منال لاشين تكتب : يا مرسى.. إما أن تزور الكاتدرائية فى عيد القيامة أو ارحل فورا

مقالات الرأي

منال لاشين تكتب :
منال لاشين تكتب : يا مرسى.. إما أن تزور الكاتدرائية فى عيد

■ صقور الجماعة تشعل الفتنة الطائفية بفتوى القيامة وتقطع على مرسى خط المصالحة

■ قيادات الإخوان هرولوا للكنيسة فى العيد سعيا لأصواتهم ثم افتوا بعد ذلك بتحريم تهنئة الأقباط



يقع مقر الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح فى مدينة نصر، ويعود اختيار المقر إلى تحمس النائب الأول للمرشد والرجل القوى للجماعة خيرت الشاطر لأن يكون المقر قربيا من مملكته فى مدينة نصر (منزل ومكتب)، فالرجل عضواً قيادياً فى الهيئة ويتردد أنه ينفق من ماله الخاص أو مال الجماعة على مقر الهيئة، وله صور بالجلابية مع شيوخ الهيئة، وهذه الهيئة صاحبة أكبر عدد من الهجوم على المواطنين الأقباط، ولا يمر أسبوع دون أن يطلع علينا شيخ من شيوخها بفتاوى تحريم تهنئة الأقباط، وحتى السلام عليهم، وبعض شيوخهم أيضا لهم تجاوزات أو بالأحرى خطايا فى حق الأقباط، خطايا من نوع (اللى مش عاجبه البلد الإسلامى يمشى) وفى قول آخر (يغور)، فهل يمكن تصور، مجرد تصور ساذج أن مرسى لا يعلم عن هيئة الشاطر شيئا، ولا يعرف جهادها فى سبيل تطفيش المواطنين الأقباط، وهل كل تجاوزات بعض قيادات الهيئة ضد الأقباط لا تصل للنيابة العامة لمجرد وجود الشاطر أم لأن أهل مرسى وعشيرته وحلفاءه هم الذين يقودون الهجوم على الأقباط؟ وهل يقف الشاطر بصفته عضواً قيادياً بالهيئة الشرعية وراء عدم ذهاب مرسى ولو لمرة واحدة للكنيسة حتى بعد الاعتداء غير المسبوق عليها، وهل بالفعل هناك صراع داخلى فى الإخوان يقوده الشاطر. بحسب بعض التحليلات فإن فتوى البر الأخيرة بتحريم تهنئة الأقباط جاءت لقطع الطريق على أى أفكار رئاسية لدرء الخلاف العميق مع الأقباط، فصقور الجماعة يقطعون الطريق على أية محاولة رئاسية للتصالح مع الأقباط.



عبد الناصر وكيرلس


ويؤيد فكرة الخلاف حول ملف الأقباط أيضا داخل الإخوان قصة أخرى رواها الكاتب الكبير الاستاذ هيكل فى حلقاته الأخيرة، فقد قال هيكل إنه نصح مستشارى الرئيس بضرورة أن يزور مرسى الكاتدرائية، فرد عليه المستشار (ياخبر يزور كنيسة)، فى مواجهة قصة هيكل اصيبت الرئاسة بالخرس فلم تكذب أو تنفى أو تتملص من هذه الكارثة الطائفية، والتى تسقط عن الرئيس شرعيته. لم تكن قصة هيكل هى الأولى من نوعها، فعندما كثرت خطب مرسى فى صلاة الجمعة تنبه الكثيرين إلى ما فى الوضع من تأثير طائفى، خاصة أن خطب مرسى فى صلاة الجمعة تتناول قضايا الوطن، قضايا سياسية واقتصادية.، وطالب البعض مرسى أن يثبت أنه رئيس لكل المصريين وأن يزور كنيسة أو يزور الكاتدرائية على أقل تقدير، ولكن مرسى لم يجرؤ على تلبية هذا الطلب، لأن جماعته وإخوانه يريدون أن يأسسوا لدولة دينية، لا يكون للمواطنين الأقباط ذات الحقوق للمواطنين المسلمين.

