تقارير دولية تواصل كشف حجم الانتهاكات التي تتعرض لها العمالة الأجنبية بقطر
تستمر التقارير الدولية والإعلامية بشكل دوري في كشف حجم الانتهاكات التي تتعرض لها العمالة الأجنبية في قطر، وانتهاك حقوقها بشكل "رسمي" ممنهج، من أجل استكمال مشاريع ملاعب بطولة كأس العالم التي تحتضنها قطر في 2022.
وكشف التقرير الأخير في مجلة "البرلمان
الأوروبي" تهرب قطر من مسؤولياتها وواجباتها، وإخلالها المتعمد بتعهداتها الدولية،
وتأكيدها حرصها على العمالة الأجنبية في المنشآت الرياضية، وفي كل القطاعات الأخرى
بشكل عام.
وجدد التقرير تسليط الأضواء على حجم الانتهاكات
التي تتعرض لها العمالة النيبالية، والظروف المهينة التي يعاني منها العمال الأجانب
في قطر، بعد أقل من شهر على تقرير تلفزيوني لقناة WDR الألمانية
كشف بدوره المستور، وفضح تستر قطر على ضحايا جحيم كأس العالم 2022، بعد مقتل 1400 عامل على الأقل، بسبب ظروف العمل الصعبة، حتى
الآن.
وفي ظل استمرار الانتهاكات وصمت المنظمات
الدولية المعنية أو عجزها عن وقف هذه الانتهاكات، استلم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي
مشعل التنديد والاحتجاج على قطر وسياساتها بإطلاق هاشتاقات للتنديد بمأساة العمالة
في الدوحة، ولفت أنظارالعالم إليها، عل الضمير الدولي يستفيق أخيراً ويضع حداً للمذبحة
المتواصلة على مرأى ومسمع العالم، وبحضور كاميرات القنوات التلفزيونية أحياناً.
وإذا كانت للتقرير الجديد ميزة فهي ولاشك
مساهتمه في تحريك الماء الراكد في بحيرة عرق ودموع العمال في ملاعب بطولة كأس العالم
بقطر في 2022، بعد ظهور مؤشرات اليوم الثلاثاء، على بداية تشكل وعي جديد بهذه الكارثة
الإنسانية وهو ما عكسته بعض الردود العربية والدولية، خاصةً عبر المنشورات على منصات
التواصل الإجتماعي، وفي طليعتها تويتر، الذي نقل امتعاض واستياء العشرات من صمت العالم
والاتحاد الدولي لكرة القدم عما يجري في قطر، فندد البعض بهذه السياسة القطرية المهينة، وهاجم البعض الآخر تآمر جهات دولية كثيرة
مع الدوحة، في حين انتهى البعض بإعلان سخطه وغضبه، بإلغاء خططه لزيارة قطر في الفترة
المقبلة، ومقاطعة ملاعبها في كأس العالم 2022 مثلاً.
وربما يعكس ذلك موقفاً غير معلن، اتخذه
عشرات أو آلاف الأجانب الذين كانوا ينوون زيارة قطر، قبل العدول عن ذلك، وهو ما تعكسه
الأرقام الرسمية القطرية، الصادرة عن الهيئة العامة للسياحة في الدوحة والتي تكشف تراجع
عدد الزوار والوافدين في 2018 بـ 19.4% ليصل العدد إلى 1.82 مليون زائر، في مقابل
2.26 مليون في 2017.
وفي العالم العربي، أعرب عدد كبير من المستخدمين
عن تضامه مع العمالة الأجنبية في قطر، خاصةً النيبالية، عبر هاشتاغ "#ملاعب_قطر_تقتل_العمال"
لتسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة لحقوقها في قطر.
وأورد مستخدم مثلاً، أن "تلاعب القطريين
وصل إلى استغلال العمالة وتهميش حقوقهم، رواتب متدنية والعمال تحت أشعة الشمس الحارقة،
يجب على كل منظمات الحقوق الدولية إيقاف هذا الإستغلال والظلم الذي يمارسه النظام القطري".
ولم يقف الأمر عند العرب، إذ أطلق النيباليون في بلادهم أيضاً هاشتاغات مماثلة، وانتشرت الدعوات لمقاطعة قطر، على تويتر، وفيس بوك، وانستغرام، لكشف تجاوزاتها وفضح ممارساتها على أوسع نطاق ممكن.