تشاد: أحكام مشددة على 240 متمرداً أوقفتهم فرنسا
كشفت وزارة العدل التشادية اليوم الثلاثاء، لـ "فرانس برس"، الحكم على أكثر من 240 متمرداً من المسؤولين أو العناصر في المجموعة التي أوقفتها في مطلع فبراي عملية فرنسية شمال شرق تشاد، بالسجن لمدد تراوح بين 10 و20 عاماً.
وقال الوزير جمعة غربي: "حكم على 12 من الموقوفين الـ267 بالسجن 20 عاماً، وعلى 231 بالسجن بين 10 و15 عاماً، وبُرّئ 24 قاصراً".
وتابع أن "المحكمة الجنائية الخاصة أصدرت أيضاً أحكاماً غيابية بالمؤبد ضد 10 مسؤولين خارج تشاد" بينهم زعيمهم تيمان أرديمي.
وفي مطلع فبراير دخلت مجموعة "اتحاد قوى المقاومة" المسلحة بقيادة تيمان أرديمي، قريب الرئيس أدريس ديبي اتنو، إلى شمال شرق تشاد من ليبيا.
وبناء على طلب نجامينا، نفذت فرنسا 3غارات بطائرات ميراج 2000 على متمردين كانوا يستقلون شاحنات. وبعد القصف أعلن الجيش التشادي أسر أكثر من 250 شخصاً.
وقال الوزير إن "جلسة المحكمة الجنائية الخاصة ومقرها سجن كورو تورو، في الصحراء شمال البلاد افتُتحت في 20 من الجاري"، مضيفاً أن "الاحكام صدرت أمس الاثنين على المتمردين بعد محاكمة عادلة".
وتعرض تدخل فرنسا للتصدي للمتمردين لانتقادات من أحزاب المعارضة التشادية والفرنسية التي رأت فيه "تدخلاً لباريس في الشؤون الداخلية التشادية".
فرنسا.. تاريخ طويل من التدخل في تشاد
منذ استقلال تشاد عن باريس في 1960، ظل الجيش الفرنسي محتفظا بتواجد عسكري في هذا البلد المغلق الواقع في قلب الصحراء الإفريقية الكبرى، ولعب دورا في دعم نجامينا في حربها مع ليبيا (1978 - 1987)، وفي الصراعات الداخلية.
وفي 2006، شاركت القوات الفرنسية ولو بدور غير مباشر، في صد الهجوم المباغت للمتمردين (الجبهة الموحدة للتغيير الديموقراطي) على نجامينا، رغم أن الرئيس التشادي إدريس ديبي، ينفي أن يكون الجيش الفرنسي وطائراته الحربية من دحر التمرد.
لكن ديبي، أقرّ في حوار مع قناة الجزيرة القطرية في ذات العام، باستفادة قواته من "المعلومات الاستخباراتية" و"المساعدات اللوجستية، بنقل الجنود والآليات فقط".
أما في 2008، وبعد أن شارفت قوات المعارضة بقيادة أرديمي، ومعاونة حركة محمد نوري، على اقتحام القصر الجمهوري، لعبت القوات الفرنسية نفس الدور في دعم قوات ديبي، رغم نفيها التدخل عسكريا، مع إعلانها أن دورها اقتصر على "الرصد والدعم اللوجستي" في إطار اتفاقية التعاون بين البلدين.
وتحدثت صحف فرنسية، أن قوات بلادها لعبت دورا بارزا في حماية مطار نجامينا، والسماح للجنود التشاديين بالتزود بالوقود والذخيرة.
ويأتي هذا التطور، بعد أقل من شهرين من زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى تشاد، حيث أعاد التأكيد على دعم فرنسا للقوى الإفريقية المناهضة للمتطرفين، وسط تزايد القلق الدولي بشأن الفوضى في ليبيا.
لكن هجوم الأحد الماضي، كان الأول من نوعه الذي تعلن فيه باريس أن طائراتها الحربية تدخلت بشكل مباشر في قصف رتل للمعارضة المسلحة، بطلب من الحكومة تشادية، مما يعكس أن مستوى التعاون العسكري بين باريس ونجامينا وصل إلى أوجه، خصوصا بعد أن أدى انقلاب عسكري في مالي في 2012، إلى سقوط شمالي البلاد في يد جماعات "إرهابية" وأخرى انفصالية.
وتُعد قاعدة نجامينا الجوية، أكبر تمركز عسكري لفرنسا في منطقة الساحل، والتي من خلالها تسعى لمراقبة التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة في بحر من الرمال المتحركة، لم تتمكن منذ تدخلها في شمالي مالي في 2013، من ضبط الأوضاع بالمنطقة، لكنها لم تعد متسامحة، كما في السابق، مع التنظيمات المسلحة في الساحل، بما فيها تلك التي تملك أجندة سياسية.