فى دولة الإخوان هناك ثلاث طبقات مواطنين سوبر وهم الإخوان وحلفاؤهم من قوى الإسلام السياسى، وطبقة المواطنون من الدرجة الثانية وربما العاشرة وهم المواطنون المسلمون من خارج الجماعة، وهناك أخيراً طبقة الأقباط، وهذه الفئة لا تجيد دولة الإخوان أن ترسخ لأى مؤشرات على حقوق متساوية طبقا للدولة المدنية، فالحكاية ليست مجرد زيارة للكنيسة أو الكاتدرائية.

فمن المثير أن مرسى والكتاتنى قد هرولا للكاتدرائية فى عيد الميلاد قبل وصول مرسى للحكم، وأنهما رسما ابتسامة ساحرة أمام الكاميرات وهما فى الاحتفال، وكان مرسى هو أرفع شخصية فى حزب الإخوان (الحرية والعدالة) فهو رئيس الحزب، وكان الدكتور الكتاتنى نائبا لرئيس الحزب. بل إن الإخوان من باب التمويه اختاروا شخصية قبطية لمنحها منصب نائب رئيس الحزب.صحيح أن الرجل كان إنجيليا، ولكنه فى النهاية قبطى، فى ذلك الوقت كان الإخوان يروجون لأن زيارة الكنيسة كانت واجباً وطنياً دينياً على كل مسلم، فقد كان الإخوان يسعون لاصوات الأقباط فى انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية، وبالمثل كانوا يرسلون بهذه المشاركة فى احتفال عيد الاخوة الأقباط رسالة للأمريكان، بأنهم يؤمنون بالدولة الديمقراطية المدنية، وأن المواطنة هى عنوان حكمهم إن حكموا، فلما حكموا أو بالأحرى تحكموا ظهروا على حقيقتهم.. دعاة للفتنة والطائفية.

تواضرس‮.‬TIF


ملفات وزيارات

فى الستينيات وما ادراك ما الستينيات يادكتور مرسى.حصل طالب متفوق على المركز الأول فى كليته، ولم يعين معيدا بالمخالفة للقانون، وارسلت والدة الطالب أو بالأحرى الخريج برقية إلى الرئيس جمال عبد الناصر.شكت له من ظلم ابنها لأنه مسيحى، وعلى الفور أمر عبد الناصر بالتحقيق فى الواقعة وتبين له صحتها، وحصل المواطن المسيحى على حقه فى التعيين.

ولكن عبد الناصر الواعى والمؤمن لأهمية المواطنة والوحدة الوطنية لم يكتف بعودة الحق لأصحابة، ففى عيد العلم وأثناء تكريم أوائل الخريجين فوجئ الشاب المسيحى بعبد الناصر يطلب منه إلا يسمح لأحد بظلمه أو معاملته كدرجة ثانية، وقد حرص عبد الناصر على هذه اللفتنة ليزيل كل أثر للاضطهاد فى نفس شاب فى مقتبل حياته. من هذا المنطق حرص عبدالناصر على دعم الدولة لبناء الكاتدرائية على أفخم مستوى، وشاركت الرئاسة مشاركة مالية رمزية فى تشييدها، فقضية الوحدة الوطنية تجعلك تحرص على الكنيسة وعلى أهلها، ولذلك فأمام مرسى ملفات ساخنة للاعتذار العملى لكل تحرش بالمواطنين الأقباط فى عهده. أولها حماية الكنائس، وبناؤها فمن العار ألا تبنى كنيسة واحدة جديدة من أول حكم مرسى، من الملفات أيضا معاقبة كل من يدعو للفتنة هيئات وأفرادا وتقديمهم للنيابة العامة فورا، واختيار المواطنين الأقباط الأكفاء فى المناصب العامة، وتتخذ كل هذه الملفات شكل الوعود الرئاسية بحق وحقيق، وبالتزام محدد، وتقديم المعتدين على الكاتدرائية للمحاكمة، وقبل هذا وذاك يجب أن يشارك مرسى فى الاحتفال بعيد القيامة، ولو قالوا لك مبارك ما عملاش، فتذكر أن مبارك رحل بثورة، واستكمل مشوار عبد الناصر اذهب إلى الاحتفال بعيد القيامة أو ارجع للزقازيق أو راحل فورا أيهما أقرب يامرسى، فليس بعد الفتنة الطائفية ذنب.

