"إيقاف مشروعات وكالة أمريكية في غزة".. ضربات واشنطن لفلسطين عرض مستمر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

دائمًا ما تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية– على حد تفكيرها– ورقة رابحة تحتفظ بها لتدعم تهديداتها للسياسات التي تقف في وجه مصالحها، وهو ما فعله دونالد ترامب باستخدامه وسائل غير مشروعة للضغط على فلسطين بما يحقق أهدافها، لبسط نفوذها على العديد من الدول، ولكن بالرغم من ذلك إلا أنه غالبًا ما تبوء محاولاتها بالفشل في النهاية، حيث لا تنجح في الوصول إلى ما تريده باتباع هذا النهج.

ومنذ تولي الرئيس دونالد ترامب، رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يلوح في الأفق بأوراقه التي يزعم أنها الرابحة، بما يحقق مصلحة إسرائيل الداعمة لمصالحها على أرض فلسطين.

كانت آخر هذه الضربات التي يحاول "ترامب" بها الضغط على السلطة الفلسطينية، هي إيقاف مشروعات إحدى الوكالات الأمريكية في غزة والضفة، وهو ما يأتي بعد سلسلة من الضربات المتتابعة طوال العام الماضي التي حاولت بها أمريكا توجيه صفعتها لفلسطين التي تحاول الصمود أمام نفوذ "ترامب".

وفي سياق ذلك، ترصد "الفجر" أبرز الضربات التي حاولت أمريكا توجيهها إلى فلسطين، وذلك خلال السطور التالية.
 
إيقاف مشروعات وكالة أمريكية في الضفة وغزة
أعلن مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية السابق، ديف هاردن، أن الوكالة ستوقف كافة مشروعاتها في الضفة الغربية وقطاع غزة في 31 يناير الجاري، بعد قرار الإدارة الأمريكية قطع التمويل عن الفلسطينيين.
وأعرب "هاردن" عن قلقه العميق من هذه الخطوة، وأشار لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن الإدارة الأمريكية تبرهن مرة أخرى على عدم الوضوح وصعوبة تقدير الوضع المعقد.
وتساءل قائلًا في تصريحات له: "من الذي يعاني عندما تترك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المدارس وأنظمة المياه غير منتهية؟"، ويجيب: "الفلسطينيون بالطبع"، مشيرًا إلى احتمال أن يواجه الإسرائيليون والأمريكيون تبعات من جراء هذه الخطوة.
ودون في وقت لاحق عبر حسابه الرسمي على "تويتر" تعليقًا آخر على هذه الخطوة قال خلاله إن وقف مشروعات الوكالة الأمريكية للتنمية في الضفة الغربية وقطاع غزة يعد بمثابة مثال آخر على نهاية حل الدولتين.
وقال المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى،  روبرت ساتلوف، إنه إذا صدقت الأخبار بشأن إنهاء مشروعات الوكالة الأمريكية للتنمية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فسيكون من الصعب فهم المنطق الكامن وراء ذلك.
ورد "ساتلوف" على كلام هاردن، قائلًا إن وقف مشروعات الوكالة الأميركية من شأنه مفاقمة معاناة الفلسطينيين العاديين الذين يواجهون صعوبات في العيش، ولا يجدون نوايا حسنة لدى الولايات المتحدة تجاه عملية السلام.
 
إغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن
وفي سبتمبر الماضي، أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية، السلطة الوطنية الفلسطينية بشكل رسمي، بإغلاقها مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
ومن جانبه، أدان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قرار الإدارة الأمريكية بإغلاق مكتب بعثة فلسطين في واشنطن، واصفًا هذه الخطوة المتعمدة، بالهجمة التصعيدية المدروسة التي سيكون لها عواقب سياسية وخيمة في تخريب النظام الدولي برمته، من أجل حماية منظومة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه.
وقال "عريقات" في بيان صحفي: "لقد تم إعلامنا رسمياً بأن الإدارة الأمريكية ستقوم بإغلاق سفارتنا في واشنطن عقاباً على مواصلة العمل مع المحكمة الجنائية الدولية ضد جرائم الحرب الإسرائيلية، وستقوم بإنزال علم فلسطين في واشنطن العاصمة، ما يعنى أكثر بكثير من صفعة جديدة من إدارة ترمب ضد السلام والعدالة. ليس ذلك فحسب، بل تقوم الإدارة الأمريكية بابتزاز المحكمة الجنائية الدولية أيضا وتهدد مثل هذا المنبر القانوني الجنائي العالمي الذي يعمل من اجل تحقيق العدالة الدولية".
وتابع مضيفًا: "بإمكان الإدارة الأمريكية اتخاذ قرارات متفردة وأحادية خدمة لليمين الإسرائيلي المتطرف، وبإمكانها إغلاق سفارتنا في واشنطن، وقطع الأموال عن الشعب الفلسطيني، ووقف المساعدات بما فيها التعليم والصحة، لكنها لا يمكن أن تبتز إرادة شعبنا ومواصلة مسارنا القانوني والسياسي، خاصة في المحكمة الجنائية الدولية، وسنتابع هذا المسار تحقيقاً للعدالة والانتصاف لضحايا شعبنا، وحث المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، الإسراع فى فتح تحقيق جنائى فورى فى جرائم الاحتلال الإسرائيلية".
وأكد "عريقات"، أن القيادة ستتخذ التدابير الكفيلة لحماية مواطنينا الذين يعيشون فى الولايات المتحدة فى الوصول إلى خدماتهم القنصلية، مشددًا على أنهم لن يستسلموا للتهديدات والبلطجة الأمريكية، وسيواصلون نضالهم المشروع من أجل الحرية والاستقلال، ما يتطلب من المجتمع الدولي التحرك فورًا للرد على هذه الهجمات الأمريكية ضد الشعب الفلسطينى.
 
إيقاف المساعدات المقدمة لفلسطين
وفي أغسطس 2018 الماضي، أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الكونجرس، بقرارها قطع أكثر من 200 مليون دولارًا من المساعدات للفلسطينيين، بعد مراجعة تمويل المشروعات في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية في مطلع يناير الماضي، أعلنت عن تقليص مساهمتها في ميزانية "الأونروا" بنحو 125 مليون دولار أمريكي، وذلك بعد تهديدات الرئيس الأمريكي وسفيرته بالأمم المتحدة نيكي هايلي، بوقف تقديم المساعدات المالية للفلسطينيين والسلطة الفلسطينية.
 
نقل سفارة واشنطن إلى القدس
أما في مايو الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقام بنقل سفارة بلاده إليها بدلًا من تل أبيب، وذلك وسط مراسم للاحتفال بحضور "ترامب" وزوجته إيفانكا.