الإنترنت يبدو أن الجيوش في النظم الديمقراطية تستطيع الإطاحة بالرؤساء الذين تنتخبهم أغلبية.. هذا مؤشر سيء للثورات .

وسيكون تأثير سقوط الإخوان المسلمين على النشطاء في سوريا نفسيا أكثر منه استراتيجيا. ويقول نشطاء إن فرع الجماعة في سوريا يتعلم بالفعل من أخطاء الحركة الإقليمية وبدأ التفاوض لإقامة علاقة جديدة مع القوى الإقليمية المعارضة للإخوان مثل السعودية.

لكن آخرين يقولون إن مقاتلي المعارضة ربما يتلقون ضربة أقوى من التي يتوقعونها. وقال ناشط طلب عدم نشر اسمه إن هذا يمكن أن يضر بتدفق المال والسلاح من ليبيا وكذلك من مصر، حيث أيد الرئيس السابق المنتمي للإخوان الجهاد ضد الأسد في سوريا.

وقال الناشط مصر كانت معبرا لبعض تلك الإمدادات وبعد أن أصبح الجيش المصري في السلطة الآن فقد يتوقف هذا. وستنشغل بعض الجماعات الإسلامية التي كانت تمدنا بالدعم بشئونها على الأرجح .

ويقول جوشوا لانديس، وهو محلل متخصص في الشأن السوري مقيم بالولايات المتحدة، إنه إذا أضعف سقوط مرسي جماعة الإخوان في سوريا فسيحرم المعارضة من القوة المؤسسية المنظمة الوحيدة بها.

وأضاف: أيا كان رأينا في جماعة الإخوان المسلمين فقد كانت الجماعة الوحيدة المنظمة التي لها هيكل. إذا ضعفت فلن يتبقى إلا هذه الجماعات الإسلامية المتطرفة الصغيرة على الأرض والتي لا تستطيع كسب دعم السوريين السنة من الطبقة المتوسطة .

وقال مقاتل من المعارضة يدعى أبو نضال وينتمي لكتائب المصطفى في دمشق سواء أكنا ندعم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أم لا فقد تقبل كثير من المقاتلين الإسلاميين أن علينا العمل في إطار دولة مدنية. الآن بات واضحا أن القوى العالمية وحلفاءها في المنطقة يستهدفون الإسلام في المقام الأول .