الذهاب للكنسية هو مجرد بداية واعتذار من مرسى عن رعايته للطائفيين وصناع الفتن.خطوة وصورة تحتاج إلى عمل حقيقى وشاق ومتواصل.


يوم الثلاثاء الماضى وقف مرسى داخل مجمع الحديد للاحتفال بعيد العمال، متعهدا باستكمال طريق عبد الناصر فى الصناعة الوطنية، بالنسبة للكثيرين فإن كلام مرسى مجرد استهلاك محلى لزوم الانتخابات وكسب أصوات العمال، وآخرون يرون فى انقلاب مرسى تجاه عبد الناصر مجرد حركة عبيطة لكيد وغيظ لأمريكا التى بدأت انقلاباً عليه، فقد كان هجوم الإخوان على عبد الناصر عربون الصداقة والتقرب للأمريكان. أين كانت كانت دوافع مرسى للحب المفاجئ لعبد الناصر، فإن أمام مرسى واجباً أو بالأحرى فرصة أخيرة لاستكمال مشوار عبد الناصر فى قضية حياة أو موت لمصر، فمرسى يهدد الأمن القومى لمصر برعايته للفتنة الطائفية التى يقودها أهله وعشيرته، واصراره على رفض زيارة الكاتدرائية حتى بعد الاعتداء عليها يؤكد أن مرسى لا يؤمن بالمواطنة ويعصف بحقوق المواطنين الأقباط. دعك من فتوى الإخوان الأخيرة بتحريم تهنئة الأقباط بعيد القيامة، فالأقباط ردوا ألف مرة على هذه الفتاوى.. مش عايزين تهنئة من متشددين وطائفيين، وبكفاية علينا حب وتهنئة المسلمين من أهل مصر، وليس أهل وعشيرة مرسى، ولكن مرسى يظل وضعا مختلفا، وقناعاته الشخصية عن أعياد المواطنين لا علاقة لها بواجبه كرئيس تجاه ملايين المصريين من الأقباط، فليس مهما أن يؤمن مرسى بعيد القيامة أو عيد الميلاد، والقضية بالنسبة لمرسى لاتكمن فى عقيدته الشخصية أو الدينية، ولكن الرئيس ملزم بأن يحافظ على الوحدة الوطنية، فإذا اقتضى هذا الواجب الوطنى أن يذهب للكاتدرائية فى عيد القيامة، فيجب أن يذهب كرئيس للمصريين. إذ يكفى أن يؤمن ملايين المصريين بهذا العيد طبقا لعقيدتهم لهم، وهذا الإيمان يكفى وحده ليهرول مرسى لحضور عيد القيامة فى الكاتدرائية ليعتذر عن اخطائه الطائفية، وإذا كان مرسى مؤمناً بضرورة استكمال مشوار عبد الناصر، فعليه أن يستعيد مشواره مع الوحدة الوطنية ويحافظ على كرامة المواطن القبطى، وفخره بتشييد الكاتدرائية الجديدة فى عهده، وعلاقته السمحة الودودة المحبة بالبابا كيرولس، ولكن مرسى وإخوانه وعشيرته يمشون فى اتجاه عكسى فى قضية الوحدة الوطنية. قيادات إخوانية تشارك بالتمويل والعمل فى هيئات تتحرش ليل نهار بالمواطنين الأقباط.. الأقباط لم يتركوا مصر فهذا وهم من أوهام المتشددين، الأقباط سيظلون فى مصر، ولكن مصلحة مصر تقتضى أن يعالج مرسى وعلى الفور وبدون تباطؤ خطايا رعاية الفتنة الطائفية.