محسوب: سد النهضة ليس سوي رسالة من النظام الدولي بأن مصر أصبحت فريسة يتمناها كثير من الضباع

أخبار مصر

محسوب: سد النهضة
محسوب: سد النهضة ليس سوي رسالة من النظام الدولي بأن مصر أصب

أكد محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط ، أنه لا يمكن لأي طرف أن يري المشهد الحالي في مصر إلا أن يشعر بالحيرة والأسي، فبدلا من التفاؤل الكبير والهمة العالية التي ظهرت بعد ثورة مجيدة طاهرة إذا بالأحداث تنحو بالتدريج إلي احتقانات وخصومات، ليحل بدلا منها اختناقات سياسية ومواجهات حزبية ومصادمات فئوية، وتكاد اللحظة التاريخية التي أتاحها لنا الله بأقداره الحسنة أن تفلت من بين أيدينا إن لم نحرص عليها وننتبه إلي خطورة ما نحن مقبلون عليه.

وأوضح أن أكبر المخاطر التي تحيط بنا هي تهويل بعضها والتهوين من بعضها الآخر، بحيث أن كل دورة من دورات الاحتقان تظهرها أوهامنا وكأنها جبال توشك أن تنهار علي رءوسنا، بينما أن دورات الاحتقان بعد الثورات والتقلبات السياسية والأداء الحكومي الهزيل وميل البعض للمواجهة في الشوارع بدلا من الذهاب لصناديق الانتخابات وتربص كل طرف بالطرف الآخر وتقلب المواقف السياسية دون معيار واضح وارتفاع الصريخ السياسي فيما يستحق النقاش الهادئ، كل ذلك هو تبعات طبيعية لأي ثورة ، وليست بالضرورة محاولة لطرف أن يستأثر بالحياة السياسية وإقصاء الباقين ولا هي محاولة لترتيب ثورة مضادة تُطيح بالسلطة المنتخبة.

و أشار محسوب عبر حسابه الشخصي على موقع فيس بوك إلى أنه لا يمكن أن تكون القوي التي حازت شرعية الثورة أن تجد بديلا عن بعضها، لأنها في مجموعها تمثل النظام الجديد والذي لم تكتمل خطوات بنائه بعد، وهذه القوي لا يُتصور أن تفوز علي بعضها في مواجهات الشارع، لسبب بسيط لأن من سيفوز هو طرف ثالث، يتهيأ ليجني ثمار اختلاف أبناء الثورة وتصارعهم.

و قال : ولقد أزعجني كثيرا أن أقرأ لكتاب مرموقين محسوبين علي النظام السابق، وقوي كارهة للثورة أنها تسعي لبديل للنظام السياسي الجديد بأكمله، وتسعي لإزاحة من يحكم ومن يعارض، دون تمييز، لكونهم جميعا ينتمون لنفس الشرعية وهي شرعية الثورة، وربما هذا بالضبط ما يحتاج الطرفان أن ينتبها إليه، بأن وجودهما معا هو شرط لاستمرار هذه الثورة ونجاحها، وأن أعداءها يبنون كل استراتيجيتهم علي تخاصم الفريقين .

وأضاف: إن سد الألفية الإثيوبي ليس سوي رسالة من النظام الدولي بأن جسد الدولة المصرية هو فريسة هائلة يتمناها كثير من الضباع، وأن من ثار لأجل استرداد عافية هذا الجسد هو نفسه الذي ينتظر الضباع منه أن يكون سببا في سقوطه واخواره، وأمام هذه المخاطر فإن أبناء الثورة يحتاجون لتأمل المستقبل ووضع خلافاتهم التكتيكية في إطارها الصحيح، فإن اختلاف البعض مع الرئيس في سياساته والحكومة في أدائها الضعيف لا يعني السعي لإسقاط المشهد أملا في بناء مشهد غيره، فمجرد حدوث ذلك، فيما لوحدث، سيجعل الأمر يفلت تماما من يد كل أبناء الثورة لصالح مستفيدي النظام القديم .